توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السنيور زارا... على ما أعتقد

  مصر اليوم -

السنيور زارا على ما أعتقد

بقلم: سمير عطا الله

كان برتراند راسل فيلسوف الإنسان في القرن العشرين. وقف ضد القسوة في الفاشية، وفي الشيوعية، ضد فرانكو، وضد ستالين، وضد التعصب من أي جهة جاء، لأنه سوف يؤدّي إلى انفجار البشرية. ولم تكن تخيفه الأقليات المتعصبة «لنزعات سخيفة» مثل طائفة «أميش» في أميركا، التي تعتبر استخدام الأزرار في الثياب خطيئة. فمثل هذا التعصب غير مؤذٍ، كذلك الذي مارسته الكنيسة من القرن الرابع إلى القرن السادس عشر.
ويعمي التعصب في وجوهه السطحية عن الأشياء الجوهرية في حياة ومصائر الشعوب. ويعطي راسل مثالاً على ذلك أن البيزنطيين في الأيام الأخيرة للإمبراطورية اعتبروا عدم استخدام الخبز المعجون بالخميرة في القداس أكثر أهمية من الاحتفاظ بالقسطنطينية من أجل المسيحية. وفي الحرب العالمية الأولى اعترض الأسكوتلنديون على زرع البطاطا يوم الأحد، واعتبروا ذلك سبب خسارتهم المعارك.
ويرى راسل أن الدعوات الفاشية واللاغية للآخر ترعرعت في بيئة الفقر والاضطراب والتفكك. هكذا ازدهرت النازية في ألمانيا مع هتلر، وهكذا نجح لينين في بسط الشيوعية، فيما كانت روسيا في أسوأ حالات التدهور الاجتماعي والاقتصادي.
يعيدنا هذا إلى انتصار الرأسمالية على الشيوعية بعد صراع طويل. ماذا كان العنصر الأساسي؟ كان في أن النظام الرأسمالي استطاع أن يصلح نفسه، فيما كانت الشيوعية تتعثر. حقق الغرب الضمان الصحي، والضمان الاجتماعي، والتأمين، والتقاعد، فيما كان كل ذلك مجرد شعارات في دول المنظومة الاشتراكية. عندما كان نيكيتا خروشوف يعد بالخبز المجاني بعد ثلاثين عاماً، كان الأميركي قادراً على شراء سيارته وثلاجته ومنزله بالتقسيط. عندما دمّر الكساد الولايات المتحدة، وراح ألوف المفلسين يرمون بأنفسهم من ناطحات السحاب، لم يَعِد روزفلت، الأميركيين، برمي الشيوعية في «مزبلة التاريخ»، بل وعد كلاً منهم بأن يجد دجاجة في ثلاجته.
الرأسمالية ليست أكثر رأفة بالإنسان، بل أكثر واقعية، وأكثر ديناميكية، وأكثر حرية. لقد فرض ماو تسي تونغ على الصينيين ثوباً موحداً من أجل المساواة بين الفقراء والأغنياء. في حين أن خياطاً إسبانياً عادياً صمم أزياء جميلة للبسطاء بأسعار رخيصة، وأصبح بين أغنى أثرياء العالم. السنيور زارا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السنيور زارا على ما أعتقد السنيور زارا على ما أعتقد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon