توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حارة المفتون

  مصر اليوم -

حارة المفتون

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

يقدم الأستاذ يحيى العريشي لمؤلف «لغلغي في صنعاء» عبد الرحمن بجاش، مؤسس ورئيس تحرير صحيفة «الثورة» اليمنية، على أنه صاحب نص حميم في مصف العاصمة، مثل نصوص نجيب محفوظ أو محمد شكري. لكن حياة بجاش الشاقة في صنعاء، وحياة صنعاء الشقية مع نفسها، تجعل المؤلف وكتابه أقربَ إلى تائه طنجة ومشرد حاراتها.

سرد متدفق، وحبر سيال، وصور غنية بمشاهد الفقر. لكنه أيضاً فقر متعاضد ورفاق متماسكون. وبعكس القتوم الذي يلازم محمد شكري، يعثر العوز هنا دائماً على بوابة للضحك مثل أبواب صنعاء التسعة: باب اليمن، باب شعوب، باب مستران، باب البحة، باب خزيمة، باب الشقاديف، باب البلقة، باب الروم، وباب القاع.

وصنعاء 54 حارة وأسماء، «أسماء، أسماء» ليس مثلها في القاهرة أو طنجة. مثلاً: حارة الأبهر. حارة غرفة القليس. حارة الزمر. حارة المفتون. حارة الخلاز. حارة بحر رجرج. حارة سمرة. حارة الحرقان. حارة الأبزر. حارة قصر السلاح... إلخ.

وفيها، يا رعاك الله، 45 سوقاً. إليك العينات: سوق المسباغة، سوق المحدادة، سوق المنجارة، سوق المنقالة، سوق المدايع، سوق السلب، سوق الفتلة، سوق الحمير، سوق ميزان الزبيب... إلخ.

وكان لصنعاء في تلك الأيام، مطرب ظريف يدعى علي حنش، ساوى أحمد عدوية وشعبان عبد الرحيم. كلمات سهلة من الشارع يفهمها العامة ويطربون لها مثل: «يا خبرتي باب السباح راعو، لا تفتحوا طاقة ولا تداعو»، أو الأخرى: «يا مجلس الأمن انتبه على الحب». بقي أن الراحل علي حنش كان أيضاً عقيداً في الجيش.

القادمون إلى صنعاء من تعز، مثل مؤلفنا، يسمون «لغلغ»، ربما بسبب اختلاف اللهجات. ولدى دخوله إلى عند عمه، أرسل والده إلى شقيقه رسالة مختصرة: «لا تدرّسه. دعه يشتغل بطراوله في الفرم». لكن «العم الحبيب» لم يصغ إلى الطلب.

بعد سنوات في مدارس صنعاء وحاراتها، نجد صاحبنا في روسيا، طالباً منبهراً بكل ما يرى: محطات المترو المذهلة كأنها متاحف فنية. الساحة الحمراء. المرأة الروسية. الثلوج. 5 ملايين شجرة تزرع حول المدينة من جديد. وفي هذا الجو كيف يمكن للطلبة العرب أن يتابعوا دروسهم؟

اكتشفوا أن الروس شعب عاطفي. وصار هم أحدهم كلما أراد التغيّب التذرع بوفاة والده. وذات يوم، قالت المدرّسة لطالب يدعى عبد الله: «هل الذي يموت عندكم يعود مرة أخرى؟». ارتبك الرجل الذي كان قد أمات والده عدة مرات، وأجاب: «لا. مش معقول. كيف يعود؟»، أجابت: «عبد الله، لقد مات والدك في حصتي وحدها أربع مرات».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حارة المفتون حارة المفتون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon