توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست كذبة أبريل

  مصر اليوم -

ليست كذبة أبريل

بقلم : عطيــة عيســوى

 500 دجاجة وجرار زراعي وثلاث سيارات دفع رباعي وبندقية وأسهُم في شركة الاتصالات الرئيسية وقُبلات وداع لا حصر لها انهالت عليه خلال جولته في أنحاء البلاد لتوديع مواطنيه بعد أن قرر التخلي عن السلطة قبل حلول الموعد بسنة ونصف السنة رغم توسلاتهم ليبقي ورغم قيام رؤساء دول مثل الجابون وأوغندا وبوروندي وتشاد بتعديل الدساتير للبقاء في مقاعدهم.إنه سيريتسي إيان خاما رئيس بُتسوانا الذي ترك الحكم لنائبه ولم يفكر في تحويل بلاده إلي ضيعة خاصة للعائلة كما فعل آخرون فبقيت الدولة الصغيرة ذات المليونين وربع المليون نسمة منارةً كبيرة للديمقراطية في إفريقيا ومثلاً يُحتذي للحكم الرشيد الذي تفتقده معظم دولها وأقلَّها فساد وفقا لمنظمة الشفافية الدولية ومن أنجحها في التحول من الفقر إلي دولة متوسطة الدخل.

  في اليوم نفسه(أول أبريل)أجرت حكومة تشاد تعديلات علي الدستور لتمكين الرئيس إدريس ديبي من البقاء في الحكم حتي عام 2033 بناءً علي توصيات مؤتمر شارك فيه 800 سياسي ورجل أعمال وشيخ قبيلة وقاطعته أحزاب المعارضة ما وصفه بعض قادتها بمنحه سلطة بلا منازع ليحكم كيفما يشاء.تنص التعديلات علي تمديد فترة الرئاسة من خمس إلي ست سنوات قابلة للتجديد بلا حد أقصي،وبما أن العمل بالدستور المعدل سيبدأ عام 2021 وتسمح التعديلات له بالترشح لدورتين جديدتين سيكون بذلك قد قضّي 44 سنة في السلطة التي استولي عليها بانقلاب عسكري عام 1990.وقال الزعيم المعارض صالح كيزابو الذي نافسه في انتخابات 2016 إن التعديلات أعفت ديبي من المثول أمام البرلمان في الوقت الذى وصفتها وكالة الأنباء الفرنسية بأنها بعيدة جداً عن هموم الغالبية الفقيرة(14 مليوناً).

  قبل ذلك في يناير عدَّلت حكومة الجابون الدستور ليبقي الرئيس عمر بونجو في الحكم إلي ما لا نهاية مع منحه حصانة ضد الملاحقة القضائية خلال وجوده في الحكم وبعد خروجه منه فيما وصفته المعارضة بتحويل البلد إلي ضيعة خاصة.ولم يكتف بونجو باعتلائه السلطة خلفاً لوالده الذي حكم البلاد لمدة 42 سنة حتي وفاته عام 2009 فعدَّل الدستور الذي كان يسمح بفترتين رئاسيتين فقط مدة كل منهما سبع سنوات.

  أما في أوغندا فقد اعتمد الرئيس يوري موسيفيني القابض علي السلطة منذ 1986 قانوناً أثار جدلاً واحتجاجات في الشوارع واشتباكات دموية بين المؤيدين والمعارضين من أعضاء البرلمان يُلغي تحديد سن الترشح للرئاسة  بما لا يتجاوز 75 سنة، الأمر الذي وصفته المعارضة بأنه خطوة لإفساح الطريق له للترشح لفترة ثالثة لأنه بحلول موعد الانتخابات سنة 2021 سيكون عمره قد بلغ 76 عاماً.وكان الدستور قبل التعديل يحظر الترشح للرئاسة لمَن سِنُّه أقل من 35 عاماً أو تجاوز الخامسة والسبعين.

  وغير بعيد عن أوغندا أطلق رئيس بوروندي بيير نكورينزيزا حملة استفتاء لتمديد بقائه في السلطة حتي عام 2034 بتعديل الدستور بما يسمح له بالترشح لفترتين جديدتين مدة كل منهما سبع سنوات بعد انتهاء فترته الحالية سنة 2020 وهدد مَن يعارض بالقول أو بالفعل من عاقبة تجاوز الخط الأحمر.ووصفت قيادات المعارضة الاستفتاء بأنه تشِييع لجنازة اتفاقية السلام الموقعة عام 2000 والتي أنهت حرباً أهلية استمرت 13 عاماً راح ضحيتها 300 ألف إنسان.لم يَقنع بفترته الثالثة الحالية التي رشح نفسه لها بعد انتهاء مدته الثانية عام 2015 رغم معارضة الداخل والخارج خوفاً من أن تشعل الحرب الأهلية من جديد فأوقفت الجهات المانحة تمويل الانتخابات واضطُرت الحكومة لخصم مبالغ من رواتب الموظفين لتوفير تكاليفها.

وفي الكاميرون التي يحكمها الرئيس بول بيا البالغ من العمر 85 عاماً بيدِ من حديد ويتهمه معارضوه في الخارج بأنه لا يطيق رأيا مخالفا ولا يلتقي الوزراء غالباً إلاَّ بالمطار عند سفره لقضاء العطلات،فوجئ المتابعون لسير الأمور بأنه دعا حكومته للإجتماع الشهر الماضي للمرة الأولي منذ عام 2015 فيما يبدو لبحث التمرد المتصاعد في المنطقتين الناطق سكانهما بالإنجليزية في غرب البلاد.وأعلنت إحدي المنظمات الرقابية في فبراير الماضي أن بيا قضي أربع سنوات ونصف السنة خارج البلاد منذ توليه السلطة منذ 1982.

  ومع ذلك ليست الصورة مظلمة تماماً بالقارة السمراء، فبالإضافة لنموذج بتسوانا المشرِّف جرت انتخابات ديمقراطية بالمفهوم الإفريقي في عدد من دولها تم بمقتضاها تداول السلطة سلمياً بل وهزيمة مرشحين موجودين بالحكم كان بإمكانهم تسخير أجهزة الدولة لتزوير النتائج والبقاء في مناصبهم.أحدث تلك الديمقراطيات سيراليون التي هزم فيها مرشح المعارضة جوليوس مادا بيو مرشح الحكومة سامورا كامارا في جولة الإعادة بعد منافسة شرسة، وقبل ذلك انهزم عبده ضيوف وعبدالله واد في السنغال وروبياه باندا في زامبيا وجون مهاما في غانا وليونيل زينسو في بنين وجودلاك جوناثان في نيجيريا، وسلَّم السلطة طواعيةً يواكيم شيسانو في موزمبيق وفيستوس موجاي في بتسوانا وبيدرو فيرونا بيريس في جزر الرأس الأخضر وهيفيكدبوني بوهامبا في ناميبيا، وزهد فيها وتركها بعد سنة واحدة الفريق السوداني سوار الذهب والعقيد الموريتاني ولد فال.

نقلا عن الآهرام  القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست كذبة أبريل ليست كذبة أبريل



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon