توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيارات سيلفا كير الصعبة

  مصر اليوم -

خيارات سيلفا كير الصعبة

بقلم - عطيــة عيســوى

 بعد مصرع نحو 50 ألف إنسان وتشريد ربع الشعب فى الداخل وهروب مليون إلى دول الجوار ونقص حاد فى الغذاء وصل إلى حد اضطرار الجوعى لأكل أوراق الشجر وعمليات اغتصاب وقتل وحرق متبادلة بين أبناء العرقيات والقبائل بهدف الانتقام وتعريض ربع مليون طفل لخطر الموت إذا لم يتلقوا إغاثة عاجلة وحرمان 70% من الأطفال من الذهاب إلى المدارس خلال أربع سنوات من الحرب الأهلية،من المنتظر أن تنعقد غداً جولة مفاوضات جديدة بين ممثلى حكومة جنوب السودان وفصائل المعارضة المسلحة لوضع خارطة طريق تتضمن وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق النار وجدولاً زمنياً معدلاً لتنفيذ اتفاق سلام 2015 الذى قسم السلطة بينها خلال فترة انتقالية كان من المفروض أن تنتهى بإجراء انتخابات عامة ورئاسية هذا العام.

  قبل نحو شهر ونصف وقَّع المتحاربون اتفاقاً لوقف القتال كمرحلة أولى لاتفاق مباحثات الغد المنتظر ينص على أن يوقف المتحاربون إطلاق النار ويبقوا فى مواقعهم وأن يتم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والنساء والأطفال المختطفين لتهيئة الأجواء لاتفاق أشمل وأكثر قابلية للتنفيذ بعد أن رأى مراقبون أن تحديد اتفاق 2015 أغسطس المقبل موعداً لإجراء الانتخابات  أمراً غير واقعي،لكنه لم يصمد سوى ساعات وانتهكه كل من الطرفين بذريعة أن الآخر هو البادئ بانتهاكه أوبحجة الدفاع عن النفس.فالثقة المتبادلة منعدمة ويحتاج إعادة بنائها إلى سنوات من العمل وحُسن التدبير وإخلاص النية والتسليم بحقوق الآخرين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية وليس محاولات فرض الهيمنة على القبائل الأخرى حتى ولو من الدينكا أكبر القبائل التى ينتمى إليها الرئيس وغالبية قيادات الجيش.

  ورغم إبداء الحكومة استعدادها لتقديم تنازلات للفصائل المعارضة خلال المباحثات وتوقُّع مسئول كبير بمنظمة (إيقاد) الراعية للمباحثات وصول رياك مشار قائد أكبر تلك الفصائل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للتوقيع على الاتفاق ثم العودة إلى العاصمة جوبا لتنفيذه إلاَّ أنه من غير المستبعد أن يختلف المتصارعون وينهار اتفاق وقف القتال الهش.فسيلفا كير اشترط للتفاوض مع مشار ألاَّ يشارك بنفسه فى الترتيبات المستقبلية وأن يدين العنف صراحةً مع الاكتفاء بمشاركة فصيله فيها،وقال مصدر مطلع إن الحكومة لم تتخلَّ عن مطلبها إبعاد مشار عن العملية السياسية رغم أنه يمثل قبيلة النوير ثانى اكبر القبائل،وهو أمر قد لا يقبله.وربما هذا هو ما جعل المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تصف الحكومة بأنها شريك غير صالح لقيادة جهود السلام وتقول إن بلادها فقدت الثقة فيها وإنه حان الوقت لقبول الواقع القاسى وهو أن قادة جنوب السودان لا يفعلون سوى خيانة شعبهم وتخييب أمله،كما قال الوسيط الدولى فيستوس موجاى أمام مجلس الأمن إنه لا يمكننا أن نقف مكتوفى الأيدى وقادة جنوب السودان يوقِّعون اتفاقاً فى يوم ويسمحون بانتهاكه فى اليوم التالى بلا عقاب.أما الترويكا الغربية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج فأعلنت بكل وضوح أن سبب الأزمة هو القادة السياسيون وصراعهم على السلطة وطالبت الحكومة بالكف عن محاولاتها لتحقيق نصر عسكرى وبأن تفى بوعودها إنهاء العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية وكذلك المعارضة المسلحة بإنهاء جميع أنشطتها العسكرية ورفع القيود التى تحول دون وصول المساعدات لمتضررى الحرب وأن يتفاوض الجميع بنية حسنة لتعديل اتفاقية 2015 خاصةً ما يتعلق بتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية.

  هذا الوضع المعقد دفع سيريل رامافوزا نائب رئيس جنوب إفريقيا التى زارها سيلفا كير مؤخراً ويقيم فيها رياك مشار شبه محتجز منذ 2016 إلى إبلاغه-وفقاً لمصادر مطلعة- بأن رؤية المجتمع الدولى لحل الأزمة تقوم على خيارين:إحياء مبادرة السلام بإشراكه ومشار فى الحكم أواستبعادهما معاً وتسليم إدارة الدولة إلى حكومة غير حزبية تحت إشراف دولى مع منح الرئيس حق اختيار دولة يعيش فيها وعروضاً مالية مجزية مثلما حدث مع روبرت موجابى رئيس زيمبابوى الذى تنحى عن السلطة مجبَراً فى نوفمبر الماضي.لكن المصادر لم تكشف عن رد فعل كير المعروف عنه العناد والتصلب فى مواقفه مما يجعل تفاؤلى بالمباحثات أكثر حذراً،وإن كان ما تردد عن أن مجلس أعيان قبائل الدينكا رشح قيادياً بارزاً لخلافته وعرض عليه التنحى مع التعهد بإبعاد مشار عن المشهد السياسى يصب فى الاتجاه الذى خيَّره بين إشراك مشار فى السلطة أو استبعادهما معاً.ويهدف موقف مجلس الدينكا - إذا صح - إلى حماية قبائلهم من هجمات انتقامية من المعارضة المسلحة من أبناء القبائل الأخري،بل ومن داخل الدينكا نفسها حيث حشد رئيس الأركان المقال بول مالونق أتباعه فى ولاية بحر الغزال استعداداً لحرب مع القوات الحكومية إذا لم يُلَبِ الرئيس المطلوب منه.

  يبقى ما كشفت عنه مصادر إفريقية من أن سيلفا كير طلب دعم بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل لمساعدته على البقاء فى الحكم خلال حضورهما حفل تنصيب أوهورو كينياتا رئيس كينيا لفترة ثانية الأمر الذى قد يعقِّد الأزمة أكثر ويشجع كير على عدم المرونة فتطول معاناة المدنيين.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات سيلفا كير الصعبة خيارات سيلفا كير الصعبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon