توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون» من وراء النافذة

  مصر اليوم -

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة

بقلم : هالة العيسوي

 من أساسيات نجاح اي عملية تفاوض تهيئة الجو المناسب لجلوس المتفاوضين سواء كانوا أضدادا او أشباها، ومن انجح الوسائل الدبلوماسية التي تنتهجها كبريات الدول ما أسميه مجازاً »دبلوماسية المنتجعات »‬ وتتلخص في اختيار أماكن ذات طبيعة مريحة ودافئة نفسيا تشيع مناخا من الهدوء يساعد علي إدارة أصعب المفاوضات والوصول لأفضل الاتفاقات الممكنة. غالبا تقع هذه المنتجعات الدبلوماسية علي ضفاف بحيرات أو أنهار أوشواطئ البحار أو في منطقة غابات. هي نوع من التخدير النفسي للمتفاوضين وتفكيك العقد وربما الأعصاب وتذويب الخلافات السياسية والاقتصادية، أو حتي التخطيط للمؤامرات.

من أشهر تلك المنتجعات في عصرنا الحديث شرم الشيخ، الذي شهد مؤتمرات للسلام وكامب ديفيد الذي اشتهر باستضافة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر فيه لمحادثات السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1978 وأسفرت تلك المحادثات عن توقيع معاهدة كامب ديفيد، التي كانت أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية. وأثناء الحرب العالمية الثانية اجتمع في المكان ذاته كل من الرئيس فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل للتخطيط لعملية غزو قوات الحلفاء لأوروبا . كذلك دافوس وهي مدينة صغيرة تقع علي نهر لاندوسيرو بسويسرا التي تستضيف سنويا نخبة من رجال الاقتصاد العالميين في المنتدي الشهير، وأخيرا وهنا بيت القصيد منتجع سوتشي الروسي الفاخر الذي استضاف عدة اجتماعات تخص الشأن السوري.
من المفترض أن تسفر اللقاءات الجارية في إطار »‬دبلوماسية المنتجعات»‬ - تلك الدبلوماسية المخدرة - عن رضاء كافة أطراف التفاوض وخروج كل طرف شاعرا بالفوز وتحقيق أهدافه. لكن ما يلفت النظر إلي نتائج لقاء سوتشي الأخير الذي انعقد تحت عنوان »‬مؤتمر الحوار السوري» وجري فيه وضع أسس وضع الدستور السوري الجديد بضمانة كل من روسيا وإيران وتركيا هو أن الطرف الوحيد الذي خرج راضياً من المؤتمر كان تركيا التي تشن حملة احتلال عسكري مقيت للأراضي السورية تحت عنوان رومانسي مضلل هو »‬ غصن الزيتون» في عفرين، بينما بدت سوريا - المعني الأول بهذا المؤتمر- غير مرتاحة لنتائجه ذلك ان التفاوض الفعلي كان يجري في غرف وممرات جانبية بغياب السوريين، في حين اتفقت الدول الضامنة الثلاث مع الأمم المتحدة علي صيغة البيان الختامي، بحيث تقوم كل دولة بترشيح 50 عضواً إلي اللجنة الدستورية علي أن يباركها زيادة أو نقصاناً »‬دي ميستورا» (المبعوث الدولي لسوريا) لتعمل وفق معايير وآليات تحددها الأمم المتحدة!
ارتياح انقرة لنتائج المؤتمر مفهوم، ففي سوتشي لم يواجه الضامنون الدوليون حملة »‬غصن الزيتون» التي تشنها تحت ذريعة مخاطر »‬الارهاب الكردي في عفرين» علي الأمن القومي التركي، ولم يناقشوا تطلعاتها للسيطرة علي مناطق سورية بعمق 30 كلم علي طول الحدود مع سوريا وصولاً إلي الحدود العراقية القريبة من الأردن وإيران.
هنا يبدو أن دبلوماسية المنتجعات نجحت فقط في تخدير الطرف السوري، وهي تجهز لتنفيذ المخطط الدولي لنزع الأهلية عن نظام دمشق،وهو أمر غير مقبول، بينما استفادت أنقرة من الأجواء المخملية في الخروج من مؤتمر سوتشي كالشعرة من العجين.
وفي الوقت الذي قطع الجيش السوري الطريق أمام دور أنقرة التي ظلّت تأمل في ضم محافظة إدلب إلي نفوذها ومصالحها في مقايضات الحل السياسي، بوصول الجيش إلي إدلب واستعادته مطار أبو الضهور، أتاحت لها الثغرة التي فتحها تحالف واشنطن مزيدا من الاطمئنان حين أصدر وثيقة الدول الخمس إثر اجتماعات نيويورك وباريس بما يتلاءم مع طموحاتها في سوريا بشأن الأقلمَة وتفتيت صلاحيات الرئاسة ومؤسسات الدولة.
ولأن اردوغان ينظر إلي ما هو ابعد من ذلك ويدرك أن واشنطن تتمسك بأحلام السيطرة علي مناطق سوريا الحيوية في النفط والغاز والمياه والغذاء وحيث توجد خطوط الترابط الاستراتيجي مع العراق وإيران تجده يهاجم الإدارة الأمريكية في الخطابات والتصريحات، في حين يسعي لاستعادة رعاية الناتو لبلاده في تحالف استراتيجي تستبدل فيه واشنطن أنقرة كحليف استراتيجي بالقوي السياسية الكردية التي تتبناها تكتيكياً لعدم توافر غيرها في الميدان. لكل ذلك دخلت تركيا »‬سوتشي» وخرجت منه وفي يدها »‬غصن الزيتون» لم يمسسه بشر

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة دبلوماسية المنتجعات لم تمس «غصن الزيتون»       من وراء النافذة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon