توقيت القاهرة المحلي 06:36:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الشعوب لا تحب الحرية؟

  مصر اليوم -

هل الشعوب لا تحب الحرية

بقلم : سمير عطا الله

 هناك ألوف الدراسات حول نفسية الجماهير. جميعها صحيح، ولكنها متناقضة، لأن الجماهير ليست واحدة، ولا عصورها واحدة. ولذلك، قررتُ منذ سنين ألاّ أفهم. فقط أدوِّن. تابعتُ أحداث الاتحاد السوفياتي وروسيا منذ ربع قرن بالشغف والخوف والتأمل والخيبة والتمني، مثل أي إنسان حول العالم. فسقوط الشيوعية زلزال مركزه في موسكو ورجّاته حول الأرض.

يومها، عدَّد ميخائيل غورباتشوف لشعبه ما حصل: «لقد أصبحت الانتخابات الحرة حقيقة، وبسطت حرية الصحافة وحرية العبادة، وتعامل حقوق الإنسان اليوم كمبدأ سام وأولوية كبرى. إننا نعيش اليوم في عالم جديد. لقد انتهت الحرب الباردة وسباق التسلح، وانفتحنا على بقية العالم، وتخلينا عن سياسة التدخل في شؤون الآخرين، واستخدام جنودنا خارج البلاد».

ماذا تتوقع أن يكون رد فعل الشعب الروسي؟ طبعاً، التصفيق والفرح. لكن الروس عزلوا أول ديمقراطي في تاريخهم الطويل والمعتم، وصفقوا لرجل محب للفودكا (يلتسن) ومستسلم كلياً للغرب. وبعده، ساروا أربع ولايات متتالية خلف الرجل الذي أعاد الحرب الباردة، وسباق التسلح، وإرسال الجنود إلى الخارج، من أوكرانيا إلى سوريا.

لم تتجاوز شعبية غورباتشوف الخمسة في المائة، وعاش بعد خسارته أمام يلتسن معزولاً ومهاناً مثل أبطال مؤلفه المفضل دوستويفسكي. لم يشكره أحد على الحرية، ولا على الديمقراطية، ولم يتذكره أحد عندما صار المعارضون يسقطون بالرصاص في ظروف غامضة، لا تتبعها اعتقالات، أو محاكمات، أو قرار اتهامي.

هل هو الحنين إلى المرحلة السوفياتية؟ هل الناس لا تحب الحرية أو تفزع منها؟ هل هذا ما هو مقبل عليه عالمنا؟ موجة طويلة من الرؤساء الشعبويين الذين ليس على جداولهم أي من القيم المعهودة؟

أخشى ذلك: الرئيس الأميركي يتفرد بالقرار مثل الرئيس الروسي. وأيام السوفيات، كان على الرئيس أن يعرض قراراته أمام اللجنة المركزية ومجلس السوفيات الأعلى والمكتب السياسي. والآن، لا لضرورة لأحد، ولا لشيء.

بين حين وآخر، أقرأ الصحف الروسية الصادرة بالإنجليزية، ومنها «البرافدا». لا شيء تغير عن اللهجة السوفياتية. لا شيء. طبعاً، أصبحت بالألوان، وامتلأت بصور الروسيات الجميلات، وزاوية التعارف! لكن كتّاب المقال الافتتاحي لا يزالون يقرأون في خطب لينين.

مر ميخائيل غورباتشوف عابراً في أرض اعتادت القياصرة، زرقاء وحمراء وبين بين.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الشعوب لا تحب الحرية هل الشعوب لا تحب الحرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon