توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من وراء النافذة

  مصر اليوم -

من وراء النافذة

بقلم - هالة العيسوي

سيناء 2018 قتال مكتوب علينا.. معركة ضمن حرب طويلة بلا هوادة علي الإرهاب. أراها لا تقل بأي حال عن حرب التحرير في أكتوبر 1973، إن لم تتجاوزها - دون مبالغة - في الأهمية والخطورة من حيث الظرف العام المحيط بها أو آثارها وتداعياتها. فالحرب الحالية »حرب وجود»‬ لابد من خوضها، ولا مجال فيها للانكسار أو التخاذل. وطبيعة العدو فضلا عن طرق مواجهته والأطراف الضالعة فيها والجبهات التي نقاتل بها أكثر تعقيدا. ففي حرب التحرير كنا نقاتل عدواً واحداً خارجياً هو العدو الصهيوني له راعٍ واضح هو الولايات المتحدة الأمريكية وكان من السهل بقليل من الدقة أن تجري تقديراتك وحساباتك لإمكانياته العسكرية وآفاق المواجهة معه، كنت تحاربه في جبهة واحدة محددة المعالم جغرافياً، بينما اليوم نقاتل عدوا - أو بالأحري عدة أعداء - غامضين نسبياً وبات العدو في الداخل إضافة إلي الخارج، ولم تعد حدودك جميعا تقريبا آمنة كما ينبغي. كما أن الوضع العالمي لا يساعد كثيرا في تسهيل خوض هذه الحرب مع أن غالبية دول العالم انضربت من الإرهاب وعانت منه إلا أنها لا تساهم أو تتعاون فعليا وبما يكفي لدحر هذا الإرهاب.

رغم كل هذه المخاطر وأكثر منها مما لا يتسع له المجال، إلا أن الملاحظ أن جاهزيتنا علي الصعيد الداخلي لا تتناسب إطلاقا مع متطلبات هذه الحرب، علي عكس الحال إبان حرب أكتوبر. فحالة الوعي الجمعي بخطورة وحتمية الحرب الراهنة، بل حتي تفاعل المواطنين مع ما يجري في سيناء لا يتلاءمان مع ضرورات التعامل مع »‬حرب وجود» لا من حيث التعبئة العامة والتوعية عبر وسائل الإعلام والفن والتعليم، ولا من حيث الحماس الصادق وتكاتف الجبهة الداخلية. ليس هناك سوي شعارات وصياح ومناقشات ومكلمات دون سياسة إعلامية أو تثقيفية كمساهمة في إيقاظ الوعي العام وتبصيره. فلا الأحزاب التي لا تعد من كثرتها الآن ولم تكن موجودة في 73 أقدمت علي فعل ملموس، ولا الطلاب في مراحل التعليم المختلفة مثلا يتلقون في مدارسهم وكلياتهم ما يطلعهم علي أبعاد هذه الحرب وأهميتها ولا يتابعون تطوراتها ولو عبر الإذاعة المدرسية في طابور الصباح، ولا يدركون أهمية حملة سيناء 2018 ولا ينخرطون في أنشطة مدرسية وجامعية تتواكب مع حربنا علي الإرهاب كما كان يحدث علي أيامنا في 1973 مع حرب التحرير.

حتي وسائل الإعلام والقنوات والصحف العديدة تشعر أنها تعيش في وادٍ يختلف عن الوادي الدائرة فيه حرب سيناء؛ تشغل مشاهديها وقراءها بموضوعات وبرامج الفلانتاين والتجميل ويقتصر تناولها السياسي للحرب ضد الإرهاب وحملة سيناء الحالية علي إذاعة البيانات التي تطلقها القوات المسلحة. كذلك الأناشيد الوطنية والأغنيات الحماسية المنتجة مؤخراً تذاع من باب أداء الواجب وتبدو مصطنعة وركيكة صياغةً ولحناً فلم تجد طريقها إلي قلوبنا ووجداننا. هنا أتذكر الدور الحيوي الذي لعبه كبار الفنانين المصريين والعرب أثناء حربي يونيو 1967 وأكتوبر 1973 وأتساءل هل نفتقر اليوم إلي مبدعين بقيمة الراحلين بليغ حمدي وعلي إسماعيل والأبنودي وعبد الحليم حافظ وشادية ووردة؟ لا ينبغي الاستخفاف أو الاستهانة بالأثر الخطير للقوة الناعمة ممثلة في الفن والثقافة والإعلام. لقد انعكس التفاعل الجماهيري مع حربي التحرير في 67 و73 - بصرف النظر عن اختلاف نتائجهما - في صورة إحساس عام بالمسئولية وتحسنت سلوكيات الأفراد فتخلوا عن اللامبالاة والإهمال، وتوقف المجرمون عن ارتكاب الجرائم والفاسدين كفوا عن فسادهم.. حالة معنوية مرتفعة شبيهة بما شهدناه لفترة وجيزة في أعقاب ثورتي يناير ويونيو سرعان ما تبخرت. في تلك الفترة لم يجد المصريون ما يعبر عن تطلعاتهم سوي استحضار أغاني الستينات واليوم لا يجدون سوي أغاني أكتوبر.
بالطبع ليس مطلوباً شحن الجماهير أو »‬تمرير عيشتهم» وتحميلهم أعباء نفسية أو إثارة مخاوفهم فيكفيهم ما يعانونه من ضغط اقتصادي مفقر، لكن المطلوب فعلا هو التوعية والتبصير وربطهم بمجريات الحرب علي الإرهاب لتعزيز الرابط المعنوي مع قواتنا المسلحة وعدم الاكتفاء بالأدعية والابتهالات علي الأقل لتقوية عزيمتهم في الصبر علي الضغوط الحياتية وتفهم دوافعها

نقلا عن الاخبار القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وراء النافذة من وراء النافذة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon