توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من وراء النافذة

  مصر اليوم -

من وراء النافذة

بقلم : هالة العيسوي

صحة المصريين قضية أمن قومي، علي القمة منها مرض التهاب الكبد الوبائي الذي انتشر في مصر إلي الحد الذي يهدد أمن البلاد ودفع عجلة التنمية بها، الأمر الذي حدا برئاسة الدولة شخصياً إلي تبني حملة قومية لمكافحة هذا المرض والتوجيه بتشجيع إجراء الأبحاث العلمية عليه والبحث عن علاجات فعالة تنتج محلياً وتوفيرها بأسعار في متناول اليد نظراً لارتفاعها بشكل يرهق حاملي هذا المرض.

لذلك تستحق وزارة الصحة الإشادة بيقظتها حين قررت ضبط وتحريز كميات مطروحة من تشغيلتين لدواء لعلاج »فيروس سي»‬ في السوق المحلية والوحدات الحكومية لعدم مطابقتهما للمواصفات من حيث الخواص الطبيعية. القرار طيب في حدود هذا الفعل (الضبط والتحريز أي السحب من السوق ) من أجل تدارك خطأ كبير ودرء خطر أكبر. لكن المنشورين الدوريين اللذين أصدرتهما الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بالوزارة حول هذا الإجراء بسحب التشغيلتين من السوق برقمي 17127و 17054، يثيران الجدل.

فقد أوضح المنشوران أن التشغيلتين من مستحضر sofoheb 400mg F.»‬.T من إنتاج شركة سبأ الدولية، وقد أرسلت الوزارة المنشورين إلي الشركة المنتجة وشركات التوزيع موجهة بضرورة تجميد الأرصدة لديهم وإرجاع ما تم بيعه للصيدليات إلي مخازن الشركة (!) وإبلاغ إدارة الصيدلة بكل محافظة بالأرصدة والمرتجعات. وأمرت الوزارة بتسليم مندوب الشركة الأحراز (!) بعد أخذ التعهد اللازم بعدم فض الأحراز إلا في وجود أحد مفتشي الصيدلة مع موافاة الإدارة بالكميات التي تم تحريزها وإعدام الكميات بمعرفة لجنة يكون أحد أعضائها من مفتشي الصيدلة.

هنا تلزم وقفة أو عدة وقفات لطرح الكثير من التساؤلات المهمة. لماذا تتم المراقبة والتفتيش، ومن ثم الضبط والتحريز بعد وصول الأدوية للصيدليات وليس قبلها؟ لماذا لا نوفر الإجراءات التي تضمن أكبر قدر من الدقة وعدم تسرب أي عبوة مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات للمريض؟ من يضمن ألا يكون واحد أو أكثر قد تناولوا بالفعل هذا الدواء قبل صدور منشور الوزارة بسحبه من الصيدليات؟
في الواقع لست أعلم الآلية التي تتم بها المراقبة والتفتيش وهل تجري بفحص لعينات عشوائية، أم بعد وصول بلاغ مثلاً من إحدي الجهات ضد أي منتج؟ لو كانت هذه هي الآلية المتبعة فهي آلية قاصرة لا تصلح مع العلاجات الاستراتيجية للأمراض الخطيرة ولا مع ما هو أقل منها حتي لو كانت مستحضرات التجميل. والأجدي من ذلك هو أن يتم التفتيش والفحص قبل طرح الدواء في الأسواق وليس بعده.

استوقفني أيضا بقية الإجراءات التي أمرت بها وزارة الصحة في هذا الموضوع، وأشعر أنها تنطوي علي قدر كبير من المجاملة، بدلاً من المعاقبة القاسية علي الإهمال والتقصير الخطيرين. لماذا مثلاً تستعيد الشركة المنتجة للدواء المغشوش الكميات المصادرة منه وفق ما جاء في منشور الوزارة؟ هل ثمة احتمال لإعادة إنتاج الدواء وتصويب مواصفاته ؟ بالقطع لا وإلا لما صدر قرار بإعدام الكميات المصادرة. لماذا إذاً لا يتم إعدام الكميات المغشوشة بمعرفة الوزارة نفسها ولا مانع حينها من وجود مندوب للشركة عند الإعدام وليس العكس كما هو حاصل الآن؟ ما الذي يضمن عدم التلاعب؟ ولماذا لا تراجع الوزارة ترخيص الشركة المنتجة للدواء المغشوش وتضع كل منتجاتها في دائرة الفحص والتدقيق؟ وما هي المعايير الطبية والعلمية والتاريخية التي تسمح الوزارة بناء عليها للشركات بإنتاج تلك الأدوية؟
إن التصدي لإنتاج علاجات هذه الأمراض الخطيرة يحتاج لشركات تتمتع بقدر كبير من السمعة الطيبة والخبرة الطويلة في هذا المجال، ولا ينبغي السماح لكل من يريد التربح واستغلال الموقف بالدخول إلي سوق وبيزنس صناعة الدواء حتي لو كان رخيص الثمن علي حساب صحة المصريين.

نقلا عن الاخبارالقاهرية 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وراء النافذة من وراء النافذة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon