بقلم - منى بوسمرة
رسالة عظيمة غاية في الأهمية ترسخها أول لقاءات محمد بن زايد بعد توليه رئاسة دولة الإمارات، عنوانها البارز أن أولوية رعاية المواطنين بكل فئاتهم وشرائحهم ومواقعهم، والاهتمام بشؤونهم واحتياجاتهم وتمكينهم، ستبقى على الدوام في صدارة رؤية قيادة الإمارات، وأن التواصل المباشر بين قيادة الدولة وشعبها، هو النهج الملهم الذي تفردت به قيادتنا عالمياً، سيظل نهجاً ثابتاً، وسيحظى بدعم وجهود أكبر.
في أول لقاءاته بعد توليه الرئاسة، استمع محمد بن زايد، الأسبوع الماضي، مباشرة إلى جمع من المواطنين، واطمأن عن كثب على أحوالهم، في تأكيد واضح على مواصلته هذا النهج الذي عرفناه عنه، في زياراته الدائمة والمستمرة للمواطنين وجلوسه معهم في بيوتهم واحتضان أطفالهم والسؤال عن احتياجاتهم جميعاً، ويعزز التأكيد على ذلك استقباله أمس، وفد مكتب شؤون أسر الشهداء وواحة الكرامة، وفريق عمل شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وما خرج عن هذه اللقاءات، فسموه كما قال وأكد منذ البداية خلال اجتماع المبايعة: «سأظل أخوكم محمد الذي تعرفونه».
لقاءات أمس، التي حضرها حمدان ومكتوم بن محمد وعدد من أولياء العهود والشيوخ، تلفت إلى الأولوية التي يعطيها سموه للمواطنين بكل فئاتهم، وعلى رأس هذه الفئات أسر الشهداء التي وضعها سموه في المقدمة من خلال اطلاعه على المبادرات النوعية المتواصلة وبرامج الدعم الخاصة بهم، وتأكيده أن مسؤولية متابعة شؤون أسر الشهداء وأبنائهم وتأمين جميع أشكال الرعاية الشاملة لهم سيظلان على قمة أولوياته، وأنه سيظل حريصاً على التواصل المباشر معهم وتلبية احتياجاتهم ودعمهم وتمكينهم.
وفي اللقاء الثاني مع فريق عمل «أدنوك» بعث سموه برسالة ذات أهمية كبيرة وهي حرصه على الشباب والشابات الإماراتيين وأولوية تمكينهم، وتسخير كل الموارد لإعداد وتأهيل وبناء الكوادر البشرية الوطنية، فهذا الملف يعد في صدارة أجندة الإمارات وقيادتها، خصوصاً مع التطلعات الكبيرة خلال المرحلة التاريخية المقبلة لإحداث تحولات وقفزات تنموية مؤثرة بسواعد أبناء الوطن أنفسهم، وهو ما تشير إليه مباشرة تأكيدات سموه لأهمية تمكين الشباب من شغل مناصب قيادية والاضطلاع بأدوار أساسية في منظومات العمل، وحثه للشباب على مضاعفة جهودهم وطاقاتهم للإسهام في مسيرة التقدم.
هذه اللقاءات التي جمعت صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وأولياء العهود بمؤسسات وفئات مهمة في مجتمع الإمارات، برسائلها جميعاً، تؤكد أن الإمارات ماضية بقيمها ونهجها، بعزم وإصرار وثقة، لتعزيز نموذجها الملهم كدولة، وكقيادة وشعب متلاحمين، وكمشروع تنموي رائد عالمياً.