توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتراع بالامتناع

  مصر اليوم -

الاقتراع بالامتناع

بقلم : سمير عطا الله

 الديكتاتورية حكم شديد الوضوح، ومتوقع في كل الحالات. الديمقراطية نظام قابل للخلل، وأحياناً للخطأ. استغل نصف المقترعين اللبنانيين، نظام الخيار الانتخابي فقرروا ألا ينتخبوا. صوتوا بالتغيب ضد الفساد الآسن، والوعود المملة، وضحالة المستوى الوطني. المفاجأة الأخرى كانت التصويت الشديد للأحزاب التي رفعت شعار محاربة الفساد ووقفت ضد رموزه مثل «القوات اللبنانية» التي حصدت كتلة نيابية وازنة، وحزب الكتائب الذي بدأ يستعيد بعض حضوره الشعبي مع رئيسه سامي الجميل.

نصف الناس اعتبروا أن الانتخابات لن تغير شيئا في خريطة السلطة السياسية وهجوميتها. وكان فاقعاً ومضحكاً تبادل التهم بدفع الرشى، لأنك بدل أن تحتار مَن مِن الفريقين، تصدق الحل في أن تصدقهما معاً. وبكل ضمير مرتاح.

الآن انتهت معركة عضوية البرلمان وسوف تبدأ معركة رئاسة البرلمان وتشكيل الحكومة الجديدة. فالتيار الوطني المحازب للرئيس ميشال عون خاض معركته على أنها معركة «العهد». والرئيس نفسه اقترع «للعهد» وأعلن أن الحكومة سوف تشكَّل بمن يرضى ويرتضي. وشرح ذلك أنه لن يتوقف عند رأي معارضيه، وفي صورة خاصة الرئيس نبيه بري والأستاذ وليد جنبلاط.

وقبل يوم الانتخابات بساعات، عقد الوزير جبران باسيل، صهر الرئيس ووريثه في سائر المواقع، مؤتمراً صحافياً كرسه للتحدث عن مكاسب الرئيس بري المذهبية في الوظائف. وبلغ الكلام الطائفي مستوى لم يعرفه من قبل. ونقل التيار الوطني معركته مع رئيس المجلس إلى العواصم الخارجية، ومنها موسكو، حيث كلف أحد نوابه الذين على علاقة جيدة مع الكرملين، أن يطلب من سيرغي لافروف أن يطلب من فلاديمير بوتين، أن يتدخل لدى إيران وسوريا ضد الرئيس بري.

يومها أبلغ حامل الرسالة بأن موسكو لا شأن لها في الخلافات السياسية بين اللبنانيين. وفي أي حال، خسر النائب مقعده في الانتخابات الجديدة، لكن التيار لن يعوزه وسيط إلى موسكو وسواها.

على أن الافتراض أن بري لم يعد ذلك الزعيم القوي، مسألة يغلب فيها التوتر على العقل، والوتر على العقلانية. ولذا، قد تكون المعركة بالغة الصعوبة، ورحاها أبعد من اللون البرتقالي. فاللعب بالنار الطائفية مغامرة بشعة في كل فصولها.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتراع بالامتناع الاقتراع بالامتناع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon