توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حروب الاستديوهات

  مصر اليوم -

حروب الاستديوهات

بقلم - سمير عطا الله

يركز إعلام الممانعة في الحملة على السعودية على قول الرئيس الأميركي ووزرائه إن «أمن السعودية مهم لأميركا وإسرائيل» على أساس أن في ذلك تهمة إلى الرياض في أوساط العرب. وإذا أخذنا المسألة على أنها حملة إعلامية لا سابقة لها في التاريخ، فهذا صحيح.
لكن إذا تمهلنا قليلاً وخرجنا من الاستديوهات إلى دور العقل والمصالح، فإن أمن السعودية وسلامتها، قضية تتعلق بأمن العالم بأسره. وأميركا، كما أوروبا، تتعامل مع المسألة على هذا الأساس. في بداية الأزمة السورية قال وزير الخارجية الدكتور وليد المعلم إن ارتداداتها سوف تشمل العالم أجمع. وسخر كثيرون من هذا القول آنذاك. لكنهم حتماً لا يسخرون منه اليوم فيما تحولت الأزمة إلى حرب إقليمية ودولية، وكارثة محلية لا مثيل لها في جميع حروب الشرق الأوسط. لذلك؛ من الأفضل أن يتمهل مسؤولو الاستديوهات قليلاً ويتركوا قضية خاشقجي المحزنة إلى قنواتها القضائية والدبلوماسية والسياسية المسؤولة.
لا أحد يطلب تجاهل الجريمة الكبرى، ولا تمييعها أو تركها للنسيان. لكن تحويلها إلى حرب بين الدول مغامرة لا يمكن لأحد أن يعرف نهايتها، أو حدودها أو ارتداداتها. وهذا ليس في مصلحة أحد. ومن الأفضل للجميع، وخصوصاً لذكرى الصحافي الراحل، أن تعود السياسة من الاستديوهات إلى مقار المسؤولية والفكر والتبصر.
لقد تحولت قضية الراحل إلى مجموعة حروب ومعارك وأهداف. خصوم ترمب في الولايات المتحدة رأوا فيها ساعة معركتهم. وتحالف «الإخوان» العالمي رأى فيها فرصته. وإيران وقطر وجدتا فيها باباً إلى الهجوم على الدولة السعودية بكل ما ومن تمثل. ولم تعد المسألة خافية على أحد.
كان أمام الأمير محمد بن سلمان، خياران: إما أن يجلس في مكتبه في انتظار أن تفلس الحملة من تلقاء ذاتها، وإما أن يتصرف كقائد شجاع تفرض عليه المسؤولية ألا يترك بلده وشعبه عرضة لهذه المتاهة التي لا نهاية لها.
انتقى الخيار الثاني. ووجد في قمة العشرين موقعاً أممياً يطل منه على العالم من جديد. كما وجد في الحكماء والحرصاء العرب، رفقة حسنة يطلعهم من خلالها على موقف الدولة ومشاريعها وخطط المستقبل. وكان هذا هو الحل الأمثل، لإخراج المملكة والعرب والعالم، من دوامة الاستديوهات المتمتعة بدعوة الهواة من الشوارع لكي يعظوا العالم في كيفية السلوك السياسي.
لا شك أن الاستديوهات، القديمة والجديدة، قد انتعشت بعد بوار طويل. لكن التعقّل أعاد إليها الآفة التي أصابتها في الماضي.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب الاستديوهات حروب الاستديوهات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon