توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن السياسة والكلام

  مصر اليوم -

عن السياسة والكلام

بقلم : أحمد الصاوي

 الأرجح أن الرئيس السيسى وهو يتحدث بمواكبة إنجاز كبير كبدء تشغيل حقل «ظهر» عن السياسة والسياسيين ويصف نفسه بأنه «مش سياسى بتاع كلام»، كان يقصد بلصق صفة الكلام ببعض السياسيين وربما سياسيين مصريين كثيرين، ولا يعبر عن تقديره للسياسة والسياسيين عموماً.

لا أصدق أن الرئيس الذى قال إنه تعلم لسنوات طويلة معنى الدولة، وبعض ما تعلمه هذا كان فى الغرب وفى أكاديميات عسكرية بالولايات المتحدة، يمكن أن يكون هذا تقديره بأن السياسة ليست إلا كلاما والسياسيين ليسوا إلا أناسا بتوع كلام.

الرئيس كغيره من المواطنين المصريين، قبل أن يكون رئيساً، عينه فى تقييم السياسة والسياسيين على ما رآه ويراه حوله، سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها.

والحق أن السياسة فى مصر كانت كلاماً فى كلام. قبل الثورة كانت الأحزاب كارتونية والمواقف هزلية والبرامج غائبة والتنافس مغيباً، والسياسيون يتسابقون على إرضاء الدولة والحاكم ونيل ما تيسر لهم من مزايا وتأشيرات حج وعمرة، وبعد الثورة غرقت السياسة كما غرق الوطن فى مزايدات هائلة ومكايدات أكثر ومراهقة غير مسؤولة.

لكن للمفارقة الرئيس يتحدث عن عدم جواز تكرار ما حدث فى يناير 2011 مرة أخرى، والثابت أن ما حدث فى 25 يناير كان ترجمة واضحة لغياب السياسة، ما جعل الشارع حلاً وحيداً ومنطقياً ومتوقعاً ويكاد يُرى من غير ذوى الاختصاص والعلم ببواطن الأمور.

ليس معنى أن لدينا سياسيين بتوع كلام أن السياسة مسألة هامشية، فما جرى بعد 25 يناير أن مبارك الذى أفرغ البلاد من كل البدائل باستثناء البدائل غير الشرعية، غادر تاركاً البلاد هدية لهذه التنظيمات، ولو كان انشغل بالتنمية السياسية والتفكير لبلاده بتوفير البدائل الآمنة والكوادر الكُفء لربما تغير مسار 25 يناير تماماً وما صار شبحاً يمكن استدعاؤه أو الجزع من احتمالية تكراره.

أنا وغيرى من الملايين مثل الرئيس السيسى لا نريد ما جرى قبل 8 سنوات أن يتكرر بكل ما لحقه من توابع مؤلمة، هذه نقطة اتفاق يمكن البناء عليها فى أى حوار مجتمعى.

حسناً، لنقطع الطريق على من يريد العبث فى الشارع لتكرار تلك اللحظة وهو يعلم للأسف أنه رغم مرور 8 سنوات على الدرس الأول مازال هو البديل القائم والجاهز للانقضاض، رغم ما لحق به من بعد الثلاثين من يونيو، كيف نقطع الطريق إذن.. هل بتمويت السياسة، أم بإعادة إحيائها واكتشافها وتفعيلها كما هى مفعلة فى العالم كله، وتمثل ضمانة لكثير من دول العالم ضد الفوضى وتداعياتها؟!

كان مهاتير محمد سياسياً مش بتاع كلام، وناريندرا مودى كذلك، الذى لم يصل لموقعه إلا بعد معترك سياسى ونجاح محلى فى إدارة إقليم البنجاب دفعه ليكون رئيس وزراء لدولة كبرى مثل الهند، لم يحمها رغم تنوعها الدينى والعرقى وتحديات التنمية فيها سوى السياسة والسياسيين، والغالبية العظمى من رجال الدولة الذين يلتقيهم الرئيس السيسى فى جولاته الخارجية والمؤتمرات الدولية من نظرائه فى العالم كله سياسيون «ومش بتوع كلام».

والرئيس باعتباره مسؤولاً عن هذه البلاد ومستقبلها فى تلك اللحظة التاريخية، جزء من مسؤولياته أن يذلل العقبات أمام إنتاج سياسيين مش بتوع كلام فى مصر، يتحدثون كما قال بوعى وفهم وبرامج مدروسة وواقعية دون مزايدات، وينالون الفرصة فى البحث والتحدث والحوار مع الرأى العام، ليس شرطاً أن يحتاج الواحد فيهم 50 عاماً ليتعلم، ربما يحتاج وقتاً أقل مع مناخ صحى ومحفز، مثل الرئيس الفرنسى ماكرون الذى يقل عمره العملى عن ربع هذه السنوات، فأين تعلم معنى الدولة وكيف فى بضع سنوات قليلة، هل لأنه أشطر، أم لأن سابقيه مهّدوا الطريق لتكون الكيانات السياسية منتجا حقيقيا للكوادر، وتعاملوا مع السياسة باعتبارها حصناً وضمانة، وليس مجرد كلام؟!

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن السياسة والكلام عن السياسة والكلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon