توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاختبار الأول

  مصر اليوم -

الاختبار الأول

بقلم : عطيــة عيســوى

الأجواء المفعمة بالود والنتائج الباعثة على التفاؤل لمحادثات رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد آبى أحمد مع الرئيس السيسى بالقاهرة الأسبوع الماضى ستمر غدا بأول اختبار لها عندما يجتمع وزراء الخارجية والرى وقادة أجهزة المخابرات فى مصر وإثيوبيا والسودان لتذليل العقبات التى مازالت تعترض التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبى.فقد أقسم الزعيم الإثيوبى بالله مرتين فى المؤتمر الصحفى المشترك بأن إثيوبيا لن تلحق ضررا بمصر وزاد على ذلك بأنه سيعمل مع الرئيس السيسى على زيادة حصة مصر من مياه النيل.

   فبعد هذا القسَم المغلَّظ هل ستقبل إثيوبيا إدراج اتفاقية 1959 التى تقسِّم المياه بين مصر والسودان ضمن الأسس التى بناءً عليها سيجرى المكتب الاستشارى الفرنسى الدراستين اللتين ستحددان ما إذا كانت للسد أضرار اقتصادية أواجتماعية أوبيئية على شعبى مصر والسودان؟.فإدراج الاتفاقية سيعنى اعتراف إثيوبيا بها بشكل غير مباشر ويلزمها بألاَّ يؤدى تشغيل السد إلى نقص حصة مصر التى تبلغ 55٫5 مليار م3 سنويا إلاّ بقدر يمكن تحمله ولفترة محددة يتم خلالها ملء بحيرته.وهل ستوافق على طلب مصر مد فترة ملء البحيرة لتتراوح بين سبع وعشر سنوات لتقليل كمية المياه المحتجزة سنويا إلى أقل قدر ممكن؟.فالنيل الأزرق الذى يُقام عليه السد هو الشريان الرئيسى لمياه النيل يزوده بنحو 85% من مياهه «أكثر من 60 مليار م3» وبما أن سعة البحيرة 74 مليار م3 فإن ملئها على ثلاث سنوات كما اقترحت إثيوبيا يعنى حجز نحو 20 مليار م3 سنويا من حصتى مصر والسودان البالغتين 74 مليار م3 وهو إجراء يؤدى إلى تبوير ملايين الأفدنة الزراعية وأزمة فى المياه اللازمة للنشاط الصناعى والشرب، أما لو تم الملء على عشر سنوات فسينخفض حجم المياه المقتطعة إلى نحو 7٫4 مليار م3 وهو قدر يمكن احتماله مؤقتا.وهل ستقبل طلب مصر التنسيق المشترك فى تشغيل السد بالتوافق مع تشغيل السد العالى وسدود السودان حتى لا تتوقف عن العمل أوتنخفض كفاءتها وخاصةً فى انتاج الكهرباء؟،فهذا التنسيق سيفيد خلال مواسم إيرادات المياه المنخفضة ويقتضى وقف عملية التخزين فى بحيرة السد أو تقليل معدَّلِه مما يحافظ على تدفق كميات المياه اللازمة لاستمرار تشغيل السدود الأخرى.

رئيس الوزراء الإثيوبى قال:ليس لدينا رغبة فى إلحاق الضرر بشعب مصر ولا يجب فعل ذلك..اتفقت مع الرئيس السيسى على أن نكون عونا لبعضنا البعض..نعرف معنى الأخوَّة وحسن الجوار ونخاف الله، نريد أن ننسى الماضى ونبدأ مرحلة جديدة من المودة والحب والتعاون واحترام الآخرين..الخلافات لن تفيد ولا بد أن نترابط من خلال تحقيق التنمية عبر الموارد المشتركة مثل نهر النيل ومد السكك الحديدية بين البلدين.كما جدَّد مع الرئيس السيسى العزم على التوصل لاتفاق نهائى بخصوص سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية ويسهم فى تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبى، لكنه لم ينطق بلفظ حصة مصر الواردة فى اتفاقية 1959 التى ترفضها إثيوبيا منذ توقيعها مع السودان ولم يتطرق بالحديث عن أىِ من بنود الخلافات التى أعاقت التوصل لاتفاق تاركا إياها لاجتماع اللجنة التساعية غدا، ومن هنا يأتى ترقب نتائج هذا الاجتماع.

الرئيس السيسى لم يترك الدكتور أحمد يعود إلى بلاده دون لفتة ود تعبِّر عن رغبة مصرية فى التصالح والتعاون مع إثيوبيا لمصلحة شعبيهما فأصدر عفوا عن 32 سجينا إثيوبيا محكوما عليهم لعبورهم الحدود بشكل غير مشروع ليعودوا معه على نفس الطائرة الأمر الذى نأمل أن يكون له مردود شعبى وحكومى طيب يساعد فى تغيير الصورة النمطية التى علقت بأذهانهم بأن المصريين لا يريدون لهم الخير ممثلا فى سد النهضة الضرورى لتوفير الطاقة اللازمة لمشروعات التنمية. وكما أقسم الزعيم الإثيوبى بألاَّ يلحق الضرر بمصر أقسم الرئيس السيسى له قائلا:والله والله لن نضر بكم أبدا، منوهًا بأن سياسته تجاه إثيوبيا ستظل تتسم بالحرص الكامل على مصالحها واستقرارها والسعى لتحقيق التقدم لشعبها الشقيق والرغبة فى تعزيز العلاقات بين البلدين باستغلال ما يجمع بينهما من مصالح كبيرة فى إطار مبدأ المنفعة المتبادلة للجميع وعدم الإضرار بمصالح أى طرف. وقال:لقد قطعنا شوطا مهما على طريق إعادة بناء الثقة وتعزيز العلاقات والتعاون الثنائى وسنواصل الجهود المخلصة لتجاوز أى تحديات مشتركة وفى مقدمتها التوصل لاتفاق نهائى بشأن سد النهضة.

  يبقى القول إنه إذا حدث تعاون حقيقى بين البلدين بعد حل الخلاف حول سد النهضة يمكن من خلال الصندوق الثلاثى المشترك الذى تم الاتفاق على إنشائه لتمويل مشروعات التنمية فى مصر وإثيوبيا والسودان إقامة مشروعات لاستقطاب أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار الفاقدة فى الفوالق الجبلية والمستنقعات أو بسبب البخر على الأرض الإثيوبية ليستفيد بها الجميع وبذلك تزيد حصة مصر المائية التى وعد الدكتور أحمد بالعمل مع الرئيس السيسى على تحقيقها.وبعد غد سنرى ما إذا كان الاجتماع الثلاثى بالقاهرة سيسفر عن اتفاق يُمكِّن المكتب الاستشارى من إعداد الدراستين المقررتين بعد طول تأخير أم يتعثر مثل سابقيه.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاختبار الأول الاختبار الأول



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon