توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع الكتاب يكرم المرء ولا يهان

  مصر اليوم -

مع الكتاب يكرم المرء ولا يهان

بقلم : هالة العيسوي

من وراء النافذة

ما أجمل أن تهجر عالمك المشحون بفوضي الشارع وضغوط الحياة وكل محفزات ارتفاع ضغط الدم والسكر بدءاً من وسائل التواصل الاجتماعي مروراً بوسائل الإعلام وبرامج التوك شو الصاخبة، بل حتي هذا المقال. دع عنك همومك الزوجية وخلافاتك المهنية، ومشاكلك مع رئيسك وزملائك، صم أذنيك عن صياح أبنائك، ضع فيهما سماعات تحجب عنك كل ضوضاء هذا العالم الردئ وانفرد بنفسك لسويعات تصطحب فيها كتاباً محبباً إلي قلبك، وتغسل أذنيك بموسيقي هادئة أو أغنية شجية.

نصيحة سهلة لكن تحقيقها في يقيني قد يصبح من أصعب ما يكون.. فالكتب أنواع منها، ما تستروح به وتستأنسه، ومنها ما يقمعك ويأسرك حتي يستعبدك فلا ترجو منه فكاكاً حتي يجهز عليك أو تجهز أنت عليه، ومنها ما يستفزك وتدخل معه في شجار صامت تزيحه جانباً ولو إلي حين كي تتهيأ له ذهنياً ونفسياً لكنك لا تقوي كثيراً علي الممانعة فقد اشتقت لإجهاد الفكر الذي لم تبرحه قط مهما حاولت أو تظاهرت أمام نفسك.. الفائز حقاً هو من ينجح في انتقاء خليله وصاحبه، وحلاوة الصحبة تضمن لك الفوز دائماً.

كان حظي طيباً، بلا أي فضل مني، أو ادعاء بحسن الاختيار، أهديت في الأيام الماضية صحبة من الكتب المتنوعة ربما بمناسبة العرس السنوي للثقافة والفن والفكر في معرض الكتاب، أو ربما كانت صدفة التزامن لكنها طيبة في كل الأحوال. أروع ما في هذه الصدفة أن تلك الكتب كانت من شتي الأنواع التي ذكرتها لك في السطور السابقة، فمنها ما استروحت به مثل كتاب »جمال عبد الناصر سيرة مصورة»‬ الصادر عن قطاع الثقافة بدار أخبار اليوم بمناسبة مرور مائة سنة علي ميلاد الزعيم الراحل. الكتاب رائع الإخراج ضم بين دفتيه أجمل صور الزعيم استعرض من خلالها محرره الزميل المثقف الكاتب علاء عبد الوهاب مدير القطاع سيرة حياة ناصر من الطفولة وحتي الوداع المهيب في جنازة وصفها عن حق المهندس عبد الحكيم عبد الناصر الابن الأصغر للزعيم في أول لقاء لي به في أعقاب ثورة 2011 بأنها جنازة القرن. هي سيرة مصورة لحياة قصيرة عمراً عميقة الأثر خالدة الذكر بكل نجاحاتها وإخفاقاتها.

ومن سيرة الحياة إلي »‬سيرة الحب» لنذهب إلي كتاب »‬أجمل القصائد في حب عبد الناصر»، التي قام علي انتقائها وجمعها الكاتب والناقد الفني الكبير عاطف النمر فأعادنا بتحفته الرائعة إلي الزمن الجميل، قدم فيها باقة تضم قصائد العامية والفصحي ذكرتنا بعروقنا حين كانت تنفر ونحن نغني بحماس مع أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهما لحبيب الملايين من كلمات بيرم التونسي وصلاح جاهين ونزار قباني أو ونحن ندمع مع كلمات محمود درويش وننفطر حين نقرأ أبيات معين بسيسو وصلاح عبد الصبور. لقد أثبت لنا »‬عاطف» كيف كان ناصر ملهما للشعراء في حياته وفي مماته.

ونعود إلي بيرم أو »‬موليير الشرق» ومازلنا في رحلة الشعر والزجل لنستروح مع قطاع الثقافة بدار أخبار اليوم إعادة طبع لكتاب الناقد الفني الراحل الأستاذ محمد السيد شوشة »‬أغاني بيرم التونسي» وفيه قدم شوشة مختارات من الرصيد الغنائي لبيرم الذي تجاوز الخمسمائة أغنية.

تتجاذبني الرغبة في التحدي والإصرار علي النأي بنفسي عن كل ما يتصل بالسياسة والتاريخ والوثائق وكل ما يجهد العقل والفكر، خاصة عندما أنظر إلي الحجم الضخم للكتاب الذي بين يديّ وأشفق علي نفسي من حمله، ثم تنهار مقاومتي ولا أجد بداً من البدء فيه لجاذبية موضوعه وخطورته أيضاً. كتاب »‬خلافات قادة حرب أكتوبر» يكشف كيف احتدم الجدل بين الرئيس السادات وقادته العسكريين حتي وصل إلي غرفة العمليات. المؤلفة الباحثة فاتن عوض بذلت جهدا جبارا لتوثيق تلك الوقائع فاستندت إلي وثائق سرية غاية في الأهمية كشفت النقاب عن كواليس أهم حروب تاريخنا المعاصر.

مازال في الجعبة الكثير، لكن إلي أن أنتهي من رحلة الاسترواح والتحدي أعدكم برحلة جديدة أخري وصحبة ممتعة مع الكتاب حيث يكرم المرء ولا يهان.. دعواتكم

 نقلاً عن الاخبار القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع الكتاب يكرم المرء ولا يهان مع الكتاب يكرم المرء ولا يهان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon