توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتفاق سلام أم وصفة حرب؟

  مصر اليوم -

اتفاق سلام أم وصفة حرب

بقلم : عطيــة عيســوى

لكثرة توقيع الاتفاقيات ثم انتهاكها أو انهيارها برمتها لا نستطيع التغلب على شكوكنا فى أن اتفاق سلام جنوب السودان المقرر توقيعه اليوم بالعاصمة السودانية الخرطوم سيتم الالتزام بتنفيذه وسط انعدام ثقة متبادل بين أطراف الصراع وبقاء بعض القضايا المختلف عليها دون حل وشعور قوى بأنه تم إبرامه تحت ضغوط إقليمية وإكراه دولي،هذا إن تم التوقيع أصلا كما هو مقرر.فقد قال محللون إنه لم يعالج جذور الأزمة ووصفه مراقبون بأنه وصفة حرب أكثر منه اتفاقا يجلب السلام وتوقعوا ألاَّ يصمد طويلا.وإذا وقع المحظور فلا أمل لأربعة ملايين مشرد فى الداخل ونحو مليونى لاجئ بدول الجوار فى العودة قريبا إلى ديارهم أو أن يعرف أكثر من سبعة ملايين من أين ستأتى وجبة الطعام المقبلة وسط تعثر عمليات المساعدة الإنسانية بسبب العراقيل التى تضعها قوات الحكومة واندلاع القتال من وقت لآخر.

الأمل المشوب بالحذر فى توقف الحرب وإحلال السلام،حتى ولو كان هشا،مبنى على توقيع الحكومة ومعظم أطياف المعارضة فى الخامس والعشرين من يوليو الماضى اتفاقا مبدئيا لتقاسم السلطة ينص على تشكيل حكومة انتقالية بقيادة الرئيس سيلفا كير تقود البلاد لمدة ثلاث سنوات تنتهى بانتخابات رئاسية وبرلمانية وعلى إعادة الزعيم المعارض رياك مشار نائبا أول للرئيس ومعه أربعة نواب يمثلون قوى المعارضة وتقسيم المناصب الوزارية بواقع 20 لمجموعة كير وتسعة لفصيل مشار المسلح والباقى للقوى السياسية الأخرى وتوزيع مقاعد البرلمان بواقع 332 للحكومة و128 لجماعة مشار و50 لأحزاب المعارضة السياسية و40 للقوى الأخري.وسبق أن وقع الطرفان اتفاقا دائما لوقف إطلاق النار وأتبعاه باتفاق لسحب القوات من المدن وحدد اتفاق الترتيبات الأمنية ثمانية أشهر لتشكيل جيش وطنى وتجميع القوات ودمج بعضها وتسريح البعض.وأكد سيلفا كير أنه تم التوصل مع فصائل المعارضة السلمية والمسلحة إلى تفاهمات حول معظم القضايا محل الخلاف ومازالت هناك بعض المسائل المعلقة ولكنها قليلة ويمكن تجاوزها.

لكن عوامل متعددة تثير المخاوف من احتمال أن يلقى الاتفاق الذى وصفه وزير خارجية السودان الدرديرى محمد أحمد بالتاريخى مصير اتفاق سلام 2015 الذى انهار بعد توقيعه بشهور قليلة من بينها أن بعض فصائل المعارضة رفضت التوقيع عليه من حيث المبدأ ولم يتضح بعد ما إذا كانت جهود إقناعها بالتوقيع قد نجحت فى وقت لاحق أم لا،ولم يتم الإتفاق حول تقسيم السلطة فى الولايات التى قسمتها الحكومة على أساس عرقى من عشرِ إلى 32 وهو ما رفضته المعارضة،ولم يتضمن اتفاق الترتيبات الأمنية نصوصا قاطعة بشأن إخلاء المدن من القوات حيث توجد فى العاصمة جوبا مثلا ثكنات عسكرية حكومية ومن المنتظر أن يعود إليها مشار مع عدد كبير من مسلحيه وسط مخاوف من المدنيين بتكرار معارك 2016 بينهما عندما اتهمه كير بتدبير محاولة انقلاب عليه.كما اتهم كل من الطرفين الآخر بانتهاك أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار ولم يحدث إطلاق سراح الأسرى كما نص الاتفاق الدائم وأعلنت جبهة جنوب السودان المتحدة المتمردة بقيادة رئيس أركان الجيش المعزول بول مالونق اعتزامها تغيير نظام الحكم بسبب ما وصفته بعرقلة كير مشاركتها فى محادثات السلام.

ويبعث على عدم التفاؤل أيضا عدم اقتناع سيلفا كير به فيما يبدو عندما صرح بأن جنوب السودان أصبح حقلا للتجارب،فحتى الأشياء التى لم يتم تجريبها فى أى بلد يجرى تجريبها فيه بغض النظر عما إذا كانت ستؤدى الغرض منها أم لا،فى إشارة إلى اقتراح تقاسم السلطة الذى تقدمت به الخرطوم وكذلك ما قاله مصدر مطلع من أنه تم تحت ضغوط شديدة وترهيب وترغيب.كذلك شكك البيت الأبيض الأمريكى فى قدرة سيلفا كير ورياك مشار على تحقيق السلام قائلا إنهما لا يتمتعان بصفات القيادة اللازمة.

وأد الجنين

فاجأنا حزب زانو الحاكم فى زيمبابوى بالبقاء فى السلطة لخمس سنوات أخرى بفوزه بأغلبية الثلثين فى الانتخابات التشريعية وبالأغلبية البسيطة فى انتخابات الرئاسة، رغم تاريخه الطويل بزعامة الرئيس المعزول روبرت موجابى فى الفوز بالتزوير وقمع المعارضة والتنكيل بقادتها وأنصارها والزج بهم فى السجون.وما لم تسفر الطعون أمام القضاء عن إلغاء فوز مرشح الحزب إيمرسون منانجاجوا بنسبة 50٫8% فقط من الأصوات لا تفسير لذلك سوى انقسام أحزاب المعارضة وكثرة عددها وتشتت الأصوات بينها،وخوف معظم الناخبين من أن يؤدى فوز حركة التغيير الديمقراطى المعارضة إلى إعادة المزارع التى صودرت من البيض إليهم وطرد السود منها،وقيام الزعماء المحليين خاصةً فى الريف بالضغط على الناخبين للتصويت للحزب وشراء الأصوات بالمساعدات الغذائية،وترهيب أنصار المعارضة وانحياز أجهزة الإعلام الرسمية لمرشحيه.وعاقبة ذلك قد لا تقتصر على وأد جنين الديمقراطية الذى بدأ يتكون بعزل موجابى واستمرار الاحتقان المجتمعى والعنف وبقاء السياسيين الفاشلين بسياساتهم الفاسدة، وإنما الإبقاء أيضاً على عزلة زيمبابوى عالميا وحرمانها من مساعدات واستثمارات خارجية تتلهف عليها لانتشال اقتصادها من الانهيار ووقف تدهور مستوى المعيشة إذا لم يغيِّر الحزب سياسته وخطته جذريا.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق سلام أم وصفة حرب اتفاق سلام أم وصفة حرب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon