توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرتع للإرهابيين

  مصر اليوم -

مرتع للإرهابيين

بقلم : عطيــة عيســوى

رغم انقضاء أكثر من خمس سنوات على الحملة العسكرية التى قادتها فرنسا لتخليص شمال مالى من براثن الجماعات المتطرفة التى أعلنت إقامة إمارة إسلامية على أرضه لم تتخلص منطقة الساحل الإفريقى من المتطرفين والإرهابيين، بل إنهم عززوا وجودهم وحسَّنوا أداءهم والتنسيق فيما بينهم وحوَّلوها إلى ما وصفه مراقبون بمرتع لكل أنواع التنظيمات الإرهابية وشنوا هجمات دموية جريئة ليس فقط على مواقع لقوات الجيش فى دول مثل مالى وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وإنما أيضا على قوات حفظ السلام الدولية والقوات الفرنسية والأمريكية التى تم نشرها للقضاء عليهم، وكان أحدثها على مقر قيادة القوة المشتركة التى شكلتها دول الساحل الخمس بدعم فرنسى ودولى لمكافحتهم وألحقوا به دمارا بالغا. ولم يستبعد المراقبون حدوث تنسيق بين  تنظيمى داعش والقاعدة فى المنطقة قائلين إن داعش نقل مقر تمركزه إلى الساحل والصحراء وانضم كثيرون من أتباعه فى العراق وسوريا وليبيا إلى تنظيم (المرابطون) بقيادة الإرهابى مختار بلمختار الموالى للقاعدة.

  الجماعات الإرهابية،ومنها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التى أعلنت مسئوليتها عن الهجوم على قيادة القوة المشتركة للمرة الأولى وعن الهجوم الذى أعقبه بيوم واحد على دورية للقوات الفرنسية فى مالى واعتبرتهما رسالة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قبل ساعات من اجتماعه برؤساء دول الساحل، بأنها مازالت تسيطر على مناطق بكاملها تخشى قوات الأمن والجيش دخولها.وقبل ذلك فى إبريل شن مسلحون يستقلون عربات مفخخة ويرتدون زى جنود الأمم المتحدة هجوما غير مسبوق على معسكرين لقوات حفظ السلام الدولية المقدر عددها بنحو 12500 جندى وللقوات الفرنسية المسماه (برخان) فى مالى استمر نحو أربع ساعات مما يؤكد قوتهم وضعف أوعدم كفاية عدد القوات التى تحاربهم.وفى مارس شن إرهابيون هجومين دمويين على مقر القوات المسلحة فى واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو وعلى السفارة الفرنسية هناك وقتلوا 28 وأصابوا نحو ثمانين،وقبل ذلك بستة أشهر أعلن داعش الصحراء الكبرى أنه قتل أربعة جنود أمريكيين فى كمين بالنيجر.

القوة المشتركة لدول الساحل  تتعثر فى مهمتها ولم تنفذ سوى عمليتين منذ تشكيلها فى أكتوبر الماضى بسبب ضعف تسليحها وتدريبها وقلة عدد أفرادها وتمويلها حيث لم تف بعض الدول التى تعهدت، فى قمة بروكسل بالمساهمة فى التمويل بكل تعهداتها مما دفع سفير النيجر بالأمم المتحدة لمناشدتها للإسراع بذلك واصفا الوضع الأمنى فى الساحل بأنه فى تدهور مستمر يستدعى تمكين القوة من مباشرة مهامها بسرعة. فى مقابل ذلك قال مراقبون إن المتطرفين فى منطقة الصحراء الكبرى أظهروا تحسنا كبيرا فى مستوى العمليات ونوعيتها بعد توثيق علاقتهم بداعش خاصةً جماعة أبو وليد الصحراوى (تنظيم داعش فى الصحراء الكبري). وأكد خبراء للأمم المتحدة فى مارس الماضى أن فرعى القاعدة وداعش فى مالى أعلنا أنهما يقاتلان معا القوة الجديدة لدول الساحل وأن مالى وجيرانها يواجهون تهديدات إرهابية متصاعدة وبصفة خاصة فى منطقة الحدود بين مالى والنيجر وبوركينا فاسو. وسبق أن حذر مسئولون ليبيون من أن داعش يحاول تشكيل جيش فى جنوب ليبيا ويقوم بحركة تجنيد نشطة لمقاتلين من دول الجوار.

وفى مارس أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن مواجهة داعش وغيره فى إفريقيا تحتاج إلى مضاعفة القوات الأمريكية هناك ثلاث أو أربع مرات وسط توقعات بأن ينقل المتطرفون معاركهم من العراق وسوريا إلى شمال وغرب إفريقيا، وأعلن قائد القوات الأمريكية فى إفريقيا (أفريكوم) أن للولايات المتحدة سبعة آلاف جندى يعملون بالقارة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالإضافة إلى ألف متعاقد مدنى وأن نصفهم موجودون فى الصومال وجيبوتى وكينيا.أما ناصر بوريطه وزير خارجية المغرب فأعلن فى مؤتمر دولى الشهر الماضى أن أكثر من عشرة آلاف إرهابى ينتمون لداعش والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى يوجدون فى إفريقيا باعتبارها من أكثر المناطق المستهدفة حيث يستغل الإرهابيون نقاط ضعفها. كما قال ممثل الأمم المتحدة فى غرب إفريقيا فى مايو الماضى إن القضاء على جماعة بوكوحرام فى نيجيريا تماما سيستغرق سنوات رغم هزائمها الأخيرة حيث أثبتت قدرتها على المقاومة وأصبحت جزءا من شبكة الإرهاب الدولية.

ويبدو أن الأمر يحتاج إلى تعاون أكثر فعالية بين الدول الكبرى والدول الإفريقية المستهدفة على غرار ما حدث فى سوريا والعراق لمواجهة هذا الكابوس قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة وينجح الإرهابيون فى إسقاط حكومات وإقامة إمارات فيحتاج انتزاع الأرض منهم إلى سنوات.وفيما يخص مصر، فبالإضافة إلى حملتها الناجحة على أوكار الإرهاب واستشعارا منها لأهمية التعاون فى مواجهة هذا الكابوس، فإنها انتهت من تأسيس المركز الإقليمى لمكافحة الإرهاب فى دول الساحل والصحراء بأحدث التكنولوجيا وتستعد لاستضافة قمة لدول المجموعة لهذا الغرض،ويبقى أن يتفاعل الجميع مع جهودها بالقدر المطلوب لتحقيق نتائج حاسمة ضد الجماعات الإرهابية التى امتد نفوذها إلى موزمبيق فى جنوب شرق القارة، فمنذ أكتوبر 2017 عاش المواطنون فى إقليم كابو ديلجادو الشمالى فى رعب بسبب تكرار قيام إرهابيين بقطع رءوس عشرات المزارعين وأحراق مئات البيوت،وقيل إن بعضهم قدموا من الصومال وكينيا وتنزانيا أو تدربوا على السلاح فيها

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرتع للإرهابيين مرتع للإرهابيين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon