توقيت القاهرة المحلي 09:49:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنجدون

  مصر اليوم -

المنجدون

بقلم : سمير عطا الله

 احتفلت «المكتبة الشرقية»، إحدى أعرق دور النشر في لبنان، بمرور 110 سنوات على إصدار «المنجد»، القاموس اللغوي الشهير. ولا تزال «الشرقية» من الدور القليلة جداً في العالم العربي المهتمة باللغة وشؤونها. وقبل أسابيع احتفلت مصر بمرور عام على وفاة اللغوي الباهر فاروق شوشة من دون أن يبين له وريث. وكان شوشة على مدى نصف قرن، قد أقام «جامعة مفتوحة» في إذاعتي القاهرة والبي بي سي العربية، تعلمت منها الأجيال حب اللغة بدل مدارس التعقيد والتنفير. ولعبت البي بي سي، التي كانت تدعى قبلاً «الشرق الأدنى»، دوراً كبيراً في هذا الطريق. وكانت الناس تُطرب لبرنامج «قَول على قول»: للشاعر والعلامة الفلسطيني سعيد الكرمي أكثر مما تطرب لخمسين مغنياً.

كانت اللغة هاجساً، فأصبحت في بعض المناهج عالة تهرَّب منها الطلاب، كما كتب الأستاذ أحمد الصراف في «القبس» نقلاً عن مدرّس فلسطيني خبير. لقد مضى زمن البحث والتجدد من أجل الابتكار من داخل اللغة بدل الانحراف نحو التبسيط والتنجيم. وفي القرن التاسع عشر وأوائل العشرين، توصّل اللغويون اللبنانيون وحدهم إلى إضافة مجموعة كبيرة من المفردات التي لا نعرف أنهم مَن ابتكرها دون المس في الأصول. ومن الكلمات التي وضعها أحمد فارس الشدياق: الجريدة والحافلة والمنطاد والمؤتمر والمطعم والموَصّل البرقي (التلغراف). ووضع الشيخ خليل اليازجي ألفاظاً منها الجواز والردهة والقفاز، ووضع نجيب الحداد الصحافة، والمعلم شاكر شقير المنظرة، والدكتور خليل سعادة: «آداب السلوك»، والدكتور بشارة زلزل: «البطريق للسمين من الطير، وليس فقط لـPenguin الظريف المشية، المتباهي البطن، والمضحك في انتصاب قامته».
ومع بدايات القرن العشرين وضع عبد الله البستاني «الآنسة» و«الداهية»، كما أورد الشاعر واللغوي أمين نخلة، لكنني لست واثقاً من ذلك. فعمرو بن العاص، في زمنه، كان يلقب «داهية العرب». وفي الفترة نفسها، وضع الدكتور يعقوب صروف «المصح» و«التلفزة» والصلب (للفولاذ)، ووضع سعيد الشرتوني «العاديات» للأشياء القديمة، والقطار للسكة الحديد والقاطرة للحافلة التي تبحر العربان. ووضع سليمان البستاني «الملحمة» للقوال من القصائد القصصية. واستخدم الدكتور أمين باشا معلوف النفط (للبترول). ولعل أشهر وأهم هؤلاء السادة كان الشيخ إبراهيم اليازجي، ومن الألفاظ التي وضعها: المجلة، والبيئة، والإربة والحساء، والدراجة، والحاكي، واللولب، والشعار، والمقصلة، والمقصف، والحوذي... وهلم جراً...

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنجدون المنجدون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
  مصر اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
  مصر اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
  مصر اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon