توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصر أكتوبر.. وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»

  مصر اليوم -

نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»

بقلم - هالة العيسوي

يدهشك انتصار اكتوبر.. اعظم انتصار حربي في العصر الحديث حققته مصر في 1973. انتصار أدار رؤوس خبراء الاستراتيجيات في العالم كله وصار يدرس في الأكاديميات العسكرية. وقبل خبراء العالم أدار رؤوس قيادات عسكرية وسياسية رفيعة في كيان الاحتلال وأطاح بها من علي مقاعد السلطة. منذ حدث هذا الانتصار وهو يتعرض لهجمة إعلامية صهيونية تريد التهوين من شأنه ومن شأن الهزيمة الفادحة التي لحقت بهم ووصل بهم التبجح إلي محاولة قلب الحقائق وتحويل الهزيمة إلي نصر لهم بالترويج لادعاءات كاذبة يريدون منها محو آثار الانكسار الجمعي الذي لحق بأجيال متعاقبة من الإسرائيليين بعد الانتفاخ والزهو الذي حصلوا عليه في أعقاب انتصارهم علي الجيوش العربية في 1967.

في هذا السبيل تم الترويج لأكذوبة »الملاك»‬ أو »‬الصهر »‬ المعني به أشرف مروان صهر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي اعتبروه اعظم كنز معلوماتي قدم لهم خدمات جليلة وفتح خزائن أسرار القيادة المصرية فأصبحت كالكتاب المفتوح أمامهم وكأنه حجز لهم مقعدا علي طاولة صناعة القرار المصري وحذرهم من اقتراب موعد الهجوم المصري السوري بل وحدد لهم موعد الهجوم. لكنهم ورغم ما يقولونه ويروجونه عنه تلقوا اعظم ضربة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وإذا كنت أشدو فخرا بالجهد الرائد الذي قدمته دار أخبار اليوم بالسبق نحو ترجمة وعرض كتاب إسرائيلي فور صدوره في إسرائيل يرد علي أكاذيب كتاب »‬الملاك» الذي يحظي باحتضان مريب من كافة المنظمات الصهيونية والأمريكية الموالية لها وأقصد كتاب» جهاد السادات» الذي ألفه رجل الاستخبارات الإسرائيلي شمعون مندس وأكد فيه بالأدلة القاطعة ان أشرف مروان لم يكن جاسوسا مصريا يعمل لصالح اسرائيل، ولا حتي عميلاً مزدوجاً يعمل لصالح الطرفين بل إنه كان رجل السادات في الموساد استطاعت المخابرات المصرية زرعه بينهم وأمدهم بما يسكرهم ويدهشهم بمعلومات صحيحة تسيل لعابهم وتجعلهم يبتلعون الطعم، فإنني أجد من حقي أن أشدو مرة أخري بكل الفخر بريادة دار أخبار اليوم في السابق حين قدمت للمكتبة العربية ضمن سلسلة كتاب اليوم ترجمة كتاب »‬عشية التدمير - القصة الخفية لحرب يوم كيبور» الذي ألفه هوارد بلوم الصادر عام 2003 أي قبل صدور كتاب »‬الملاك» بنسخته العبرية بنحو سبعة أعوام.

كتاب بلوم أورد ربما للمرة الأولي ذكر قصة »‬الصهر» أو »‬الملاك» وحكي فيه القصة الحقيقية لطريقة تواصل أشرف مروان مع الموساد وهي الطريقة التي تجاهلها كتاب »‬الملاك» حين ادعي ان اشرف مروان توجه شخصياً إلي السفارة الإسرائيلية بلندن ليقدم خدماته. بلوم يورد للمرة الأولي قصة تواصل مروان مع الطبيب اليهودي الشهير في لندن الذي كان يعالج العاهل الأردني الملك حسين شخصيا رغم انه معروف بعلاقته بالموساد الإسرائيلي. وهي الطريقة الأقرب للمنطق والتي أكدها لي شخصيا العديد ممن اقتربوا من عملية إلقاء طعم مروان امام افواه الموساد الجائعة.
يصف بلوم تقديرات المخابرات الإسرائيلية ودهشتهم إزاء شخصية العميل المتطوع اشرف مروان وطبيعة المعلومات التي قدمها فيقول:ان الدوافع الحقيقية لأشرف مروان لم يتم تحديدها بشكل قاطع ابدا رغم الجهود التي بذلها خبراء علم النفس التابعون للموساد لتحليل شخصيته وقد كان هذا هو الاستثناء الوحيد لكل قواعد الحيطة والحذر المتبعة في الموساد وكان رأيهم انه إما ان يكون عميلا مثاليا بالشكل الذي لا يمكن تصديقه (too good to be true) او ان يكون عميلا حقيقيا اكثر من ممتاز هبط علي اسرائيل من السماء.

يبدو ان بلوم عز عليه الاعتراف بالخديعة الكبري التي تعرض لها الموساد فيخلص في الفصل المعنون في كتاب اخبار اليوم ب »‬ في أحضان الموساد» إلي ان اشرف مروان كان عميلا مزدوجا رغم انه يحكي بإسهاب عن التقصير الأساسي الذي أدي إلي هزيمة اسرائيل في يوم كيبور وهو سكرة الموساد من أثر المعلومات التي قدمها مروان، إلا انه لا يفصح نصاً عن انتقاد لأجهزة المخابرات الإسرائيلية أو اتهامها.. لعل قبوله بفكرة العمالة المزدوجة لمروان أهون علي قلبه من الاعتراف بخديعته الكاملة لإسرائيل، ولعله كان أقل شجاعة من مندس في هذا الصدد الذي قرر بلا مواربة ان مروان كان عميل السادات لدي الموساد وأنه أجلسهم علي خازوق.

نقلا عن الأخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك» نصر أكتوبر وأسرار جديدة قديمة عن «الملاك»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon