توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدث فى سفارة بلجيكا

  مصر اليوم -

حدث فى سفارة بلجيكا

بقلم - نيفين مسعد

فى أوائل شهر أكتوبر الماضى تلقى رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان محمد فائق دعوة من الجمعية الفرانكوفونية للأمبودسمان والوسطاء لحضور مؤتمرها السنوى وجمعيتها العمومية بالعاصمة البلجيكية بروكسل خلال الفترة من 6 إلى 9 نوفمبر الجاري. والأمبودسمان باختصار شديد هو عبارة عن مؤسسة هدفها بحث مشاكل المواطنين مع الجهات الإدارية والقيام بجهود الوساطة بين الطرفين للتوصل لأفضل الحلول الممكنة لتلك المشاكل، وهذه المؤسسة التى تهدف لإنصاف المواطنين قد تكون مستقلة بذاتها كما هو الحال فى المغرب وتونس على سبيل المثال، وقد تكون جزءا من الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان كما هو الحال مع المجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر الذى يعكف على تطوير مكتب الشكاوى فيه ليعزز قيامه بدور ديوان المظالم .

كان حضور هذه المناسبة ينطوى على أهمية خاصة بالنسبة لمصر، وذلك أنها كانت المرة الأولى التى يتم فيها الإعلان عن حصول المجلس القومى لحقوق الإنسان المصرى على صفة عضو مشارك فى الجمعية الفرانكوفونية للأمبودسمان وكان سيحضر بهذه الصفة فى اجتماع جمعيتها العمومية. وكان وراء هذا الإنجاز جهد كبير بذله محمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان على مدار أكثر من عامين حرصا على تعزيز الحضور الدولى لمصر فى مجال حقوق الإنسان هذا من جهة، وسعيا لتوسيع عضوية مصر فى أجهزة الأمبودسمان المختلفة علما بأن مصر تتمتع بعضوية هذه الأجهزة على المستويين المتوسطى والإفريقى من جهة ثانية، واهتماما بالمشاركة فى مختلف الهيئات المنبثقة عن منظمة الفرانكوفونية التى هى المنظمة الأم الخاصة بالدول الناطقة بالفرنسية من جهة ثالثة. ومن العوامل الأساسية التى كانت داعمة لطلب المجلس القومى لحقوق الإنسان الانضمام لعضوية الجمعية الفرانكوفونية للأمبودسمان تعزيز وضع المجلس فى دستور عام 2014 والتعديلات الإيجابية التى دخلت على القانون المنظم لعمله فى عام 2017 .

فور أن تلقى محمد فائق الدعوة الموجهة إليه من بروكسل- ونظرا لارتباطه بأنشطة أخرى للمجلس - قام بإنابة كاتبة المقال بوصفها عضوا بالمجلس لتمثيله فى الاجتماع مع إنجى الشرنوبى المسئولة عن برنامج التعاون مع هيئات الأمبودسمان, وتم وضع الخطوط العريضة للكلمة التى سيتم إلقاؤها باسمه احتفاء بهذه المناسبة مع اقتراح بعض مجالات التعاون بين المجلس والجمعية فى المستقبل. و بالتوازى مع ذلك جرى استكمال الأوراق المطلوبة لاستخراج التأشيرة وتم تسليمها إلى المكتب المختص ليقوم بدوره بتسليمها للسفارة البلجيكية فى القاهرة, وشملت هذه الأوراق خطاب الجهة الداعية لعضوتّى الوفد المصرى بالاسم وبرنامج العمل وخطابا من المجلس القومى لحقوق الإنسان وحجز غرفتين فى أحد فنادق العاصمة البلجيكية توبطاقتّى سفر فضلا عن الأوراق الروتينية الأخري. كذلك أجرى أمين عام المجلس السفير مخلص قطب اتصالا بسفير مصر فى بلجيكا السيد خالد البقلى للتواصل مع الجهات البلجيكية لتسهيل الإجراءات، وبالفعل تواصل السفير البقلى بهذا الغرض مع كل من الخارجية البلجيكية والسفارة البلجيكية فى القاهرة .

اقترب موعد السفر لبروكسل دون تلقى رد من السفارة وحاول أمين عام المجلس التواصل مع السفيرة البلجيكية فى القاهرة دون جدوي، وفى الأخير جاء رد السفارة بالرفض على طلب التأشيرة لعضوتّى الوفد بعد يومين من بداية اجتماعات العمل وغياب مصر عن حضورها. لم يكن الرفض هو المفاجأة الوحيدة فى الأمر لكن أكثر منه إثارة للدهشة كان سبب هذا الرفض، فمن بين أحد عشر سببا حددتهم السفارة لرفض منح التأشيرة لطالبيها كان ينص السبب الثانى للرفض على ما يلي: غرض الزيارة وظروفها لم يتم تبريرهم، وهذا هو السبب الذى بموجبه رفضت السفارة منح عضوتّى الوفد المصرى تأشيرة دخول الأراضى البلجيكية، والواقع أنه من غير المعلوم بالضبط ماذا كان المطلوب لتبرير سبب الزيارة أكثر من كل هذه الوثائق الرسمية التى تم تقديمها ومن كل هذه الاتصالات على أرفع المستويات التى تم إجراؤها فى كل من القاهرة وبروكسل.لاحقا تبين أن هذه ليست هى الحالة الأولى التى تم فيها رفض منح تأشيرة دخول الأراضى البلجيكية لطالبيها ممن ينتمون لمؤسسات مصرية مختلفة، وهو أمر مرشح للتكرار مستقبلا ولا ينبغى تجاهله لأنه يعنى ببساطة التضييق على تمثيل مصر فى العديد من المنابر الدولية المهمة التى تزخر بها العاصمة البلجيكية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مقر الاتحاد الأوروبى ومقر حلف شمال الأطلسي.

إن بلجيكا دولة أوروبية مهمة لاشك فى ذلك كما أنه لا شك فى احترامها لحقوق الإنسان، وهى عندما ترفض مشاركة مؤسسة حقوقية مصرية فى محفل دولى ينعقد على أراضيها ويعنى بقضية رفع المظالم عن المواطنين، ثم تبرر رفضها هذا بذريعة أنه لا يوجد سبب للسفر إليها فإنها غالبا ما تعنى أحد أمرين، الأمر الأول أن هذا المحفل الدولى الحقوقى ليس سببا كافيا لشد الرحال إليه وأن المشاركة فيه بالتالى غير مهمة، والأمر الثانى أن هذا المحفل الدولى مهم فى حد ذاته لكن مشاركة مصر فيه هى التى تعد غير مرغوبة، ونحن فى انتظار التوضيح.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدث فى سفارة بلجيكا حدث فى سفارة بلجيكا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon