توقيت القاهرة المحلي 05:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البلطجي يتنحي!

  مصر اليوم -

البلطجي يتنحي

بقلم : هالة العيسوي

»اليوم استسلمنا للإرهاب، نشتري الهدوء بالمال، ونساوم علي الأمن بعيد المدي لإسرائيل»‬ هكذا برر افيجدور ليبرمان استقالته من منصبه كوزير دفاع إسرائيل. بلطجي الحانات الذي صعد بقدرة قادر من مرتبة مهاجر إلي وزير دفاع عبر في مؤتمره الصحفي عن احتجاجه علي اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس والتهدئة في غزة وقبول الحكومة الإسرائيلية نقل حقائب أموال تبلغ 15 مليون دولار من قطر إلي غزة لدفع رواتب الموظفين.

الحمساويون مقتنعون بأنهم أحدثوا زلزالاً في إسرائيل باستقالة ليبرمان، والإسرائيليون يرون أن الأخير يضغط علي نتانياهو في لعبة سياسية مكشوفة.
حقيقة الأمر أن الوزير البلطجي تنحي لأنه شعر بانعدام قيمته وبعدم قدرته علي السيطرة علي الأوضاع في غزة وبأن رئيس الوزراء نتانياهو أصبح يقوم بدور وزير الدفاع الفعلي، وبالتوافق مع رئيس الأركان أصبح الاثنان هما اللذان يديران الأوضاع العسكرية في القطاع. تجليات هذه الحقيقة بدأت تظهر مع بواكير التصعيد الأخير حين شرع الفلسطينيون في تنظيم الاحتشادات بجوار خط حدود القطاع مع إسرائيل. فمع أنه اتفق مع رئيس الوزراء في نقطة واحدة هي أن الصراع مع إيران في سوريا له الأولوية وأنه ليس من المصلحة ترك الأمور تتصاعد في قطاع غزة كي لا تتشتت الجهود في حملات عسكرية كثيفة علي جبهتين في آن واحد، إلا أنه كان ينادي بسحق قطاع غزة عبر الضربات القاضية للتخلص من هذا الصداع. بداية الصراع نشأت في أوائل الصيف حين قرر نتانياهو بدعم من جهاز الأمن العام (الشين بيت) التهدئة مع الفلسطينيين باعتبارها مصلحة عليا آنية، وشرع في خطوات التوصل إلي تسوية طويلة المدي معهم. البلطجي أعرب عن معارضته خلف الأبواب المغلقة في اجتماعات مجلس الأمن المصغر، وتدريجيا نقل الصراع إلي وسائل الإعلام. ثم استغل قبول نقل الأموال إلي غزة كأرضية لإعلان استقالته واحتجاجه.

استقالة ليبرمان في هذا التوقيت أثبتت للإسرائيليين أنه لا يصلح للقيادة، فلا هو عسكري فذّ استطاع ترك بصمة في المؤسسة العسكرية ولطالما شعر الكثيرون أنه دخيل علي تلك المؤسسة وأن نتانياهو أتي به إليها نكاية في الوزير السابق موشيه يعلون، ولا هو سياسي داهية فقد »‬نقحت» عليه جينات البلطجة واختار التوقيت الأسوأ لقلب الطاولة، ولم يأبه للحسابات السياسية التي كان يمكن أن تقوده هو وحزبه (إسرائيل بيتنا) إلي النجاح في الانتخابات وتسهل عليه المنافسة وهو وزير داخل الحكومة بدلا من المنافسة من خارجها فيشق عليه تخطي حاجز الحسم المطلوب للمشاركة من جديد في الحكومة.

الدليل علي ذلك أن ليبرمان لم يدرك المغزي من إعطاء نتانياهو الضوء الأخضر لقصف غزة يوم الأحد الماضي تحديدا في هذا التوقيت المتزامن مع جهود التهدئة طويلة المدي مع حماس ولم يفطن لفرط غروره أن نتانياهو لا يختلف عنه كثيرا، فلا الأخير داعية سلام عازف عن الحرب ولا هو مقامر يدخل الحروب من أوسع أبوابها، لكنه متمرس علي الاحتفاظ بمنسوب معين للتوتر بحيث تبقي النار مشتعلة دون أن تخمد تماماً ودون اندلاع ينذر بالخطر. الاختلاف الوحيد بينهما في التكتيك وليس في الهدف النهائي فنتانياهو يؤمن بأسلوب الضربات الخاطفة.. يعني بلطجة محسوبة مع تشدد لا يلين. يتبدي جيدا في كتابه الذي ألفه قبل خمسة وعشرين عاماً بعنوان »‬مكان بين الأمم».
اللافت أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قابلت استقالة ليبرمان بفتور شديد وبعضها تفنن في إظهار عيوبه والتنديد به وكأنهم كسروا وراءه زيراً وخرج غير مأسوف عليه. مع ذلك لا يمكن التقليل من أثر استقالة لبيبرمان بل يمكن القول بأن توقيتها هو الأسوأ أيضا بالنسبة لنتانياهو فالطلقة الأولي للانجرار نحو انتخابات مبكرة قد خرجت من مكمنها وتبلورت الصورة بأن خيارين وحيدين أمام رئيس الوزراء إما الخضوع للتهدئة مع الفلسطينيين، وإما مواجهة احتمال الانتخابات المبكرة بعد تهديد حزب البيت اليهودي شريكه في الائتلاف الحاكم بالانسحاب من الائتلاف إن لم يشغل أحد أعضاء الحزب منصب وزير الدفاع الشاغر.
وتبقي نهاية الأزمة الحالية مفتوحة باحتمال تراجع البلطجي وعودته للحكومة.

نقلًا عن الاخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البلطجي يتنحي البلطجي يتنحي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon