توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خليفة.. التمكين الذهبي

  مصر اليوم -

خليفة التمكين الذهبي

بقلم - منى بوسمرة

عندما يرحل العظماء والقادة المخلصون، تنفطر القلوب ألماً، وتبكي العيون حزناً، الخسارة كبيرة، والمصاب جلل، برحيل خليفة، خليفة زايد، وساعده الأيمن في بناء دولة الاتحاد، شريك التأسيس، وقائد مرحلة التمكين، سلّم الأمانة ورحل، بعد أن حمل آمال وطموحات وطنه وشعبه، فحقق المعجزات.

اليوم، لا نخسر قائداً فذاً فقط، بل والداً حنوناً، سكن العطاء قلبه ونهجه، فشمل جميع أبناء الوطن، وامتد خيره باسم الإمارات، إلى الملايين من حول العالم، فالراحل الكبير، جسد حقيقة قيادته وانتمائه لوطنه، وقضايا أمته، ليس عبر اسمه المجرد، بل عبر مسيرة حياته العامرة، وتاريخه الحافل، الذي يشهد على إرادته وتصميمه في إطلاق العنان لمسيرة النهضة، التي بنى قواعدها مع المؤسسين، ثم رفع البنيان، حتى شاهده العالم كله، وحتى أصبح اسم الإمارات مرادفاً للنجاح والتميز والعطاء، والتسامح والسلام، وارتقى بوطنه إلى قمة المجد والعطاء والازدهار، ليتقدم بشعبه إلى مصاف الأمم.

بين دفتي كتاب حياته، كل معاني وصور الحكم الرشيد، والعطاء والإخلاص، والإرادة والتصميم، عمل ليل نهار لخدمة قضايا شعبه ووطنه وأمته والإنسانية، وحافظ على المبادئ الناصعة، والقيم النبيلة، التي تأسست عليها الإمارات.

وهو، بدون جدال، في المرتبة الأسمى التي تليق بتفرده في قيادة وطنه، حتى كسب قلوب شعبه، أحبهم وعمل لأجلهم، وسخّر حياته لخدمتهم، فبادلوه العطاء، بالانتماء والإخلاص والولاء، فكانت الإمارات بهذا العز والمجد والسؤدد، معادلة وطنية راسخة، كبيرة بمعانيها، رائعة في جوهرها وصورتها، فكتبت قصتها بمداد الذهب والمجد والفخار.

لا نبالغ إذا قلنا إن رؤية ونهج خليفة، موسوعة في التنمية والعطاء والإنسانية، طبعت بصماتها المؤثرة كل زوايا الوطن، وزرعت في أركانه بذور النهوض الواعد بالمفهوم الحقيقي، وتركت آثارها العميقة في المسيرة الوطنية، وامتدت في دوائر تكبر كلما ابتعدت، ليصل تأثيرها الإيجابي بعيداً، إلى آفاق العالمين العربي والإسلامي، والساحة الدولية، لتجسد فترة حكمه كل أشكال القوة والعزم، والثبات والإصرار، في متوالية فريدة، على صياغة نموذج مثالي في النهضة، وبرمجة كل الإمكانات والقدرات والموارد، من أجل إعلاء شأن شعبه وأمته.

من الصعب رثاء قامة كبرى، وقائد فذ، ورمز للوحدة، أقام تجذيراً عميقاً في الوعي الشعبي والوطني، لكل معاني الاتحاد، حتى غدت لحناً تعزف حروفه، وتطرب لأنغامه أجيال الوطن، ففي عهده، تقدمت الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة، وباتت تلعب دوراً بارزاً في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، وتتصدى للقضايا والتحديات العالمية، إيماناً بدورها الإيجابي، وحقها في المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، بعيداً عن الصراعات والتناحر والحروب، بل بتبني قيم الحضارة والانفتاح والتعاون.

فقدنا رمزاً من أعظم رموز الوطن، ومن أبرز قادة الأمة في العصر الحديث، رمزاً يشهد له الحاضر، وسيشهد له التاريخ، بالعبور بالوطن إلى مرحلة تمكين ذهبية، شكلتها إرادة لا تلين، صاغ فيها حالة وطنية، تضمن عز البلاد، وتوجه بوصلتها إلى موقعها الطبيعي بين الأمم والشعوب.

رحل خليفة إلى جوار ربه، غاب جسداً، لكنه حاضر فينا، برؤيته لمستقبل هذا الوطن، رؤية لا تموت، بل تنبض في كل أجيال الإمارات. رحم الله خليفة، والعزاء لشعبنا وأمتنا، ولكل محبي الإمارات وأصدقائها، ويقيننا أن حملة الراية من بعده، يؤمنون بنفس النهج، نهج المؤسس زايد، رحمه الله، ويقيننا أن الإمارات على نفس العهد والوعد، ستبقى كما أرادها خليفة، بستاناً عامراً بالسلام والتسامح والخير والعطاء، وليبقى الراحل، رمزاً دائماً للوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خليفة التمكين الذهبي خليفة التمكين الذهبي



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon