توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: جمال عبد الناصر

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان جمال عبد الناصر

بقلم - سمير عطا الله

قال نجيب محفوظ، عظيم الأدب المصري، للناقد الكبير رجاء النقاش:

ما زالت وقائع يوم وفاة عبد الناصر ماثلة في ذهني وكأنها جرت بالأمس القريب. في ذلك اليوم، كنت عائداً من مدينة الإسكندرية مع أسرتي. وفور انتهائنا من تناول طعام العشاء، جلست لمشاهدة التلفزيون، وقبل أن أدخل الفراش، لاحظت أن القناة الأولى في التلفزيون تبث تلاوة قرآنية في غير موعدها، فأدرت المؤشر إلى القناة الثانية، فوجدت أيضاً تلاوة قرآنية، وبدأ الشك يتسلل إلى نفسي، ووردت إلى ذهني خواطر كثيرة؛ قلت لزوجتي إنني أشعر بأن تلاوة القرآن المتكررة في التلفزيون، وفي هذا الوقت من اليوم، وراءها شيء ما. ولما استوضحتني زوجتي، قلت لها إنني أظن أن الفلسطينيين قتلوا الملك حسين؛ كان ظني مبنياً على أساس الموقف المتفجر بين الملك حسين والفلسطينيين، بعد مذابح سبتمبر (أيلول)، أو ما سمي «أيلول الأسود».

في تلك الأيام، كان يعمل لدينا خادم في البيت، كنا أرسلناه في شراء بعض الحاجات. فما إن عاد، قال لي: «إن الريس مات»، وإنه سمعهم في الخارج يقولون ذلك. أصابني الذهول والاستنكار، وأسكت الخادم، وطلبت منه عدم تكرار مثل هذا الكلام أمام أي شخص.

في الحقيقة، لقد هزتني كلمة الخادم، وشعرت بالخوف من أن يكون صادقاً فيما قاله، كما شعرت بالخوف على أسرتي خشية من أن يكون كاذباً، فيسبب لنا متاعب نحن في غنى عنها. وظللت على هذه الحال من الحيرة والقلق أمام جهاز التلفزيون حتى انتهت تلاوة القرآن، وتم الإعلان عن أن نائب الرئيس أنور السادات سوف يلقي بياناً إلى الأمة. ولما أطل السادات بوجهه على شاشة التلفزيون، قلت لزوجتي: جمال عبد الناصر مات!

لقد كنت في بيتي عندما أعلن عن تولي أنور السادات مسؤولية الحكم بعد عبد الناصر، وضربت كفاً بكف وأنا غير مصدق، وقلت لزوجتي: هذا الرجل هل سيصبح رئيساً لمصر؟!

ورغم أن السادات كان هو الوحيد من بين أعضاء مجلس قيادة الثورة الذي كنا نعرفه، فإن منزلته في نفوسنا متدهورة. وكنا نعتبر السادات في آخر صف من قيادات ثورة يوليو (تموز)، خصوصاً أن دوره ظل لسنوات طويلة شرفياً، مقارنة بعبد الناصر وعبد الحكيم عامر وزكريا محيي الدين والبغدادي وكمال الدين حسين، وبمعنى أوضح: كان السادات العضو «المركون» أو «الاحتياطي»، كما لم يتولَ منصباً مؤثراً طيلة عصر عبد الناصر. ولذلك، لم أتصور أبداً أن يكون هو خليفة عبد الناصر. ولما حدث ذلك بالفعل، اعتبرت المسألة غاية في السخف.

إلى اللقاء..

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان جمال عبد الناصر الزعيم والإنسان جمال عبد الناصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon