توقيت القاهرة المحلي 03:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان «شيخ العود»

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان «شيخ العود»

بقلم-سمير عطا الله

في كل حربٍ كان صباح الأحمد يطلُّ ومعه دبلوماسيته. وفي كل نزاع، وفي كل المؤتمرات، كان يلعب دور لولب التوافق. وفي موجات الفوضى العربية التي لا بد أن تطل من مكان ما في كل زمان، كان يرفع يده مطالباً بالنظام والعودة إلى العقل. يساعده في ذلك دوماً الحجم المعنوي الذي اتخذته الكويت بكل عفويةٍ واستحقاق، متجاوزة الحيّز الجغرافي والعدد السكاني، لكي تلعب دور الشقيقة الحاضنة بين العرب، بل وأيضاً الشقيقة الشريكة في حالات كثيرة.

تولى الشيخ صباح الأحمد السياسة الخارجية منذ الأيام الأولى للاستقلال. وخُيّل للبعض أن هذه الحقيبة سوف تلازمه حتى عندما أصبح رئيساً للوزراء وأميراً للبلاد. وبعدما أمضى سنوات طويلة تحت لقب «الشيخ الشاب» أصبح «شيخ العود»، وهو اللقب الأحب عند الكويتيين. فما إن يصل إليه صاحبه حتى تعلو مرتبته فوق السياسة والسياسيين، ويتحول إلى مرجعٍ وحَكم لا ردَّ لرؤيته وقراره. وقد لعب «العود» منذ ما قبل الاستقلال ذلك الدور العالي في الرفعة والترفع. وكان لكل أمير طابعه ومرحلته السياسية، غير أنهم جميعاً كانوا رمز الوحدة في البلاد، وجميعهم تصرفوا بالتواضع والوداعة التي نشأوا عليها. وكان الولاء للأمير مطلقاً لا يوازيه أي شعورٍ أو ولاء آخر. وهذا ما عرفته بالذات من لقاءات كثيرة مع الشيخ صباح الأحمد سواء في الكويت، يوم عرفته للمرة الأولى عام 1964 وزيراً للخارجية ومؤسساً لها مدرسةً نادرة في التزام القواعد والأصول، أو سواء التقيته في الأمم المتحدة كل عام، حيث كان يلقي بيان الكويت السياسي ولكن معبراً عن جميع عرب الاعتدال وعن الالتزام القومي بقضايا الأمة.

شكّل الغزو العراقي للدولة الهادئة المطمئنة بجميع أهلها من عربٍ وكويتيين، صدمةً مريعةً لكل كويتيٍّ. وتماسكت الدولة في محنةٍ عالميةٍ صعبة، بدا خلالها وكأن بوابة الجحيم قد فُتِحَت على العرب بسبب العند الديكتاتوري والطمع البلطجي بخيرات الآخرين. ولم تكن الكويت مقصرةً مع أحد في المشارق والمغارب، غير أن النكران لا يعترف بالقيم. يومها وضع صباح الأحمد الكآبة والخيبة جانباً ليدير حملةً دبلوماسية خارجية هي الأكثر براعةً. من موسكو إلى واشنطن مروراً بأوروبا عملت الدبلوماسية الكويتية المنفية على استعادة الأرض إلى جانب الأشقاء العرب الذين انقسموا على بعضهم كالمعتاد.
عادت الكويت إلى نفسها تاركةً خلفها كل المأساة ومشاعر الثأر. وفي العام الماضي رعى أمير البلاد مؤتمراً لا يصدّق، لا في عنوانه ولا في جوهره، وهو «إعادة إعمار العراق». لكن هذا هو صباح الأحمد الذي مُنح جائزة قائد الإنسانية.
إلى اللقاء

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان «شيخ العود» وجوه من رمضان «شيخ العود»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon