توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات المهاجرين

  مصر اليوم -

انتخابات المهاجرين

بقلم: سمير عطا الله

لا شك أن الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة جرت في العالم العربي! وأي تفسير آخر لنتائجها، تحايل أو هروب من الحقيقة، التي تكبر يوماً بعد آخر أمام الأوروبيين وأمامنا. فما يسمّونه اليوم اليمين المتطرّف هو في الحقيقة تطرّف ضدّ المتطرّفين الإسلاميين. لكن ما بين هذا وذاك، يضيع أيضاً الأوروبيون المعتدلون والعرب الوسطيّون. ولم يكن أحد من الفريقين يتوقّع نتائج أخرى. فالمثال الأول كانت قد أعطته بريطانيا التي خرجت من القارّة برمّتها، من أجل أن تسدّ النوافذ والأبواب أمام المهاجرين، ولو كلّفها ذلك مئات المليارات وخسائر كبرى في الاقتصاد.
العالم اليوم منقسم حولنا. وعندما يذهب إلى الاقتراع، ينسى جميع قضاياه من أجل أن يعبّر عن موقفه من الهجرة العربية إليه. صحيح أن هناك مهاجرين آخرين، من أفريقيا وغيرها، ولكن المقصود الأول بالخوف هم المهاجرون العرب. وإذا كان من ناجح في وصول الحالة إلى هذا، فهو أسامة بن لادن الذي اختار أن يوسّع الشرخ بين المسلمين والغرب، ويعلن العداء الكامل للآخرين، من خلال تلك الغزوة الانفجارية الشهيرة في 11 سبتمبر (أيلول). ذلك كان الهدف الأسمى لـ«القاعدة» ومتفرّعاتها. ولذا لم تتوقف عند أبراج نيويورك، بل وزّعت شاحنات الدهس في برلين، وأعلنت قانون الفظاعات في سوريا والعراق، ورسمت دولة الخليفة والخلافة، ونجحت في تنفير الآخرين وإخافتهم، وحوّلت مناطق كثيرة في أوروبا وأميركا إلى «غيتوات» مغلقة شبيه بما كان عليه حال اليهود في الماضي.
انقسمت أوروبا على نفسها في الموقف من جاليتها الثالثة. هناك دائماً أهل الرقي والإنسانية والعراقة الذين لا يرتضون أن تتحوّل قارّتهم مرة أخرى لمعاقل الفاشية والفكر العنصري ومكاره وأحقاد الدهماء والرعاع، وهناك في المقابل الحائرون والخائفون والعنصريون أنفسهم. الفريق الأول يؤمن بأن سلامة أوروبا في الاحتضان والتعايش ورفع مستويات المفاهيم الإنسانية. والفريق الثاني لا يمانع أن يعرّضها إلى ما تعرّضت له زمن الفاشية والنازية وصفاء العرق الأوروبي الواحد. كل انتخابات في أوروبا بعد اليوم، سواء أكانت محلّية أم قارّية، سوف تكون فيها قضية المهاجرين الموضوع الأول. وسوف يكون محزناً أن نشهد انحسار الوسطيين الكبار من أمثال أنجيلا ميركل، وبروز الزعامات العدمية. فالعدميات يغذّي بعضها البعض، وكذلك الظلاميات، والأمل دائماً بتيار يحكم فيه العقل والضمير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات المهاجرين انتخابات المهاجرين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon