توقيت القاهرة المحلي 08:37:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أشرقت!

  مصر اليوم -

أشرقت

بقلم - سمير عطا الله

يحذِّر الأستاذ فاروق جويدة، في زاويته في «الأهرام»، من إطلاق الأسماء الأعجمية على الشوارع والجادات في العاصمة الإدارية الجديدة. وهذا أمر عظيم. لكن في بلد هائل الحضارات، متعدد التاريخ، متمازج الثقافات، سوف يبدو الأمر معقداً قليلاً، رغم النيات.

أتخيل أن الجادة الرئيسية في العاصمة الجديدة سوف تكون جادة أو ساحة «النيل»، وليس من اللائق، أو العملي، ترجمة الكلمة اليونانية «نيلوس» إلى «نهر الوادي» لأن اسمه سيظل «النيل» في ست دول أخرى. ثم ماذا نفعل بما كتب في عظمته من شعر شوقي، وعلي محمود طه، وثرثرة حرافيش نجيب محفوظ؟

ولا بد من شارع - أو ساحة - يحمل اسم الإسكندرية، وهو اسم أعجمي أيضاً، من اليونانية، نسبة إلى الإغريقي الذي بناها. وينطبق القانون هنا على كليوباترة، فكيف نعرّبها إلا إذا اجتهدنا كما اجتهد المعربون الألى، الذين استخدموا التلفاز بدل التلفزيون، والحاسوب الحيسوب بدل أوسع مجمع معرفي في تاريخ الزمان.

تاريخ مصر العربي هو أبهى مراحلها، لكنه جزء من كل هائل. فلو قامت عاصمة ثانية، وحتى ثالثة، لا يمكن أن يحجب عنها رموز مثل رمسيس، وخوفو، وحتشبسوت. ولا يمكن أن يبدو التاريخ ساطعاً من دون محمد علي، وإبراهيم باشا، والخديو إسماعيل، ومن دون زنقة نعطيها لفرديناند دوليسبس، أو شامبليون الذي فك اللغز الأثري الأكبر. إن أحمد شوقي، أمير الشعراء العرب، كان خليطاً جميلاً من الأعراق - والثقافات. وحتى أسماء الثورات، يوليو ويناير ويونيو، غير عربية. فمصر التي احتضنت، كأقدم حضارات الأرض، كل هذه التحولات الكبرى، لا تستطيع أن تنكر على بُناتها مساهماتهم في لوحة الشرف.

أما اسم العاصمة الإدارية نفسها، فلا بد أن يعبر عن معنى وموقع أكبر دولة عربية. وكنت قد كتبت رسالة خاصة إلى الأستاذ صلاح منتصر في هذا الشأن، عندما افتتح في زاويته باباً شائقاً أمام اقتراحات التسمية، منطلقاً من صعوبة العثور على اسم يختصر مصر. كان الأمر سهلاً بين الدول التي لجأت إلى العواصم الإدارية على دولة مثل البرازيل، التي سمتها برازيليا.

إذا كان لا يزال باب الاقتراحات مفتوحاً عند الصديق صلاح منتصر، أرجو أن يسجل من قبلي هذا الاسم: أشرقت. مدينة أشرقت. العاصمة الإدارية أشرقت. أو أشرقت، مصر.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشرقت أشرقت



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon