توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خمسون درساً

  مصر اليوم -

خمسون درساً

بقلم - سمير عطا الله

كتاب الشيخ محمد بن راشد «قصتي في 50 عاماً» لا يكتب عنه لأنه لا يلخص. الطريقة الوحيدة هي أن تقرأه، لأنك لن تجد بين المذكرات العربية في غنى مثل هذه التجارب وفرادتها ودلالاتها: زعيم عربي بلا أعداء، بلا حروب، بلا صراعات، ورحلة نصف قرن في البناء والعمران. وآخر أخبار أمس أن موانئ دبي اشترت موانئ بلد خارجي. أين؟ في تشيلي، نهاية الأرض.
طبعاً مذكرات مثيرة لكنها كاشفة أيضاً لأسباب الفشل العربي المدمّر. خذ حكايته مع القذافي يوم أراد ملك ملوك أفريقيا أن يقلد تجربة دبي. أرسل إليه الشيخ موفده محمد القرقاوي، فاستقبله بعد أيام في خيمته الزاهرة وهو يتظاهر بالعمل على كومبيوتر، دلالة المعرفة بالتكنولوجيا. وتبين للقرقاوي أن المسرحية سقيمة، وأن الأخ العقيد مكتف بتغيير وجه العالم عبر نظريته الثالثة.
جرِّب في المقابل أن تقرأ مذكرات لي كوان يو، صانع التجربة السنغافورية المذهلة. استدعاه الزعيم الصيني دنغ كسياو بنغ، وقال له، علمنا. نريد الخروج من التخلف. وكان صادقاً، لأنه يعرف الفارق الرهيب بين النظريات وبين التقدم والحياة.
سافر الشيخ محمد بنفسه إلى ليبيا لكي يدرس الوضع ويقدم نصائحه إلى الأخ القائد: «في اليوم الأول ذهبنا إلى المدينة القديمة التي تشعرك بالحزن. كيف لبلد بمثل هذه الثروة أن يكون هكذا؟ مجارٍ على الطرقات. نفايات مرمية هنا وهناك. حتى دبي في الخمسينات عندما كانت الموارد محدودة والمياه شحيحة والناس بلا كهرباء، لم تكن بهذا البؤس أبداً. بعدها قمت بزيارة القذافي في خيمته بمدينة سرت وكما في المرة السابقة تولى الحديث طوال الوقت».
يروي حاكم دبي، من مقره في هذه البقعة من العمران والرفه، كيف شهد تدهور لبنان الذي أحبه، أمام التدخلات الخارجية الضارية، وكيف قاد صدام العراق إلى الغزو والخراب، وكيف بدأ بشار الأسد بنوايا إصلاحية، محاولاً هو أيضاً الإفادة من تجربة دبي، ثم انتهت سوريا إلى الحرب والدمار.
طلبوا نصيحته ولم يصغوا إليه. يقول الشيخ محمد إنه عندما رأى نتائج الفساد في ليبيا أدرك أن لا أمل. فيما مضت دبي في مسيرتها. ذهب ذات مرة بالبحر إلى البصرة، ومنها إلى مقابلة صدام حسين، وعرض عليه الإقامة الآمنة في دبي. لكن صدام كان يريد إنقاذ العراق. كما جرى.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمسون درساً خمسون درساً



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon