توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابتسم... أنت في لبنان

  مصر اليوم -

ابتسم أنت في لبنان

بقلم: سمير عطا الله

لا بد أن أحداً، رجلاً أو مؤسسة أو أرشيفاً أو سفارة أجنبية، يقوم على تدوين يوميات لبنان وأحداثه وحالياته وتحولاته. أنا، لا أفعل. ليس لديّ أي دافع أو أي اهتمام، إضافة إلى أنني قد فقدت الهمّة، على كل ما لا معنى له، «وضاق خلقي» على العبث، وضاق صبري، وعلمني بلدي أقسى وأذل درس في العمر: أنا لست بلدك. فتش لعائلتك عن بلد سواي.
لم يقل ذلك اعتباطاً. كان قد قرأ صحف الصباح والمساء. ورمى الواحدة فوق الأخرى. ودقق في النصوص والخطب «الرسمية». ثم في الصور. ورآها معكوسة. الذي إلى اليسار في الصورة الأولى هو إلى اليمين في الثانية. وهو خارجها في الثالثة. وفي الصور التالية هو «بالشورت».
قلت له، هدئ أعصابك، ما الجديد في الأمر؟ قال غاضباً: الجديد هو المصور يا حميري. ألم ترَ أنه يعتمر نصف قبعة ونصف طربوش كل نصف بثلاثة ألوان؟ قلت ما الجديد في الأمر. هذه مستجدات التكنولوجيا. ثم إن المصور الذي قبله أحيل على التقاعد وأحيلت آلته على المستودع لسببين: هو أصيب بالعمى من كثرة ما رأى، وهي تفككت من كثرة ما أعماها تبدل الألوان.
ثم قلت للسيد وطن متفلسفاً، متفذلكاً، وبالكثير من «الهضامة» اللبنانية السائدة: وأيهما أهم، في كل حال، المصور أم الصورة؟ ورمى كدسة الصحف إلى أبعد وقال: في أهمية بعضهما بعضاً. هو - المصور - يعتقد أنه التقط صورة ما يراه، وهي تضحك لكثرة ما رأت، إلى اليمين، إلى اليسار، الوسط، الابتسامات، المنصات، المائدات، القاعدات، القائمات، الفائزات، الرائقات. ثم بالمذكر: القائمون، الفائزون، المهددون، الغاضبون، الرائقون. ويرى في الصورة.
ماذا يكتب المدونون؟ يا صاحبي، شغلة المدون أن يدون ما حدث، وشغلة المصور أن يحضر إلى الاحتفال على الوقت. كل شيء آخر ليس من شأنهما. بل ليس من شأن أحد. ألم تتعلم بعد تلك اللافتة التي رفعناها على جميع مداخل الوطن البرية والبحرية والجوية: ابتسم، أنت في لبنان؟ إذن، تفضل ابتسم. وإذا كانت لديك حلول أخرى، تفضل تكرَّم بها. ابتسم، خير لك من الضحك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابتسم أنت في لبنان ابتسم أنت في لبنان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon