توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عشاء الكبار

  مصر اليوم -

عشاء الكبار

بقلم - سمير عطا الله

أرادت جاكلين كيندي أن تعطي البيت الأبيض في عهد زوجها صورة الفن والثقافة، لأن لديه ما يكفي من صور الحروب والسياسة. وكانت هذه أيضاً نقطة ضعف جون كيندي، الذي أحاط نفسه مذ كان عضواً في مجلس الشيوخ، بالمثقفين والمؤرخين والفنانين. وكان أول ما فعلته جاكي بعد الفوز، أنها أمرت بتغيير جميع معالم المبنى من الداخل. ثم فكرت في حدث لا سابق له في تاريخ الرئاسة واستفتت في ذلك المستشارين، فاقترح أحدهم (ريتشارد غودوين) عام 1961: «ماذا عن مأدبة عشاء يدعى إليها جميع الأميركيين الفائزين بجائزة نوبل».

تحولت الفكرة إلى الحدث الأكثر ألقاً... لكن ليس من دون بعض المضايقات؛ إذ يروي جوزيف ديسباسيتو في كتابه «عشاء عند كاميلوت» أن أرملة إرنست هيمنغواي وزوجته الرابعة ماري، جلست إلى يمين الرئيس، الذي شكا لاحقاً من أنها «أكبر مملة التقيتها منذ زمن طويل». لكن عزاء الرئيس، كما روى، كان في الضيفة الجالسة إلى يساره كاترين مارشال، أرملة جورج مارشال، القائد العسكري في الحرب العالمية الثانية، وصاحب مشروع إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب. قال كيندي: «لولا الميسز مارشال لما استطعت النوم تلك الليلة».

حضر العشاء 127 مدعواً توزعوا على 19 طاولة؛ بينهم 49 من حائزي جوائز نوبل وزوجاتهم، وكان هناك كَندي واحد هو ليستر بيرسون، الذي منح «نوبل السلام» عام 1957 بسبب دور الوساطة الذي قام به خلال العدوان الثلاثي في السويس. ثلاثة من حملة «نوبل» غابوا بسبب الوفاة: سنكلير لويس، وأوجي أونيل، وهيمنغواي. وغاب ويليام فوكنور لأنه كان مريضاً على بعد مائة ميل من الحفل. كما غاب جون شتاينبك الذي مُنح «نوبل الآداب» في وقت لاحق من ذلك العام. ولم يدع إلى الحفل الشاعر «تي إس إليوت»؛ المولود في بريطانيا، والحائز لاحقاً الجنسية الأميركية.

قبل فترة دار نقاش بين مفكر «المصري اليوم» صاحب الاسم المستعار «نيوتن»، وبين عدد من كبار قرائه، حول مفهوم الديمقراطية، ودور «الآباء المؤسسين» في صياغة الدستور الأميركي والخيار الديمقراطي الذي تبنوه. ولاحظ «نيوتن» مع الذين كتبوا إليه أن القاسم المشترك الأكبر بين «المؤسسين» أنهم كانوا أهل فكرٍ وعلم وأدب، رغم أن كبيرهم جورج واشنطن، كان عسكرياً. ومنذ تلك الأيام؛ أي منذ اليوم الأول، حاول البيت الأبيض دائماً الانتساب إلى أهل الفكر. وعندما اغتيل أبراهام لينكولن؛ أمير الرؤساء، كان يحضر مسرحية.

ير أن أحداً لم يجمع حوله ذلك العدد الكبير من أهل الفن والفكر كما فعل جون كيندي. والمؤسف أن ولايته اغتيلت في بداياتها. أما أرملته فأمضت بقية حياتها موظفةً كبيرة في دار للنشر تعيش بين الكتب، قارئةً ومحررة، وتتذكر ذلك اليوم الذي قضى فيه قاتل سخيف على أحد ألمع زعماء العالم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشاء الكبار عشاء الكبار



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon