توقيت القاهرة المحلي 02:56:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيارات سيلفا كير الصعبة

  مصر اليوم -

خيارات سيلفا كير الصعبة

بقلم - عطيــة عيســوى

 بعد مصرع نحو 50 ألف إنسان وتشريد ربع الشعب فى الداخل وهروب مليون إلى دول الجوار ونقص حاد فى الغذاء وصل إلى حد اضطرار الجوعى لأكل أوراق الشجر وعمليات اغتصاب وقتل وحرق متبادلة بين أبناء العرقيات والقبائل بهدف الانتقام وتعريض ربع مليون طفل لخطر الموت إذا لم يتلقوا إغاثة عاجلة وحرمان 70% من الأطفال من الذهاب إلى المدارس خلال أربع سنوات من الحرب الأهلية،من المنتظر أن تنعقد غداً جولة مفاوضات جديدة بين ممثلى حكومة جنوب السودان وفصائل المعارضة المسلحة لوضع خارطة طريق تتضمن وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق النار وجدولاً زمنياً معدلاً لتنفيذ اتفاق سلام 2015 الذى قسم السلطة بينها خلال فترة انتقالية كان من المفروض أن تنتهى بإجراء انتخابات عامة ورئاسية هذا العام.

  قبل نحو شهر ونصف وقَّع المتحاربون اتفاقاً لوقف القتال كمرحلة أولى لاتفاق مباحثات الغد المنتظر ينص على أن يوقف المتحاربون إطلاق النار ويبقوا فى مواقعهم وأن يتم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والنساء والأطفال المختطفين لتهيئة الأجواء لاتفاق أشمل وأكثر قابلية للتنفيذ بعد أن رأى مراقبون أن تحديد اتفاق 2015 أغسطس المقبل موعداً لإجراء الانتخابات  أمراً غير واقعي،لكنه لم يصمد سوى ساعات وانتهكه كل من الطرفين بذريعة أن الآخر هو البادئ بانتهاكه أوبحجة الدفاع عن النفس.فالثقة المتبادلة منعدمة ويحتاج إعادة بنائها إلى سنوات من العمل وحُسن التدبير وإخلاص النية والتسليم بحقوق الآخرين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وليس محاولات فرض الهيمنة على القبائل الأخرى حتى ولو من الدينكا أكبر القبائل التى ينتمى إليها الرئيس وغالبية قيادات الجيش.

  ورغم إبداء الحكومة استعدادها لتقديم تنازلات للفصائل المعارضة خلال المباحثات وتوقُّع مسئول كبير بمنظمة (إيقاد) الراعية للمباحثات وصول رياك مشار قائد أكبر تلك الفصائل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للتوقيع على الاتفاق ثم العودة إلى العاصمة جوبا لتنفيذه إلاَّ أنه من غير المستبعد أن يختلف المتصارعون وينهار اتفاق وقف القتال الهش.فسيلفا كير اشترط للتفاوض مع مشار ألاَّ يشارك بنفسه فى الترتيبات المستقبلية وأن يدين العنف صراحةً مع الاكتفاء بمشاركة فصيله فيها،وقال مصدر مطلع إن الحكومة لم تتخلَّ عن مطلبها إبعاد مشار عن العملية السياسية رغم أنه يمثل قبيلة النوير ثانى اكبر القبائل،وهو أمر قد لا يقبله.وربما هذا هو ما جعل المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تصف الحكومة بأنها شريك غير صالح لقيادة جهود السلام وتقول إن بلادها فقدت الثقة فيها وإنه حان الوقت لقبول الواقع القاسى وهو أن قادة جنوب السودان لا يفعلون سوى خيانة شعبهم وتخييب أمله،كما قال الوسيط الدولى فيستوس موجاى أمام مجلس الأمن إنه لا يمكننا أن نقف مكتوفى الأيدى وقادة جنوب السودان يوقِّعون اتفاقاً فى يوم ويسمحون بانتهاكه فى اليوم التالى بلا عقاب.أما الترويكا الغربية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج فأعلنت بكل وضوح أن سبب الأزمة هو القادة السياسيون وصراعهم على السلطة وطالبت الحكومة بالكف عن محاولاتها لتحقيق نصر عسكرى وبأن تفى بوعودها إنهاء العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية وكذلك المعارضة المسلحة بإنهاء جميع أنشطتها العسكرية ورفع القيود التى تحول دون وصول المساعدات لمتضررى الحرب وأن يتفاوض الجميع بنية حسنة لتعديل اتفاقية 2015 خاصةً ما يتعلق بتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية.

  هذا الوضع المعقد دفع سيريل رامافوزا نائب رئيس جنوب إفريقيا التى زارها سيلفا كير مؤخراً ويقيم فيها رياك مشار شبه محتجز منذ 2016 إلى إبلاغه-وفقاً لمصادر مطلعة- بأن رؤية المجتمع الدولى لحل الأزمة تقوم على خيارين:إحياء مبادرة السلام بإشراكه ومشار فى الحكم أواستبعادهما معاً وتسليم إدارة الدولة إلى حكومة غير حزبية تحت إشراف دولى مع منح الرئيس حق اختيار دولة يعيش فيها وعروضاً مالية مجزية مثلما حدث مع روبرت موجابى رئيس زيمبابوى الذى تنحى عن السلطة مجبَراً فى نوفمبر الماضي.لكن المصادر لم تكشف عن رد فعل كير المعروف عنه العناد والتصلب فى مواقفه مما يجعل تفاؤلى بالمباحثات أكثر حذراً،وإن كان ما تردد عن أن مجلس أعيان قبائل الدينكا رشح قيادياً بارزاً لخلافته وعرض عليه التنحى مع التعهد بإبعاد مشار عن المشهد السياسى يصب فى الاتجاه الذى خيَّره بين إشراك مشار فى السلطة أو استبعادهما معاً.ويهدف موقف مجلس الدينكا - إذا صح - إلى حماية قبائلهم من هجمات انتقامية من المعارضة المسلحة من أبناء القبائل الأخري،بل ومن داخل الدينكا نفسها حيث حشد رئيس الأركان المقال بول مالونق أتباعه فى ولاية بحر الغزال استعداداً لحرب مع القوات الحكومية إذا لم يُلَبِ الرئيس المطلوب منه.

  يبقى ما كشفت عنه مصادر إفريقية من أن سيلفا كير طلب دعم بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل لمساعدته على البقاء فى الحكم خلال حضورهما حفل تنصيب أوهورو كينياتا رئيس كينيا لفترة ثانية الأمر الذى قد يعقِّد الأزمة أكثر ويشجع كير على عدم المرونة فتطول معاناة المدنيين.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات سيلفا كير الصعبة خيارات سيلفا كير الصعبة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon