توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاشق مراكش

  مصر اليوم -

عاشق مراكش

بقلم - سمير عطا الله

أطلقت «دار السويدي للنشر» منذ سنوات مشروعاً أدبياً تاريخياً اجتماعياً ممتعاً، هو البحث والتدقيق في كتابات وآثار الرحالة العرب، مقابل الاهتمام الذي ظهر في السنوات الأخيرة حول الرحالة الأجانب. ولا يعوز هذا القسم من الآداب رجاله وشيوخه من ابن بطوطة؛ إلى المسعودي، إلى الجبرتي... وسواهم. وقد أصدرت الدار أخيراً مفكرةً ترحالية من تلك المفكرات الساحرة بعنوان «من المغرب إلى الحجاز عبر أوروبا 1857: محمد الغيغائي العمري الوريكي»، حققها وقدم لها الدكتور سليمان القرشي.

تختلف الرحلة عن سواها بالتركيز على المقارنة بين أهالي المدن والبلدان التي يمر بها الغيغائي، وبعكس مواطنه ابن بطوطة يتوقف كثيراً عند عادات الناس وطباعهم وأخلاقهم، متأثراً على الأرجح بالأسلوب الخلدوني في معاينة الأماكن والسكان. وتراه عندما يشعر بالحرج في المقارنة بين مدينة وأخرى يسارع إلى الاعتذار بالبحث عن مزيد من الحسنات للطرف المقصود. وسوف يرى المراكشيون أنه منحازٌ إليهم انحيازاً شخصياً واضحاً بين مدن المغرب الكبرى، لذلك، يستدرك سريعاً بالقول: «ومدينة فاس هي قاعدة المغرب، وهي القديمة بالدين والعمل، وقد توفرت فيها شروط السكنى الخمسة... وتفضل فاس على مراكش بكثرة العلم، وإتقان الصنائع، والنقاوة، وكثرة المياه في الأزقة والدور، ووجود بعض الأثاث والحوائج الفاخرة، وصبر نسائها على غياب الرجال، وأهلها كذلك في الصبر على الأهل وكسب المال».

إعجاب الغيغائي بمراكش يبرز على الفور: «وأهل مراكش، يسكن الرجل منهم وحده بداره ولا يراه جيرانه، سواء تعشى بالطيّب أم الرديء، وإن بات طاوياً لم يطلع عليه أحد، ولا يتمنى الخروج من مراكش من وجد الكفاية ودونها... فدل هذا على أنها أفضل من غيرها.

الملوك الأشراف العلويون، صانهم الله وأدام فخرهم، يتزاحمون على سكناها، ولا يفضلون عنها غيرها، ويؤثرونها على فاس ومكناس، ولا يرون مثلها أطيب هواء ولا أريح للأنفاس. ثم في هذه الدولة المباركة لمولانا عبد الرحمان، المحفوفة بالبركات والسعد والأمان، أفاض الله على أهل هذه المدينة من الخيرات الجسام، وأدام لها سرور الأيام الوسام، وفاض المال وكثر بأيدي الناس، ووردت الأثاث والأشياء الفاخرة من كل الأنواع والأجناس، واتصل الهناء، وسمحت الثغور بما وراءها من الأمتعة والسلع من كل مسرور به وكل جسور، وترى الناس كلهم أغنياء بالمماليك والخيل والبغال، المسروجة بالحديد والديباج، والفضة والذهب أخذاً وعطاء، وتساووا في الملبوس والمشروب كأنهم ملوك وأقيال، ولا سيما أشياخ القبائل وأعيان المدائن وكبراء الأجناد وأهل الإقبال، وإذا رأيتهم في الأعياد بهذه الحضرة الحمراء، تقول هؤلاء ملوك أغنياء، وما ذاك إلا من كثرة الأموال وفيضها من بركة ملوك الوقت وسعدها».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاشق مراكش عاشق مراكش



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon