توقيت القاهرة المحلي 05:21:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكاميرات هي الحل

  مصر اليوم -

الكاميرات هي الحل

بقلم : هالة العيسوي

أتمني ألا يظهر عطب في كاميرات المراقبة بالمستشفي الذي وقعت به جريمة التحرش بمريضة العناية المركزة وهي تحت أثر التخدير المتهم فيها أحد الممرضين. أتمني أن تكون الكاميرات قد سجلت الحقيقة كاملة فلا تفسد التسجيلات أو يتبين أنها تسجل زوايا لا تبين الموقع المقصود فتميع الحقيقة وتضيع الحقوق سواء حق الضحية أو حق المتهم إن كان بريئاً.
أقول هذا وأرجو ألا يتهمني أحد بالسوداوية أو إشاعة الأفكار السلبية، فالجريمة إن صحت اتهامات المريضة هزت مشاعر الناس وزلزلت ثقتهم فيما تبقي من قيم وخلق قويم مازلنا نتشبث بهما.

سواء صحت الاتهامات أو تبين عدم مصداقيتها فإنها توجه اهتمامنا نحو ضرورة فتح ملف مسكوت عنه نسبيا ومهمل في غمرة الأزمات والمشاكل اليومية التي تستحوذ علي اهتمامنا وهو ملف زرع الكاميرات في أماكن معينة والأهم من زرعها متابعتها بدقة، ففي عدة حوادث لم تساعد الكاميرات المزروعة بالفعل في كشف الحقائق بسبب إهمال صيانتها مما أدي إلي إعطاب جعلها بلا فائدة.
فيما يخص مواقع الرعاية الطبية هناك بالفعل العديد من الأماكن والأطباء الذين يحرصون علي تصوير العمليات الجراحية أثناء إجرائها وإتاحة مشاهدتها مشاهدة حية لأهالي المرضي لاسيما إن كانوا من النساء. ولا يخفي أن لهذا التصوير أهمية قصوي في كشف البراءة أو الإدانة في العديد من الاتهامات بالخطأ الطبي أو سرقة الأعضاء أو التحرش الذي بات يؤرق منام الناس.

إن نظرة جديدة لمعايير العمل في قاعات العناية المركزة وغرف الإفاقة تفرض نفسها الآن بعد تلك الاتهامات الأخيرة خاصة حين يكون المرضي تحت تأثير المخدر العام أو في مرحلة الإفاقة بنصف وعي أو أكثر، لا يملكون من أمرهم شيئا لكنهم يدركون بشكل خاطف ومتقطع ما يدور حولهم.. ولقد لمست شخصياً أثناء زياراتي لبعض المرضي من الوقائع ما يؤكد أن بعضاً من الأطباء والممرضين يتعاملون مع المرضي تحت تأثير البنج علي أنهم جثث ميتة لا يعون شيئاً فيسخرون منهم أو ينتهكون حرماتهم والكارثة أن مرضي آخرين في غرف الرعاية المركزة يشاهدون تلك الوقائع ولا يقوون علي مقاومتها، وأحيانا يتم إغلاق الستائر عليهم بحجة ضرورة استسلامهم للنوم كي لا يشاهدوا ما يجري خلف تلك الستائر. غالبية تلك الوقائع تحدث في النوبة الليلية حين يخفت النشاط في المستشفيات وتطفأ الأنوار.

لقد قرعت الاتهامات الأخيرة لأحد الممرضين بالتحرش جرس الإنذار وكأنها نوبة صحيان تدفعني لتقديم بعض الاقتراحات التي قد يراها البعض متشددة، وقد يحتج آخرون بأنها غير عملية أو أن الإمكانات ربما لا تساعد علي تطبيقها لكني أراها ضرورية في ظل واقع يجثم علي أنفاسنا وينبغي علينا التعامل معه علي وجه السرعة. من أهم هذه الاقتراحات ضرورة الفصل بين الجنسين في المرضي نزلاء الرعاية المركزة والمتوسطة فيجب ألا تنكشف عورات المرضي وأنينهم علي بعضهم البعض حتي لو كانوا نصف واعين أو نصف غائبين، كذلك ضرورة تخصيص هيئة تمريض لكل نوع من المرضي فلا يليق مهما سمت المهمة الإنسانية أن يقوم ذكر بتمريض أنثي والعكس صحيح في الغرف العادية مهما كان فارق السن بينهما، ومهما كانت حالة المريض أو المريضة جيدة. أيضا ضرورة عدم اشتراك الجنسين في نوبة تمريض واحدة خاصة في النوبات الليلية.

لقد أبديت امتعاضي وملاحظاتي علي وقائع وسلوكيات معينة أثناء زياراتي لبعض الأصدقاء في المستشفيات فما كان منهم سوي إساءة معاملة المرضي الذين ناشدوني بالصمت حتي لا يعانوا من الإهمال المتعمد عقابا لهم علي ملاحظاتي.
لو كنا نتبني حملة قومية لمكافحة التحرش للمتيقظين المتمتعين بكامل صحتهم والقادرين علي مقاومة المتحرش، أو حتي بإمكانهم الاستغاثة وطلب المساعدة فما بالنا بالضعفاء المنهكين خائري القوي من المرضي وذوي الإعاقات الذين يستغلهم شياطين الإنس ؟
محيي عبد الرحمن
سبقنا الزميل الصبوح هادئ النفس شفيف الروح محيي عبد الرحمن إلي بارئه راضياً مرضياً مستسلماً لابتلاء المرض بنفس مطمئنة وغادرنا في هدوء كما عاش بيننا في هدوء.. إلي رحمة الله وغفرانه يا محيي.

نقلًا عن الاخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاميرات هي الحل الكاميرات هي الحل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon