توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صحفى فى الصعيد

  مصر اليوم -

صحفى فى الصعيد

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

ذهب الرجل إلى سوهاج فى الصعيد. ساعة بالطائرة، ثم 45 دقيقة إلى أبيدوس، قرية رمسيس الثانى. والطريق كلها مطبات. والقرية لا تزال من دون صرف صحى، وأهلها فقراء وبلا دخل إلا ما يرسله أو يعود به العاملون فى الخليج. وأصغى الرجل طويلًا إلى محدثيه فى قرية العرابة. ودوّن كل ما سمع، مثل صحفى ماهر، أو مثل صحفى استقصائى اختار فى المهنة الجزء الشاق منها. وبعد سوهاج ذهب إلى الأقصر، ورأى وسمع وكتب. مصر المعابد ومصر المساجد ومصر الكنائس. وما قاله له عالم المصريات الدكتور سامح إسكندر، وما قاله الكاهن القبطى الأب أنطونيوس، لكنه شاهد أن «كل البيوت فقيرة، وكل المبانى التعليمية والصحية فى حالة سيئة... وقد تعلمنا وشاهدنا وسعدنا».
والرجل الذى قام بتلك الرحلة وقطع 45 دقيقة من المطبات، واستوقف أهالى القرى فى سوهاج وقنا يطرح عليهم الأسئلة، ليس صحفيًا استقصائيًا أو سوى ذلك، إنه عالم الطب محمد أبوالغار. وما شاء الله من مواليد 1940، ومن أبهى وأرقى كُتّاب مصر و«المصرى اليوم». وأنا القادم من قرى لبنان أنتظر جولته كل أسبوع فى تاريخ مصر وحياتها وقضاياها. ولحقت به إلى سوهاج وقنا، متعه الله بالصحة والعافية، ورضى عن هذا الخلق الكريم.

ما أجمل هؤلاء السادة النبلاء عندما يضيفون إلى الكتابة هذا القدر من المعرفة والثقافة وعلو الضمير. كم صحفى يمكن أن يتكبّد الرحلة ومشاقها ليكتب لمن يقرأ عن أجمل معابد مصر وإلى جانبه قرية بلا صرف صحى: العام 2122 قبل الميلاد، والعام 2022 بعده. نحن الذين نعمل من منازلنا نرى مشقة فى الكتابة والبحث، ومولانا هذا، ما شاء الله، ما إن يبرأ من آثار «كورونا» حتى نراه فى الصعيد. وللمناسبة، فإن الوصف الذى وضعه لنا عن الإصابة الرهيبة، هو أيضًا عمل صحفى رائع. دوّن ما مر به وكأنه طبيب عن مريضه. عالِم يكتب عن تجربته. أما هو وآلامه ومخاوفه، فلا وجود لها فى النص.

يصدف أحيانًا أن يكتب الدكتور أبوالغار عن كتاب بالإنجليزية أكون قد قرأته من قبل. وأكتشف أننى لم أعرف كيف أقرؤه. وأعود إلى قراءته مرة أخرى بعقل أكثر وعيًا وانتباهًا. تلعب الصحافة المصرية دورًا جوهريًا فى حياة مصر، وعندما ينضم إليها أهل العلم والفكر، يزيدونها ثراء، ويزيدون مجتمعهم علمًا. وتغيب هذه الثنائية، للأسف، فى بلدان عربية أخرى، فلا نعرف عن محمد أبوالغار آخر فى سوريا، أو العراق، أو لبنان. ولا أيضًا عن مجدى يعقوب آخر. ولا أقصد هنا التجلى العلمى وإنما فى عمل البر وتكريس جزء من الوقت المدر والمعطاء لمن هم فى حاجة إليه.

يختم الدكتور أبوالغار كل مقال له بعبارة «قوم يا مصرى، مصر بتناديك». ونختم بتحية تقدير عميق، مصر تستحق المزيد من مصرييك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحفى فى الصعيد صحفى فى الصعيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon