توقيت القاهرة المحلي 02:23:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتصار عزيز المنال

  مصر اليوم -

انتصار عزيز المنال

بقلم - عطيــة عيســوى

 تحت شعار برَّاق تهفو إليه قلوب الأفارقة البسطاء ولا تنخدع به هو (الانتصار في مكافحة الفساد نهج مستدام للتحول في إفريقيا) تنعقد القمة الإفريقية الثلاثون في أديس أبابا اليوم.فرغم حيوية الموضوع للتخفيف من وطأة الأزمات الاقتصادية والمعيشية لنحو 1200 مليون إفريقي إلاَّ أن ما سيتخذه القادة من قرارات سيكون مصيرها علي الأرجح فوق الأرفف يعلوها التراب كمصير قرارات القمم السابقة إما لعجز الحكومات عن تنفيذها بسبب ضعف الأجهزة القانونية والتنفيذية وتفشي الفساد داخلها هي نفسها أو لعدم توافر الإرادة السياسية لدي القادة وانغراس بعضهم في وحله.

فقد أكدت تقارير البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الشفافية الدولية أن إفريقيا مازالت أكثر مناطق العالم فساداً وأنها فشلت في حل مشكلته.وكشف تقرير لمنظمات مجتمع مدني إفريقية وبريطانية عن أنه يخرج منها سنوياً 35 مليار دولار ينهبها مسئولون في صفقات فاسدة، وقدَّر تقرير لبنك التنمية الإفريقي أنها فقدت 1300 مليار دولار بين عامي 1970و 2008 كأموال مهربة.

ولا تقتصر أضرار الفساد علي ما يتم نهبه من قوت الفقراء والجوعي والمرضي والعاجزين من بسطاء الأفارقة، فهو يعوق أيضاً قدوم الاستثمارات الأجنبية الحيوية جداً لمشروعات البنية التحتية اللازمة للنهوض بالاقتصادات الوطنية المتخلفة حيث ذكر تقرير لمنظمة مكافحة الفقر أنه يعرقل الاستثمار الخاص ويقلل معدل النمو الاقتصادي ويزيد تكلفة تنفيذ المشروعات ويحرم الحكومات من موارد ضرورية للإنفاق علي الرعاية الصحية والأمن الغذائي والبنية الأساسية ويمكن أن يؤدي إلي اضطرابات سياسية.بينما تنخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 20% في الدول التي يقل فيها ولو تم استثمار الأموال الفاقدة بسببه في التنمية لزاد الدخل القومي للدول بنسبة 400%.

فإفريقيا - وفقاً لتقارير منظمات متخصصة-لا تحصل من الاستثمارات العالمية سوي علي 1٫2% مقابل 18٫9% لدول جنوب شرق آسيا و28% للدول النامية بوجه عام.

ويقدِّر البنك الدولي احتياجات الدول الإفريقية للاستثمار في البنية التحتية وحدها بنحو 98 مليار دولار سنوياً لا تستطيع توفير سوي 43 ملياراً منها، ويُعدُّ الفساد والاضطرابات من أبرز الأسباب الطاردة للاستثمارات.كما أوضحت إحصائية صدرت عام 2004 أن للقارة السمراء نحو 200 مليار دولار استثمارات بالخارج عجزت الحكومات عن استعادة ولو جزء منها بسبب غياب الديمقراطية وتفشي الفساد في وقتِ كشف فيه موقع جيمني الأمريكي لقياس مستوي الرفاه أن عدد الأثرياء الأفارقة ارتفع إلي 150 ألفاً بثروات تُقدَّر بنحو 1400 مليار دولار.ولولا إساءة استغلال النفوذ وضعف سلطة القانون لما أثروا هذا الثراء الفاحش بمن فيهم قضاة ورجال دولة كبار وتشرطة وجيش.

- - - إذا أسفرت المباحثات المصرية- الإثيوبية-السودانية التي جرت علي هامش القمة عن انفراج في مباحثات سد النهضة وأُزيلت العقبات من طريق إتمام الدراستين اللتين ستحددان ما إذا كانت للسد أضرار اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية علي مصر والسودان ,وتم الالتزام بنتائجهما فهذا هو المطلوب وسيكون الاقتراح المصري بإشراك البنك الدولي كطرف محايد وحَكَم في مباحثات اللجنة الثلاثية قد أدي الغرض منه بإخراج المفاوضات من الطريق المسدود بالرغم من رفضه من الحكومة الإثيوبية.فهذا الرفض كان متوقعاً لأن موافقتها كانت ستلزمها بقبول ما يراه خبراء البنك لتنفيذ قواعده وبنود القانون الدولي المنظمة لاستغلال مياه الأنهار التي تشترك فيها أكثر من دولة كما هي الحال مع نهر النيل لمنع الإضرار بحقوق ومصالح أي منها.

ومع أن هناك مغالطة في قول رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين إن طلب الدعم المهني شيء ونقله إلي مؤسسة أخري شيء آخر ترفضه بلاده ,حيث إن مصر لم تطلب نقل المحادثات خارج اللجنة الفنية الثلاثية وإنما إشراك البنك الدولي فيها وهو ما يمكن وصفه بأنه دعم فني، إلاَّ أنه يجب عدم الوقوف طويلاً أمام مقترح إشراكه لأن رفضه ليس نهاية العالم ويتعين البحث عن بدائل.

ولعل التصور الذي أشار إليه الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمشاركة ديسالين بالقاهرة قبل أيام- قائلاً إنه اتفق معه علي دراسته لكنه رفض الكشف عنه في وقتها- يصبح كافياً لإقناع أديس أبابا والخرطوم بالعمل علي إخراج المفاوضات من النفق المظلم خاصةً بعد أن جرت التهدئة وتوقفت حرب التصريحات والاتهامات الإعلامية المتبادلة وأصبحت الأجواء أفضل للبحث بجدية وسرعة عن حل يحقق مصالح الشعوب الثلاثة.ولو توافرت النية الحسنة في أثناء التفاوض لأزالت عقبات كثيرة وسرَّعت بتحقيق التوافق المنشود.

وهنا أُذكِّر القادة الإثيوبيين بما قاله ديسالين في القاهرة: (واثق من أننا سنحل تلك المشكلات قريباً إذا عملنا بتلك الروح الطيبة بيننا) وبما قاله تاي سيلاسي السفير الإثيوبي بالقاهرة: ( المزارعون الإثيوبيون يحلمون بتناول وجبة العشاء في الضوء لأنهم محرومون من الكهرباء ولدينا مياه أكثر من كافية للري لأن التربة الصالحة للزراعة نادرة.. هُم فقط بحاجة إلي الكهرباء ) .فقد سلَّمنا بحق الشعب الإثيوبي في توليد الكهرباء اللازمة للتنمية عن طريق سد النهضة ويبقي أن يسلِّموا هم بحق الشعب المصري في مياه النيل مصدره الوحيد من المياه العذبة.

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتصار عزيز المنال انتصار عزيز المنال



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon