توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليت كل إرهابى يُغَنى

  مصر اليوم -

ليت كل إرهابى يُغَنى

بقلم : أحمد الصاوي

 فى التعامل مع مرض كالإرهاب لديك عدوان أساسيان..

الإرهابى والإرهابيون كأفراد، وفكرة الإرهاب فى حد ذاتها وقدرتها على اجتذاب مزيد من الإرهابيين لتحقيقها ومحاولة فرضها على الواقع.

محاصرة فكرة الإرهاب بأى معيار أهم من قتال الإرهابيين، ولا يعنى ذلك عدم قتالهم. يمكنك قتل وسجن ألف إرهابى كل يوم.. هذا عمل عظيم جداً، لكن مع بقاء الفكرة حية وملهمة لعقول بعينها، سيخرج بعد كل ألف نقتله أو نسجنه، آلاف آخرون أكثر توحشاً وتشبثاً بالأفكار بالشكل الذى يجعل الباحثين المتخصصين ينظرون للأجيال الأقدم باعتبارها أكثر اعتدالاً وأقل توحشاً من الأجيال الأحدث، على نحو ما جرى فى النظرة لتنظيم «القاعدة» بعد ظهور تنظيم «داعش».

المطالبة بسجن فضل شاكر تنفيذا لحكم المحكمة اللبنانية بإدانته فى جرائم إرهابية حق وواجب، ويصب فى اتجاه مكافحة المتورطين فى الإرهاب، لكن منعه من الغناء والتضييق عليه لا يصب بأى حال فى دعم مكافحة فكرة الإرهاب، بل على العكس يُفقد هذه الحرب على الأفهام فرصة مهمة لهزيمة الفكرة وخلخلتها فى عقول المنجذبين إليها.

مشهد واحد لفضل شاكر بينما أصابعه على البيانو وليس السلاح.. وصوته يغنى للناس وللحياة، وليس للموت والتخويف والتفزيع والتحريم، يكفى لخلخلة الفكرة فى عقول شبان فتنهم فضل نفسه حين غادر فقه الحياة إلى فقه الموت والأرجح أنه جذب معه من جذب بقصد أو بدون، أو تركت صورته ملتحياً وفى يده السلاح ومشاهده نادماً على الفن والغناء وأيامهما خير دعاية لدى التنظيمات الإرهابية لتسويق منطقها وجذب ضحاياها.

ليت كل إرهابى يُغَنى، ونسمع منه صوت الموسيقى وليس صوت الرصاص. فى الحرب على الإرهاب «الفكرة وليس الفرد» لو خُير عقلاء العالم بين مشهد لأبى بكر البغدادى مع الجيتار وبين صورة له معلقا على مشنقة، أيهما أفيد لعالم يحارب الإرهاب ويسعى لهزيمته فى العقول؟! سنشنق البغدادى وسيأتى خلفه ألف بغدادى، ولن يردع الشنق أو السجن شاباً مفتوناً بهذا النموذج عن السير فى الطريق، لا الموت تهديد ولا السجن عقوبة لمن يعتقد أن حياته التى تستحق هناك فى الآخرة وأن دوره فى هذه الدنيا فقط أن يُصدر التوحش والتخويف والتحريم وأن يغتال الحياة ذاتها ليُعجل بجنته مثله مثل أولئك الذين يشعلون الحروب أو يصبون النار لإشعالها فقط لتسريع ظهور المسيح المخلص والتعجيل بنهاية العالم.

لكن الغناء رادع ومشهد إرهابى واحد «سابق» سواء أخلص فى «مراجعاته أم لا» يكفى لقطع الطريق على مفتونين كثر لإعادة التفكير والتراجع عدة خطوات قبل الدخول فى طريق الموت.

الذين يؤمنون برسالة الفنون الرشيدة وطاقة الإبداع فى تحصين المجتمعات، ويعتقدون أن هذه الرسالة ناجزة مع الشباب «المحايد» الذى لم يختبر خطاب التطرف ولم ينحز له، عليهم أن يفهموا أن رسالة أغنية يؤديها إرهابى سابق أكثر أهمية لأن تأثيرها يصب فى قلب عصابات التطرف، ووسط من أقنعهم هذا الإرهابى سابقاً برفع صوت الرصاص وتجريم صوت الموسيقى.

ليؤدى فضل شاكر حق مجتمعه وليخضع للمحاكمة ويرضى بقرارها، ليدافع عن نفسه إن كان لديه دفاع، وليعترف بأخطائه ويقبل نتائجها، لكنه لا يجب أن يتوقف عن الغناء طالما بات مقتنعاً بمراجعاته، سمع من سمع ورفض من رفض، فليغن من سجنه أو (منفاه – مخبأه) ومن قفص المحكمة.. سجنه حق لكل شهيد سقط بيديه أو بتحريضه ولذويهم وإقراره أو التسامح فيه ليس فى يد أحد غيرهم، لكن غناءه فرصة لكل من تزعجه فكرة الإرهاب ويتطلع لهزيمتها.

فليغن فضل.. وليحرض غيره من رفاق الأمس على الغناء، وليساعدهم ـ إن كانت تلك قناعته الأخيرة ـ على هزيمة ثقافة الموت فى داخلهم لصالح ثقافة الحياة

 نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليت كل إرهابى يُغَنى ليت كل إرهابى يُغَنى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon