توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن السياسة والكلام

  مصر اليوم -

عن السياسة والكلام

بقلم : أحمد الصاوي

 الأرجح أن الرئيس السيسى وهو يتحدث بمواكبة إنجاز كبير كبدء تشغيل حقل «ظهر» عن السياسة والسياسيين ويصف نفسه بأنه «مش سياسى بتاع كلام»، كان يقصد بلصق صفة الكلام ببعض السياسيين وربما سياسيين مصريين كثيرين، ولا يعبر عن تقديره للسياسة والسياسيين عموماً.

لا أصدق أن الرئيس الذى قال إنه تعلم لسنوات طويلة معنى الدولة، وبعض ما تعلمه هذا كان فى الغرب وفى أكاديميات عسكرية بالولايات المتحدة، يمكن أن يكون هذا تقديره بأن السياسة ليست إلا كلاما والسياسيين ليسوا إلا أناسا بتوع كلام.

الرئيس كغيره من المواطنين المصريين، قبل أن يكون رئيساً، عينه فى تقييم السياسة والسياسيين على ما رآه ويراه حوله، سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها.

والحق أن السياسة فى مصر كانت كلاماً فى كلام. قبل الثورة كانت الأحزاب كارتونية والمواقف هزلية والبرامج غائبة والتنافس مغيباً، والسياسيون يتسابقون على إرضاء الدولة والحاكم ونيل ما تيسر لهم من مزايا وتأشيرات حج وعمرة، وبعد الثورة غرقت السياسة كما غرق الوطن فى مزايدات هائلة ومكايدات أكثر ومراهقة غير مسؤولة.

لكن للمفارقة الرئيس يتحدث عن عدم جواز تكرار ما حدث فى يناير 2011 مرة أخرى، والثابت أن ما حدث فى 25 يناير كان ترجمة واضحة لغياب السياسة، ما جعل الشارع حلاً وحيداً ومنطقياً ومتوقعاً ويكاد يُرى من غير ذوى الاختصاص والعلم ببواطن الأمور.

ليس معنى أن لدينا سياسيين بتوع كلام أن السياسة مسألة هامشية، فما جرى بعد 25 يناير أن مبارك الذى أفرغ البلاد من كل البدائل باستثناء البدائل غير الشرعية، غادر تاركاً البلاد هدية لهذه التنظيمات، ولو كان انشغل بالتنمية السياسية والتفكير لبلاده بتوفير البدائل الآمنة والكوادر الكُفء لربما تغير مسار 25 يناير تماماً وما صار شبحاً يمكن استدعاؤه أو الجزع من احتمالية تكراره.

أنا وغيرى من الملايين مثل الرئيس السيسى لا نريد ما جرى قبل 8 سنوات أن يتكرر بكل ما لحقه من توابع مؤلمة، هذه نقطة اتفاق يمكن البناء عليها فى أى حوار مجتمعى.

حسناً، لنقطع الطريق على من يريد العبث فى الشارع لتكرار تلك اللحظة وهو يعلم للأسف أنه رغم مرور 8 سنوات على الدرس الأول مازال هو البديل القائم والجاهز للانقضاض، رغم ما لحق به من بعد الثلاثين من يونيو، كيف نقطع الطريق إذن.. هل بتمويت السياسة، أم بإعادة إحيائها واكتشافها وتفعيلها كما هى مفعلة فى العالم كله، وتمثل ضمانة لكثير من دول العالم ضد الفوضى وتداعياتها؟!

كان مهاتير محمد سياسياً مش بتاع كلام، وناريندرا مودى كذلك، الذى لم يصل لموقعه إلا بعد معترك سياسى ونجاح محلى فى إدارة إقليم البنجاب دفعه ليكون رئيس وزراء لدولة كبرى مثل الهند، لم يحمها رغم تنوعها الدينى والعرقى وتحديات التنمية فيها سوى السياسة والسياسيين، والغالبية العظمى من رجال الدولة الذين يلتقيهم الرئيس السيسى فى جولاته الخارجية والمؤتمرات الدولية من نظرائه فى العالم كله سياسيون «ومش بتوع كلام».

والرئيس باعتباره مسؤولاً عن هذه البلاد ومستقبلها فى تلك اللحظة التاريخية، جزء من مسؤولياته أن يذلل العقبات أمام إنتاج سياسيين مش بتوع كلام فى مصر، يتحدثون كما قال بوعى وفهم وبرامج مدروسة وواقعية دون مزايدات، وينالون الفرصة فى البحث والتحدث والحوار مع الرأى العام، ليس شرطاً أن يحتاج الواحد فيهم 50 عاماً ليتعلم، ربما يحتاج وقتاً أقل مع مناخ صحى ومحفز، مثل الرئيس الفرنسى ماكرون الذى يقل عمره العملى عن ربع هذه السنوات، فأين تعلم معنى الدولة وكيف فى بضع سنوات قليلة، هل لأنه أشطر، أم لأن سابقيه مهّدوا الطريق لتكون الكيانات السياسية منتجا حقيقيا للكوادر، وتعاملوا مع السياسة باعتبارها حصناً وضمانة، وليس مجرد كلام؟!

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن السياسة والكلام عن السياسة والكلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon