توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القصة الكبرى والقصة الصغرى

  مصر اليوم -

القصة الكبرى والقصة الصغرى

بقلم - سمير عطا الله

القصة الكبرى يعرفها جميع العارفين: ألكسندر بوشكين، أمير الشعر الروسي، لا قبل ولا بعد، قُتل في يوم من 1837 في مبارزة من أجل شرف امرأته، مع متأنق فرنسي. سارت في جنازته الرمزية روسيا برمّتها. ومن أجله، لعن أدباؤها فرنسا. ووقف الراثون على المنابر يودعون، ليس الشاعر، بل الشعر الروسي من بعده.

كان بوشكين يومها في السادسة والثلاثين من العمر، وفي عز عطائه. وكان الأكثر تأثراً بموته على يد عاشق تافه جاء من خارج البلاد ليقتل شاعرها مرتين. الشاعر الآخر ميخائيل ليرمنتوف. يومها كتب قصيدة مطولة، منها: «الرأس الشامخ انحنى اجَرا/ فاضت روحه بالآلام من الافتراءات الحقيرة فانفجرت/ قُتِل / وكل نُواحٍ من بعده عقيم/ اشهدوا الآن أن قنديل العبقرية انطفأ/ وإكليل الغار على جبينه يذوي/ كيف استطاع ذلك اللاجئ الانتهازي الوضيع أن يحتقر أرضنا هكذا».

تلك هي القصة الكبرى التي تراها في كتب الأدب والشعر والتاريخ. لكن لها تابع قد نسميه، إذا شئت، القصة الصغرى. ليس على سبيل الإهانة على الإطلاق، لكنها مسؤولية روسيا التي اعتبرت كل شاعر بعد بوشكين، شاعراً بلا مرتبة عالية.

إذن، أخبرنا جنابك أن السيد ميخائيل ليرمنتوف كان الأكثر تأثراً وألماً على مقتل «شاعر الشرف» بتلك الأداة «الخسيسة».

دعنا الآن، نقفز على طريقة أهل السينما، إلى عام 1841. يقولون إن حياة ليرمنتوف تبلبلت منذ لحظة مقتل بوشكين. القصيدة التي كتبها في رثائه «اعتبرها القيصر إهانة له، لأنها تعرضت لموظفي البلاط. ثم من قصد (بعاشقي الفساد وخانقي الحرية والعبقرية والعظمة)؟ أمر القيصر نقولا بالقبض على ميخائيل، الذي كان يومها في الثالثة والعشرين، وأحد فرسان الحرس الإمبراطوري، وأنزل رتبته العسكرية، ثم نفاه إلى بلاد القوقاز.

إذن، نحن في عام 1841 بعد أربع سنين على مصرع بوشكين. يقع ليرمنتوف في عشق امرأة جميلة. يقع في هواها أيضاً غريم له. يتحدى هذا ذاك إلى مبارزة بالسيوف، وليس بالمسدسات. يجري كل شيء على الأصول الفروسية المفروضة. تتقابل الصدور وتتلاحم السيوف. ولو كان الروس في زمن عنترة: 

يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم! 

لم يعفِ غريم ليرمنتوف. وتركه يموت من دون قصيدة كتلك التي كتبها في صاحب القصة الكبرى.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة الكبرى والقصة الصغرى القصة الكبرى والقصة الصغرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon