توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرادة ألا تكون على الهامش

  مصر اليوم -

إرادة ألا تكون على الهامش

بقلم : أحمد الصاوي

لو سألتنى ما الذى ينقص العرب ليكونوا قوة ذات تأثير فى العالم؟ سأجيبك بسؤال أيضاً يقول: ما الذى ينقص الفرق الأفريقية للفوز بكأس العالم فى كرة القدم؟!.

من جانب تمتلك هذه الفرق لاعبين على مستوى عال جداً فى الكفاءة والمهارة، تعتمد عليهم أنديتهم الكبرى فى الدوريات الأوروبية، وتدفع فيهم ثمناً باهظاً للفوز بمجهوداتهم، وتشاهدهم بنفسك يقودون هذه الأندية من فوز إلى فوز ومن بطولة إلى أخرى بأداء رائع ومبهر، كما تمتلك مدربين على مستوى عال أيضاً، خبرات أوروبية كبيرة فى التدريب، إلى جانب بيئة احتراف رياضى يتربى فيها اللاعبون من الصغر، بمعنى أن ما يقوله المدرب الأوروبى لا يبدو غريباً على أذهان لاعبين يقضون معظم أوقاتهم فى الملاعب الأوروبية بنفس «السيستم».

هل هى مسألة انتماء إذن؟. لا يمكن أن تصدر حكماً كهذا على إطلاقه، يكفى أن تنظر لبكاء اللاعبين عقب الخسارة، لتعرف أن فريقاً يضم 11 لاعباً فى الملعب ومثلهم فى الخارج، لا يمكن أن تشكك فى ولائهم لبلادهم على الأقل الغالبية منهم، وبالتالى هى ليست مسألة أموال، فمن جانب هم أغلى وأغنى اللاعبين فى تاريخ كرة القدم بالقارة، ومن جانب آخر قد تبخل حكوماتهم على أى شىء سواء فى خطط التنمية أو فى التعليم والصحة ولا تبخل على نجوم الكرة الذين يسعدون الشعب، ولك أن تتخيل ما الذى يمكن أن تفعله أى حكومة مهما كانت فقيرة لو فاز فريقها بكأس العالم.

المسألة وسط كل هذه التفاصيل لا تحتاج إلى تفكير كثير، ببساطة تذهب فرق البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين إلى كأس العالم  فى كل مرة لتفوز بها، مهما كان أداؤها سيئاً أو صفوفها غير مكتملة، وتذهب فرق مثل فرنسا وإسبانيا وإنجلترا، وهى يحدوها الأمل، خصوصاً إذا كانت فى حالة فنية عالية، لكن الفرق الأفريقية والعربية ينتهى طموحها بمجرد النجاح فى التأهل لكأس العالم، تناضل من أجل هذا التأهل، وتزهو فرحاً به عندما يتحقق، وكأنه نهاية الإنجاز، أو قبلة المحبين فى نهاية أفلام الرومانسية السينمائية المصرية.

ليس شرطاً أن تكون الأفضل لتكون الكبير فى موازين القوى الكروية، المهم أن تمتلك إرادة البطولة، تلك الرغبة فى ألا تكون فى الهامش، أن يستقر فى قرارة نفسك أنك «كبير» وأن تعمل لخدمة ذلك، بعيداً عن الشعارات الجوفاء، لن تكون بطلاً إلا إذا أردت، وإرادتك لابد أن تلحق بها أفعالاً وليس أقوالا، بهذا المنطق تتعامل إسرائيل فى المنطقة، رغم أزماتها الداخلية وصراعاتها الخارجية، وتتحرك إيران غير مكترثة بالأزمات أمام الهدف  القومى الذى تحركه إرادة فى الظهور كبطل، وتسير تركيا على ذات المنهج، تناطح الآخرين علانية مؤمنة أنها دولة كبرى وليست «قبيلة»، وتعانى الهند والبرازيل من أزمات فقر وتخلف وأمية وترد فى الخدمات الصحية والتعليمية، لكنهما تتحركان بمعيار الدولة الكبيرة، تعملان على مواجهة الأزمات، ومضاعفة الإنتاج وتحسين الكفاءة وفرض النفوذ الدولى، وفى داخلهما يقين لا يتزعزع أنهما قوتان دوليتان كبيرتان.

البطولة قرار واختيار، وإرادة التأثير والبطولة ورفض التواجد على الهامش هى الفارق بين العرب والأفارقة وبين كثير من دول العالم الناهضة فى كرة القدم وفى السياسة الدولية أيضا!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرادة ألا تكون على الهامش إرادة ألا تكون على الهامش



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon