توقيت القاهرة المحلي 05:55:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خليفة.. التمكين الذهبي

  مصر اليوم -

خليفة التمكين الذهبي

بقلم - منى بوسمرة

عندما يرحل العظماء والقادة المخلصون، تنفطر القلوب ألماً، وتبكي العيون حزناً، الخسارة كبيرة، والمصاب جلل، برحيل خليفة، خليفة زايد، وساعده الأيمن في بناء دولة الاتحاد، شريك التأسيس، وقائد مرحلة التمكين، سلّم الأمانة ورحل، بعد أن حمل آمال وطموحات وطنه وشعبه، فحقق المعجزات.

اليوم، لا نخسر قائداً فذاً فقط، بل والداً حنوناً، سكن العطاء قلبه ونهجه، فشمل جميع أبناء الوطن، وامتد خيره باسم الإمارات، إلى الملايين من حول العالم، فالراحل الكبير، جسد حقيقة قيادته وانتمائه لوطنه، وقضايا أمته، ليس عبر اسمه المجرد، بل عبر مسيرة حياته العامرة، وتاريخه الحافل، الذي يشهد على إرادته وتصميمه في إطلاق العنان لمسيرة النهضة، التي بنى قواعدها مع المؤسسين، ثم رفع البنيان، حتى شاهده العالم كله، وحتى أصبح اسم الإمارات مرادفاً للنجاح والتميز والعطاء، والتسامح والسلام، وارتقى بوطنه إلى قمة المجد والعطاء والازدهار، ليتقدم بشعبه إلى مصاف الأمم.

بين دفتي كتاب حياته، كل معاني وصور الحكم الرشيد، والعطاء والإخلاص، والإرادة والتصميم، عمل ليل نهار لخدمة قضايا شعبه ووطنه وأمته والإنسانية، وحافظ على المبادئ الناصعة، والقيم النبيلة، التي تأسست عليها الإمارات.

وهو، بدون جدال، في المرتبة الأسمى التي تليق بتفرده في قيادة وطنه، حتى كسب قلوب شعبه، أحبهم وعمل لأجلهم، وسخّر حياته لخدمتهم، فبادلوه العطاء، بالانتماء والإخلاص والولاء، فكانت الإمارات بهذا العز والمجد والسؤدد، معادلة وطنية راسخة، كبيرة بمعانيها، رائعة في جوهرها وصورتها، فكتبت قصتها بمداد الذهب والمجد والفخار.

لا نبالغ إذا قلنا إن رؤية ونهج خليفة، موسوعة في التنمية والعطاء والإنسانية، طبعت بصماتها المؤثرة كل زوايا الوطن، وزرعت في أركانه بذور النهوض الواعد بالمفهوم الحقيقي، وتركت آثارها العميقة في المسيرة الوطنية، وامتدت في دوائر تكبر كلما ابتعدت، ليصل تأثيرها الإيجابي بعيداً، إلى آفاق العالمين العربي والإسلامي، والساحة الدولية، لتجسد فترة حكمه كل أشكال القوة والعزم، والثبات والإصرار، في متوالية فريدة، على صياغة نموذج مثالي في النهضة، وبرمجة كل الإمكانات والقدرات والموارد، من أجل إعلاء شأن شعبه وأمته.

من الصعب رثاء قامة كبرى، وقائد فذ، ورمز للوحدة، أقام تجذيراً عميقاً في الوعي الشعبي والوطني، لكل معاني الاتحاد، حتى غدت لحناً تعزف حروفه، وتطرب لأنغامه أجيال الوطن، ففي عهده، تقدمت الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة، وباتت تلعب دوراً بارزاً في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، وتتصدى للقضايا والتحديات العالمية، إيماناً بدورها الإيجابي، وحقها في المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، بعيداً عن الصراعات والتناحر والحروب، بل بتبني قيم الحضارة والانفتاح والتعاون.

فقدنا رمزاً من أعظم رموز الوطن، ومن أبرز قادة الأمة في العصر الحديث، رمزاً يشهد له الحاضر، وسيشهد له التاريخ، بالعبور بالوطن إلى مرحلة تمكين ذهبية، شكلتها إرادة لا تلين، صاغ فيها حالة وطنية، تضمن عز البلاد، وتوجه بوصلتها إلى موقعها الطبيعي بين الأمم والشعوب.

رحل خليفة إلى جوار ربه، غاب جسداً، لكنه حاضر فينا، برؤيته لمستقبل هذا الوطن، رؤية لا تموت، بل تنبض في كل أجيال الإمارات. رحم الله خليفة، والعزاء لشعبنا وأمتنا، ولكل محبي الإمارات وأصدقائها، ويقيننا أن حملة الراية من بعده، يؤمنون بنفس النهج، نهج المؤسس زايد، رحمه الله، ويقيننا أن الإمارات على نفس العهد والوعد، ستبقى كما أرادها خليفة، بستاناً عامراً بالسلام والتسامح والخير والعطاء، وليبقى الراحل، رمزاً دائماً للوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خليفة التمكين الذهبي خليفة التمكين الذهبي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon