توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات الرئاسة بين «حكاية وطن»، «طريق لبكرة»، و«الشعب السيد»

  مصر اليوم -

انتخابات الرئاسة بين «حكاية وطن»، «طريق لبكرة»، و«الشعب السيد»

بقلم - أحمد عبدربه

حتى وقت كتابة هذه السطور ـ الساعات الأولى من صباح السبت بتوقيت القاهرة ـ فإن ثلاثة مرشحين قد أعلنوا عزمهم الترشح للانتخابات الرئاسية، هم بالترتيب الزمنى للإعلان عن هذه النية: الحقوقى خالد على، رئيس الجمهورية الحالى عبدالفتاح السيسى، ورئيس الأركان الأسبق للجيش المصرى سامى عنان. كان الأول قد أعلن عن هذه النية رسميا فى مؤتمر صحفى فى نوفمبر الماضى ثم جدد تمسكه باستكمال إجراءات الترشح الأسبوع الماضى مؤسسا حملة انتخابية اتخذت شعار «طريق لبكرة» عنوانا لها،، فيما فصلت عدة ساعات فقط بين إعلان الثانى الترشح للانتخابات فى ختام مؤتمر «حكاية وطن» وبين إعلان الثالث النية للترشح فى كلمة مصورة مختصرة استمرت قرابة الخمس دقائق مخاطبة «الشعب السيد».

طريقة وخطاب وشكل الإعلان عن الترشح فى الحالات الثلاث جاءت منطقية ومعبرة عن خلفياتهم وطبيعة شخصياتهم وربما أيضا طبيعة المعركة وشكل الجماهير التى يعول عليها كل منهم فى الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة!
***
إعلان ترشح خالد على جاء فى مؤتمر صحفى شارك فيه بعض الشخصيات السياسية وعدد من الناشطين والحقوقيين وبعض الأكاديميين. مؤتمر صحفى استمر قرابة الخمس وأربعين دقيقة تقريبا تحدث فى بدايتها الأستاذ خالد داوود رئيس حزب الدستور ثم أكملها خالد على حتى النهاية.

إعلان السيسى عن الترشح جاء فى ختام مؤتمر «حكاية وطن» والذى استمر لمدة ثلاثة أيام وتخللت فعالياته فقرة أجاب فيها رئيس الجمهورية على أسئلة الجمهور وأعطى عددا من الخطب للحاضرين، كما تم إذاعة إنجازاته فى خلال الأربع سنوات الماضية ولاسيما حديثه عن تدشين ١١٠٠٠ مشروع قومى خلال فترة حكمه، قبل أن يعلن ترشحه وسط عاصفة من التصفيق من جمهور متنوع كان أبرزه وزراء الحكومة وبعض المحافظين فضلا عن وزيرى الدفاع والداخلية والقائم بأعمال المخابرات العامة بالإضافة إلى شيخ الأزهر وبابا الكنيسة المصرية.

أما إعلان عنان الترشح فلم يكن فيه أى من الحضور (أمام الكاميرا)، وجاء بدون أى مؤتمر صحفى أو جماهيرى، فقد تم إعلان النية للترشح فى دقائق معدودة من غرفة مكتب، عرفنا فيها أنه سيخوض السباق الرئاسى بعد اتخاذ إجراءات لم يحددها بدقة وإن كان قد أشار أنها «وفقا للقوانين والنظم العسكرية»، باعتبار وظيفته السابقة كرئيس للأركان، ومعه شخصيتان محوريتان هما بمثابة «نواة مدنية لمنظومة الرئاسة» تتكون من المستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات نائبا لعنان لحقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور والأستاذ الدكتور حازم حسنى الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة كنائب لشئون الثورة المعرفية والتمكين السياسى والاقتصادى ومتحدث باسم الحملة، رغم أن الدستور المصرى لا ينص ولا يشير من بعيد أو قريب إلى منصب نائب الرئيس لكن ربما كان المقصود تعيين مساعدين للرئيس!

فى خطاب خالد على لإعلان النية فى الترشح وما تلاه من خطب، كانت المعركة الحقوقية حاضرة، تركيز على الحقوق والحريات، إشارات واضحة للمسجونين والمعتقلين والملف الحقوقى، حديث عن العنف الطائفى الذى يدفع ثمنه المواطنون المسيحيون، إشارات إلى حرية العبادة والاعتقاد، وحديث عن العدالة الاجتماعية ومهاجمة فساد المحليات وانتقادات لاذعة للمشروعات القومية، خاطب خالد على القوة الشبابية تحديدا، كما وضع مجموعة محددة من الشروط للترشح، ولاحقا ركز الخطاب فقط على جماهير يناير ودعاها لتنظيم «سلسلة بشرية ترفع صور الشهداء والمعتقلين والمختفين قسريا» لتسليم التوكيلات. وهكذا فقد قرر خالد وحملته التحول من ساحة السياسة إلى ساحة الثورة، من التصرف كسياسى، إلى التصرف كناشط والرهان على كتلة محددة من الناخبين هى كتلة يناير.

خطاب السيسى للترشح جاء على هيئة عدة خطب ومداخلات، جاءت آخرها ـ والتى أعلن فيها الترشح ـ لمدة ٢٠ دقيقة تقريبا أكد فيها على الإنجازات التى قام بها خلال السنوات الماضية وحرصه على الاستماع إلى آراء الجميع ورأى أن «ما جرى من إنجاز خلال ما يقرب من أربع سنوات لا يمكن تلخيصه واختزاله فى ثلاثة أيام، إنما الغرض كان تقديم لمحات من نتاج عمل شاق وجهد مضنٍ وإدارة صلبة لأبناء هذا الشعب العظيم»، مشيرا إلى استعداده للتضحية بروحه فداء للوطن والشعب وأنه لم يكن يوما طالبا لسلطة أو ساعيا لمنصب!

***

وبالرغم من أن خطبة السيسى الختامية كانت هادئة ومتوازنة، إلا أن ما سبقها من مداخلات خلال المؤتمر لا يمكن فصله بأى حال من الأحوال عن مضمون الترشح. ولعل أحد أهم هذه المداخلات كان تأكيد السيسى على عدم سماحه للفاسدين الاقتراب من كرسى الرئاسة لأنه سيحاسب أمام الله، وهذه الفقرة مهمة وملفتة للنظر لأن الرئيس يفترض أنه مرشح محتمل يتنافس مع آخرين ـ رغم إيضاحى فى مقالات سابقة أن الأمر ليس كذلك ـ لكن هذه العبارة الأخيرة قد يكون لها معانٍ كثيرة، أحد هذه المعانى أن الرئيس يبعث برسالة تهديد لأحد المرشحين المحتملين عن أنه يعرف تاريخ فساده ولو كان الأمر بيده فلن يسمح له بالترشح. استهدف السيسى جمهور الدولة ومؤسساتها، وقد أشاد خصيصا بدور الأزهر والكنيسة والجيش والشرطة، كما كرر ما سبق وقاله قبل ترشحه منذ ٤ سنوات بأن المصريين سيعانون معه!

إعلان عنان للترشح ورغم قصره، إلا أنه كان مليئا بالرسائل السياسية الحادة، حيث أشار إلى تزايد خطر الإرهاب وتردى الأوضاع المعيشية للمصريين، وتآكل قدرات الدولة المصرية على إدارة مواردها ولا سيما المورد البشرى منتقدا تحميل القوات المسلحة وحدها المسئولية «دون سياسات رشيدة تمكن القطاع الوطنى للدولة من القيام بدوره، متكاملا مع دور القوات المسلحة»، داعيا فى نهاية خطبته مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للوقوف على الحياد بين جميع المرشحين و«لعدم الانحياز غير الدستورى لرئيس قد يغادر منصبه بعد أشهر قليلة».

كما هو واضح فخطاب السيسى للترشح هو خطاب دولة متوقع، وخطاب خالد على هو خطاب ثورة يناير تحديدا بنفس مفرداتها ومطالبها، أما خطاب سامى عنان فهو خطاب إصلاحى لم يخاطب جمهور الثوار ولكن أيضا لم يختصمهم، أكد على ضرورة عدم ترك الجيش وحده ليتحمل المسئولية مشيرا إلى ضرورة تحقيق شراكة مدنية عسكرية فى الحكم، هو خطاب يخاطب جمهور الغاضبين من النظام السياسى الحالى لكن هذا الجمهور غير مستعد بعد لخطاب الثورة الذى يمثله خالد على!

***

بعيدا عن أن الانتخابات الرئاسية تبدو حتى اللحظة محسومة، ورغم أننا وحتى اللحظة أمام مرشحين محتملين للرئاسة لا نعرف حتى إذا كانوا سيتمكنون من توفير عدد التوكيلات المطلوبة أو حتى أنهم سيحصلون عليها ولكن سيتم الحكم ببطلان بعضها أو أى سبب آخر قد يمنعهم من الوصول إلى الجولة الأولى، إلا أننا ورغم ذلك نقف أمام محاولتين لتشكيل تيارات تقف على يسار ويسار وسط السلطة الحالية، يحاول خالد على وأنصاره الوقوف على يسار السلطة متمسكين بالملف الحقوقى كمدخل للتغيير الواسع، وتيار يحاول عنان تشكيله لمحاولة إعادة الفرصة التى سنحت نظريا بعد ٣٠ يونيوـ أى محاولة تحقيق شراكة مدنية عسكرية لإصلاح السلطة الحالية، وكلاهما فى مواجهة شرسة مع تيار الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى الذى يحاول تثبيت الدولة بدعائمها ومعادلاتها الحالية، فهل تنجح هذه التيارات فى الوقوف أمام النظام الحالى، أم تتمكن الأخيرة من الانتصار؟ الإجابة لن تكون قطعا بعد أسابيع كما يعتقد البعض، ولكننا سنشهد الإجابة فى عام ٢٠٢٢ أو ربما قبله قليلا!

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات الرئاسة بين «حكاية وطن»، «طريق لبكرة»، و«الشعب السيد» انتخابات الرئاسة بين «حكاية وطن»، «طريق لبكرة»، و«الشعب السيد»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon