توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان

بقلم - سمير عطا الله

في كل منا إنسان لا يعرفه الجميع لأنه غير بادٍ للجميع مهما كبر الإنسان الظاهر، لكي يبدو مختلفاً عن الآخرين ومتفوقاً عليهم، يظل شبيهاً بهم في نقاط بشرية كثيرة. مثلهم معرَّض للجوع والألم والوقوع في الحب. وتقوم مؤسسات بأكملها على إخفاء نواحي الضعف في الرجال الأقوياء لكي لا تتأذى هالة المهابة التي تحيط بهم. فقد أصيب الرئيس روزفلت بالشلل، لكن طوال سنوات أخفي كرسيه المتحرك عن الناس لكي لا تهبط معنويات الأميركيين في الحرب.

وفي المقابل، هناك مؤسسات مهمتها «تلميع» صورة الزعماء وإبعاد الشوائب عنهم. ولعل أشهر ما حدث في هذا الباب تلك السيدة التي اقترحت على الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران تدوير نابه الأمامي، لأنه يعطيه ملامح الخبث عندما يبتسم. وأفاق الفرنسيون ذات يوم، ليجدوا الزعيم الاشتراكي بأسنان متساوية.

وتهتم الدول والحكومات، أكثر من الفضوليين من الناس، بنقاط الضعف البشرية عند الزعماء. وعندما ذهب ريتشارد نيكسون ووزيره هنري كسينغر لمقابلة ماو تسي تونغ في أول زيارة من نوعها في التاريخ، تبيّن لكسينغر أن الأكثر تأثيراً على ماو هي مترجمته الممتلئة قليلاً. أو هكذا أوحى له ماو متعمداً، كما كتب في مذكراته لاحقاً.

قصص الرؤساء والعشق لا حصر لها. ولكن المقصود بهذه السلسلة ليس الضعف (أو القوة) حيال الجنس الآخر فقط، ولا العودة إلى الشائع منها، مثل قصة جون كيندي ومارلين مونرو، أو بيل كلينتون ومونيكا لوينسكي، وسائر المفتقرات إلى الجاذبية والجمال في تحرشاته.

اولت البحث عن التفاصيل الإنسانية «الصغيرة» في عالم الكبار. ليس في أخبار الصحف الشعبية، بل في كتاب طبيب ماو، وفي كتاب طباخ الماريشال جوزيف تيتو، الذي كان في الأصل مهندساً كيميائياً. وسوف تكتشف أن الزعيم الشيوعي الذي كان يشتري بذلته من سوق العتيق، كافأ نفسه بجزيرة خاصة في بريوني، حيث كان يستضيف كبار نجوم السينما، ذكوراً وإناثاً. وأشهرهن كانت صوفيا لورين، التي أمضت على الجزيرة شهراً كاملاً، طبخت خلاله أنواع السباغيتي للمارشال، فطبخ هو لها أنواع الصلصات البلقانية جميعاً. مع الفلفل.

سألت الرئيس عبد العزيز بو تفليقة مرة عن ملامح التغيير في العقيد القذافي، فتضايق من السؤال، وقال باقتضاب، يحاول أن يداري الكبر. وسوف يقول جراح برازيلي فيما بعد إنه أجرى عملية زرع شعر للعقيد من دون تخدير، لأن الزعيم الليبي كان يخشى المؤامرات. وكان صدام حسين يرفض أن يأكل إلا من صنع طباخه. وذات مرة أحضر طعامه معه إلى عمان، ورفض تناول طعام مضيفه، الملك حسين.

إلى اللقاء...

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان الزعيم والإنسان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon