توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما وراء الجوع بإفريقيا

  مصر اليوم -

ما وراء الجوع بإفريقيا

بقلم : عطيــة عيســوى

  عندما يرتفع ثمن وجبة واحدة من الفاصوليا إلى ما يعادل 320 دولارا فى دولة إفريقية بينما لا يتعدى ثمنها دولارا واحدا و20 سنتا فى نيويورك يتضح مدى عمق أزمة الغذاء فى إفريقيا أغنى قارات العالم بالموارد الطبيعية، لكن عدم استغلالها الاستغلال الجيد وانعدام العدالة فى توزيع عائدها وتفشى الفساد والنهب والسلب وغياب المحاسبة وإنفاق بعض الحكام جزءا كبيرا من العائد على تعزيز قبضتهم على الحكم وحماية أنفسهم يزيد المسئولين والأثرياء ثراءً وعامة الناس والفقراء فقرا ويُبقى على القارة السمراء أفقر القارات. وفى حين يعانى نحو 224 مليون إنسان من سوء التغذية ومات مئات الآلاف جوعاً فى مناطق الصراع المسلح والجفاف رغم ما بذلته وكالات الإغاثة من جهود لإنقاذ حياتهم كشفت إحصائيات دولية أن حجم الثروات العائلية فى إفريقيا ارتفع من 105 مليارات دولار عام 2009 إلى 1500 مليار عام 2016.

«إحصائية الفاصوليا المثيرة للدهشة والأسف ذكرها برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة فى يوم الغذاء العالمى بعد مقارنة سعر الوجبة بدخل الفرد فى كل من جنوب السودان والولايات المتحدة موضحا أن وجبة الفاصوليا مع الأرز فى نيويورك تتكلف ستة من عشرة فى المائة من دخل الفرد اليومى بينما يزيد ثمنها إلى ما يعادل 155 مرة دخل الفرد اليومى فى جنوب السودان وكأنه بذلك يدفع 321 دولارا ثمنا للوجبة الواحدة فى بلد مثل كندا مما يؤكد وجود تفاوت صارخ فى تكلفة الطعام بين الدول النامية والمتقدمة. وحذر من أن تزايد انعدام الأمن الغذائى يؤدى إلى نزوح مزيد من السكان فى مناطق الصراع وتعرضهم للموت جوعا ما لم يتم الإسراع بإغاثتهم.

كما توقعت منظمة (أكابس) للأبحاث فى جنيف قبل خمسة شهور أن تتفاقم الأزمات الإنسانية فى إفريقيا خلال هذا العام مع استمرار الحروب الأهلية وبلوغ مناطق تُمزقها الصراعات حافة المجاعة وتصاعد العنف على أساس دينى خاصةً فى الكونغو- كينشاسا وإفريقيا الوسطى ومالى والصومال وإثيوبيا وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا.أما منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فأعربت عن قلقها لتزايد عدد الذين يعانون من سوء التغذية فى إفريقيا من 200 مليون إلى 224 مليونا بين عامى 2015 و2016 ومن تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائى وقالت إنه حتى لو توافر الغذاء سيكون بأسعار تفوق إمكانات السكان ولا يصل إلى الذين هم فى مناطق النزاعات.

بحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع عدد سكان إفريقيا إلى 2.5 مليار نسمة أى أكثر من ضعف عددهم حاليا وأن يمثلوا نحو 40% من سكان العالم وقتها، مما ينذر بتزايد أعداد الجوعى وسوء التغذية والصراع من أجل البقاء إذا استمرت الأحوال على وتيرتها ولم تنجح الحكومات فى كبح الصراعات المسلحة والتركيز على وسائل زيادة انتاج الغذاء والاستغلال الأفضل لموارد المياه والتربة الخصبة غير المستغلة جيداً أو غير المستغلة أصلا وتحسين حالة الطرق التى تتسبب فى تلف 30% من المحاصيل والفواكه والخضراوات قبل وصولها إلى الأسواق فى كثير من الدول الإفريقية. فقد حذرت منظمة الصليب الأحمر الدولى من أن نصف سكان إفريقيا الوسطى يحتاجون إلى مساعدات إنسانية حيث اضطر 20% منهم إلى الفرار من مساكنهم وأصبح كثيرون منهم غير قادرين على الحصول على الغذاء أو المأوى بسبب أحداث العنف الدائرة منذ سنوات.

أما فى جنوب السودان فأوضحت تقديرات المجلس النرويجى للاجئين أن 6 ملايين يواجهون الموت جوعا وسينضم إليهم مليون آخرون بنهاية يوليو المقبل بسبب الحرب الأهلية. وفى نيجيريا يحتاج نحو 8.5 مليون إلى مساعدات إنسانية نتيجة هجمات جماعة بوكو حرام الإرهابية فى الشمال الشرقى مع وجود مشكلة كبيرة هى أن نصف المساعدات لا تصل إلى المحتاجين إما بسبب العنف أو النهب.وفى الكونغو- كينشاسا يواجه نحو 400 ألف طفل خطر الموت جوعا فى إقليم كاساى وحده بعد أن هربوا من العنف الطائفى إلى الأحراش ومات بعضهم فعلا وفقا لمنظمة اليونيسيف التى أعلنت أيضا أن 4 ملايين كونجولى يحتاجون لمساعدات عاجلة. ونظمت الأمم المتحدة مؤتمرا فى جنيف خلال إبريل الماضى لجمع مساعدات لنحو 13 مليون كونجولى من بينهم مليونا طفل يعانون من سوء التغذية وأربعة ملايين ونصف مليون مشرد ولكن للأسف قاطعته الحكومة واصفةً تقديراتها لعدد المحتاجين بالمبالغ فيها.

الفاو واليونيسف وبرنامج الغذاء وجهوا نداءً مشتركا لجمع 600 مليون دولار لمواجهة أزمة الغذاء التى تؤثر على 5 ملايين إنسان فى دول الساحل الإفريقي(بوركينا فاسو ومالى والنيجر وتشاد وموريتانيا) منهم مليونان فى بوركينا فاسو وحدها بسبب الجفاف والصراعات المسلحة. أما فى إثيوبيا فأعلنت الأمم المتحدة قبل عشرة شهور أن 7.8 مليون إثيوبى سينفد مخزون مساعدات الطوارئ الخاصة بهم خلال شهر لكن الحكومة وصفت الرقم بأنه مبالغ فيه وقالت إن المساعدات ستنفد عن 1.7 مليون فقط وكأنه عدد لا يستحق. وفى كينيا تضاعف عدد المحتاجين إلى مساعدات بسبب الجفاف إلى 3 ملايين فى العام الماضى وفقا للصليب الأحمر الدولي.

نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء الجوع بإفريقيا ما وراء الجوع بإفريقيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon