توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غياب رجل حر

  مصر اليوم -

غياب رجل حر

بقلم : سمير عطا الله

 ودعت مصر خالد محيي الدين، آخر «الضباط الأحرار» الذي شاركوا في ثورة 23 يوليو. ولا أعتقد أن الرئاسة المصرية نعت أحداً من قبلُ بمثل ما نعت به الرجل. وخارج مصر كنا ننظر إليه كأحد أنقياء العرب، مدنيين أو عسكريين.

تفرق الضباط الأحرار شيئاً فشيئاً وفرداً فرداً، احترق بعضهم حول مركز السلطة أو في الابتعاد عنها. من بقي حاضراً بعد عبد الناصر أطفأه أنور السادات في ضربه «لمراكز القوى». ظل خالد محيي الدين منفرداً مع مبادئه و«أهداف الثورة». وحده وقف مع محمد نجيب عندما تقررت إزالته، ووحده ظل يقول إن الابتعاد عن الديمقراطية سوف يدمر الثورة. وفيما اندفع السياسيون إلى «الانفتاح» والأغنياء الجدد، انصرف خالد محيي الدين إلى توطيد وتأكيد سمعته كمدافع عن الناس وقضاياهم و«مصر الوسطى».

شتّت الأنظمة العربية خصومها بطرق كثيرة. بعضها قصير كالموت الغامض، وبعضها تكريمي كالمنصب الدبلوماسي. وبعضها أكثر تنكيلاً وأقل رحمة كالسجن العربي الشهير.

خالد محيي الدين أرسل إلى الخارج مع إغراءات سويسرا. لكنه عاد ليكون إلى جانب الناس من دون أن يوحي للنظام بأنه يريد لنفسه شيئاً، أو أنه يريد أن ينافس أحداً. وفي مهارة وبراعة وطيبة فائقة، ظل في السياسة وبعيداً عن السياسيين. وتجنب «الأجنحة» و«مراكز القوى» في جميع العهود، لكنه لم يتردد في الإعراب عن موقفه في سبيل مصر.

وأحد أبرز تلك المواقف كان رأيه بالمشير عبد الحكيم عامر، وهو أن الرجل قلْبٌ طيب ويحب الحياة ويطيل السهر ويكره أن يفيق مبكراً، ولذا، ليس مؤهلاً لقيادة القوات المسلحة. وهذا هو الموقف، أو الرأي، الذي عبر عنه عبد الناصر لمحمد حسنين هيكل بعد وقوع الكارثة.

يقول خالد محيي الدين في مذكراته إن عبد الناصر كان يدرك ذلك، لكنه كان يريد في الجيش صديقاً وفياً يثق به ويحميه من أي مؤامرات محتملة.

يأخذ خالد محيي الدين معه إلى التاريخ مسمى «الضباط الأحرار» الذي استخدم في العراق وليبيا واليمن وجميع المراحل العنفية التي رفعت الأعلام على خراطيم الدبابات معلنة وصول العسكر وألويتهم ورؤيتهم للبلاد. ثكنة تطيع الأوامر وتناقش الأحكام بعد تدلي الجثث عن المشانق.

قال نعي الرئاسة إن «مصر ستبقى ممتنة لإسهامات الفقيد الوطنية ومسيرته الخالدة التي ستظل محفورة في ذاكرة العمل السياسي المصري بكل تقدير واحترام من الجميع». رجاء، أضيفوا إليها، العرب أيضاً.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب رجل حر غياب رجل حر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon