بقلم - منى بوسمرة
تمضي دبي بتسارع وثقة لخلق التنافسية العالية، التي تراهن عليها، لتكون أفضل عاصمة للاقتصاد العالمي، وخصوصاً مع ما رسخته قيادتها من أسس صلبة، حولتها إلى مركز عالمي لقطاعات الاقتصاد الجديد، ومحطة رئيسية للتكنولوجيا المتقدمة، ومختبراً لنماذج العمل المستقبلية، وفق رؤية محمد بن راشد الاستباقية لصناعة تحولات شاملة في الأدوات والمناهج والقطاعات الحيوية.
الخطوات النوعية لا تتوقف ضمن هذا التوجه الاستراتيجي، ليأتي تشكيل حكومة دبي لجنة استثنائية، تختص بتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، برئاسة حمدان بن محمد، تتويجاً لحزمة مبادرات واستراتيجيات توالت تباعاً، لضمان التنفيذ السريع والناجح للخطط في هذا الملف الحيوي، وكان آخرها استراتيجية دبي للميتافيرس، التي أطلقها حمدان بن محمد لترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل 10 مدن في الاقتصادات الرائدة في «الميتافيرس»، ومضاعفة عدد شركات الـ«بلوك تشين» 5 أضعاف العدد الحالي.
رئاسة حمدان بن محمد بنفسه لهذه اللجنة يظهر مدى عزم دبي وإصرارها على تحقيق تفوق استثنائي في الاقتصاد الرقمي على المستوى العالمي، كما يؤكد سموه، وما ذلك إلا لإدراك دبي الكامل للأهمية القصوى لهذا القطاع، وأثرها البالغ في مجمل اقتصادات المستقبل الأخرى، وهو يدعم كل توجهات دبي وما تطمح له من منظومة مستدامة وبنية مؤهلة ومرنة، تكفل لها ريادة وقيادة هذه الاقتصادات، الأمر الذي يتصدر أهداف اللجنة المستحدثة، التي ستعمل على رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي، ووضع خطط للاستثمار في عالم الميتافيرس، وبناء الشراكات الرامية لتعزيز الاقتصاد الرقمي للإمارة.
من شأن ما تخدمه اللجنة من تسريع لوتيرة تنفيذ مشاريع الاقتصاد الرقمي، والاستثمار فيها باستخدام عالم الميتافيرس الافتراضي والتقنيات الرقمية الحديثة أن يخلق نطاقاً واسعاً من الفرص الاقتصادية الجديدة، وأن يجعل منها مساهماً رئيسياً مؤثراً في الاقتصاد الإجمالي لدبي، كما أنه كفيل بإحداث تغيير إيجابي في المجالات المرتبطة بحياة الإنسان، لتحقيق ازدهار مختلف القطاعات والمجالات التكنولوجية، وصناعة مستقبل أفضل للأفراد والمجتمعات، لما تمتلكه دبي من خبرات واسعة، وما تضمه من مجتمعات تكنولوجيا وأعمال ومواهب قادرة، بما توفره لها دبي من دعم، على الابتكار والإبداع.
دبي باتت مرجعاً مهماً، ومركزاً عالمياً رئيسياً، وحاضنة حيوية، تستقطب العقول والشركات الكبرى في الاقتصاد الرقمي، ومختلف قطاعات اقتصاد العالم الجديد، وهو ما يؤهلها اليوم لتكون محركاً يقود مستقبل هذه القطاعات مجتمعة، ويؤمّن لها تفوقاً بمراحل في كل مجالات وأدوات المستقبل، وهو التفوق الذي تمضي نحوه برؤية واضحة لقيادتها، ومتابعة وإشراف شخصي مباشر منها، وعمل مثابر لا يتوقف.