توقيت القاهرة المحلي 01:39:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوّل المعزّين في الأستاذ

  مصر اليوم -

أوّل المعزّين في الأستاذ

بقلم: سمير عطا الله

شهدت العلاقة السعودية المصرية خلال المرحلة الناصرية، توتّراً يقارب العداء. فقد وصلت ثورة 23 يوليو (تموز) رافعة شعار إلغاء الملكية، أسوة بما حدث في القاهرة. بدأت الحملة إعلامية، وتطوّرت إلى تهديد عسكري مباشر في المغرب والأردن واليمن والعراق والسعودية. كان المفكّر والمستشار الأوّل في الحملة الإعلامية، الأستاذ محمد حسنين هيكل. وكان رمزها. وبعد 1967 أحدث عبد الناصر تغييراً جوهرياً في سياسة مصر الخارجية، وعقد المصالحات مع خصومه العرب، وتغيّرت لهجة القاهرة و«صوت العرب» كثيراً حيال دول مثل السعودية والأردن.
عام 1970، غاب عبد الناصر، وأُطفئت أنوار النزاع. وظلّ هيكل وحده في موقع الهجوم، في الداخل والخارج. بل ظلّ يرفع وتيرة اللهجة القاسية دون توقّف. ورأى في إيران الثورة عدوّاً للخليج فذهب إليها. وعارض السادات ومن بعده مبارك، ولم يقرّر الهدوء إلا مع مجيء عبد الفتّاح السيسي، وقد سألته يومها عمّا يقال عن علاقة وثيقة مع الرئيس الجديد، فأجاب على طريقته، مبدياً الفرح بأن السؤال يُطرح عليه، والناس تعرف أن صوته مسموع في القصر الجمهوري. طرحت موضوع السعودية والخليج مع الأستاذ هيكل مرّات كثيرة. ثم توقّفت عن ذلك، إذ خشيت أن يتبادر إليه أنني مكلّف بذلك؛ خصوصاً أن صحافيين آخرين كلّفوا أنفسهم تلك المهمّة في جملة ما يعرضون، وكان أن فضح طفيلياتهم أيضاً على طريقته. لكن لماذا تغيّرت مصر وتغيّر العالم ولم يتغيّر هيكل؟
اعتقادي الذي لم أسمع سنداً له من أحد، أن هيكل يدرك أنه إذا تغيّر عبد الناصر، فسوف يبقى عبد الناصر. أمّا إذا تغيّر هيكل، فسوف يفقد عبد الناصر وهيكل معاً. عبد الناصر كان كل ما يملك، وإذا تراجع هو عن ولائه له، لن يعود الناطق الوحيد باسمه، وصديقه وأمين سرّه. ربطت هيكل صداقات بعرب كثيرين، كان أحدهم الصحافي اللبناني مصطفى ناصر. وقد صدر أخيراً كتاب للزميل طارق فريد زيدان بعنوان «الجورنالجي وكاتم الأسرار: محمد حسنين هيكل ومصطفى ناصر، أسرار وذكريات» (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر). تجب الإشارة إلى أن ناصر هو الذي قدّم زيدان إلى هيكل، باعتباره صهره. ولا بدّ أنه كان في نيّة ناصر وصهره، تدوين تلك اللقاءات السياسية بغرض نشرها ذات يوم.
في الكتاب محطّات كثيرة يجدر التوقّف عندها. فـ«الأستاذ» كان غزيراً في الحديث، كما فيما سمّاه «المقال المستطرد». ومصطفى ناصر كان جريئاً وصريحاً في طرح القضايا والمواضيع. غير أنني بالصداقة التي دامت مع الأستاذ نحو 40 عاماً، توقّفت عند أمر مدهش، غير مفاجئ. أوّل المتّصلين بعائلة هيكل لتقديم العزاء، كان الملك سلمان بن عبد العزيز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوّل المعزّين في الأستاذ أوّل المعزّين في الأستاذ



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon