توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ببكي وبروح»

  مصر اليوم -

«ببكي وبروح»

بقلم : سمير عطا الله

  كررت يومي الاثنين والثلاثاء الحديث عن الكاتب فارس يواكيم بسبب خلل في الذاكرة. أولاً، الاعتذار. وثانياً الشرح. فقد كنت على عجل، والسرعة من الشيطان، في السير وفي سواه. وتذكرت أنني أرسلت قبل أسبوع شيئاً عن تكريم يواكيم، وخوفاً من التكرار، سألت السكرتيرة أن تدقق. وبعد التدقيق قالت إنني ذكرت الرجل عام 2012 و2014. عندها مضيت في الكتابة عن المكرّم، فإذا بي أقع فيما يحاول الكتّاب تجنبه، لأنه دليل ضعف في الذاكرة وقلّة في المخزون، وازدراء لعقل القارئ الذي لا يطيق بطبعه الملل.

فوجئت بالتكرار وزعلت، وأرجو أن يكون الصديق فارس قد سرَّ مرتين على الأقل. تفرض عليّ الإقامة في بيروت نظاماً اجتماعياً أنا معفى منه في الخارج. فهناك كل يوم دعوة إلى غداء لا تفوَّت. وأحياناً تكون الدعوة إلى أقصى الشمال أو إلى أقصى الجنوب. ومرة دعانا وزير سابق إلى غداء على النبع في قريته، فإذا هي في أقصى الأقصيين. وكانت الجلسة نفسها على النبع تطيل العمر، لكن الطريق منه وإليه، تقصّره بأكثر كثيراً.
لا أستطيع أن أكون في بيروت وأعتذر. ولا أن أكذب وأدّعي أنني مسافر. والحل دائماً هو السفر فعلاً. ومن هناك تشتاق إلى بيروت وإلى جلساتها وتنسى زحمة السير وأنك تمضي جزءاً من عمرك على الطرقات. وكان يقال قديماً إن في السفر فوائد شتى، وذلك قبل ظهور نشرات الأخبار التلفزيونية، وأن تشاهد العالم العربي كل يوم ملقًى على الطرقات ومفترشاً الأرصفة ونائماً إما فوق الحجارة أو تحتها. فعندما تسافر «عين لا تقشع، قلب لا يوجع». وهذه أهم الفوائد الآن.

أن تشيح بوجهك عن صراع الإمبراطوريات المصرَّة على أن تكون هذه الأرض ساحتها. هل ندعو لها بالعثور على ساحة أخرى؟ لا. ما ذنب الآخرين أيضاً. البلوى التي أصيبت بها الإنسانية هنا تكفي عن أزمان كثيرة. ولأزمان طويلة لن يغيب عن نظرها هذا المشهد: ركام حتى نهاية الأرض، وفي وسط هذا البحر من الركام، أمّ يعلوها الغبار، تحاول أن تنادي ابنها تحت الأعمدة المحطمة.

كان ذلك في 21 مارس (آذار)، عيد الأمهات وأول الربيع في هذه البقعة من أرض البشر. وكان أيضاً عيد النوروز عند الأكراد. وقد احتفلوا به في عفرين رافعين نعوشاً مصنوعة من «أغصان الزيتون».
أما أنا فأعتذر عن خطأي المهني، أيضاً مرتين. لكن لا يبدو أنني سأعتذر عن لقاءات الأصدقاء، متذكراً حكاية الرئيس شارل حلو عن العروس التي راحت تبكي وهي تغادر بيت أهلها، فرقّ لها قلب والدها وقال: «بلاش بكاء، لا تروحي». فقالت: «ببكي وبروح».

نقلاً عن الشرق الآوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ببكي وبروح» «ببكي وبروح»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon