توقيت القاهرة المحلي 03:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سواعد مصر

  مصر اليوم -

سواعد مصر

بقلم - سمير عطا الله

بنى المصريون، من دون شعوب الأرض، شيئين: الأهرامات وقناة السويس. الذي قام بالعمل كان المصري، البسيط، العامل والفلاح. أعلى الأهرام حجراً حجراً، وحفر القناة شبراً شبراً، ونقل الرمال على ظهور الحمير. ومات الألوف تحت الماء أو تحت الأثقال.

وأخيراً قال الخديو إسماعيل للباش مهندس دي لسبس: «خلاص يا فردينان. ما فيش بقا مصريين يموتوا عشان خاطر البحر الأحمر أو الأزرق». كان أكثر من مائة ألف فقير قد ماتوا. وبحث المهندسون عن آلات تحفر وتضخ وتختصر الطريق البحرية حول العالم.

فرنسي آخر كان عينه على المشروع الهائل: النحات فريدريك أوغوست بارتولدي، فطلب إلى دي لسبس أن يقيم تمثالاً ضخماً على مدخل القناة، يمثل فلاحة مصرية بالثوب الشعبي، وكتب عليه: «مصر تنير آسيا». لم يقتنع دي لسبس بالفكرة، فحملها صاحبها إلى أميركا وبنى مكانها ما يعرف الآن بـ«تمثال الحرية» على مدخل نيويورك، ويرمز إلى استقلال أميركا.

حارب البريطانيون فكرة حفر القناة لأن اختصار الطريق البحرية يضر باقتصادهم. وهاجمت صحف لندن دي لسبس على أنه محتال ومشروعه وهمي. لكن عندما استحقت الأميرالية الأمر راحت تسعى إلى شراء أكبر عدد ممكن من الأسهم.

بدأت فكرة القناة مع الفراعنة. وحاول نابليون تنفيذ المشروع، ثم عدل عنه. ولولا إلحاح دي لسبس على أصدقائه، أبناء محمد علي، لما أقدم على المشروع الخيالي المذهل، وعندما حاول فيما بعد أن يشق قناة بنما، أخفق في ذلك. لم يكن هناك عمال مصريون.

ارتبطت العلاقة المصرية - الفرنسية بالقطن والقناة والاكتشافات الأثرية الكبرى. ثم وصل إلى الحكومة في باريس سياسي متهور يدعى غي موليه هدم كل شيء عندما اشترك مع بريطانيا وإسرائيل في العدوان على القناة التي كانت رمزاً لما يمكن أن يتركه الاستعمار في البلدان المستعمرة. وكانت حرب القناة أيضاً بداية انحسار النفوذ الفرنسي والبريطاني في المشرق العربي والمغرب والخليج.

وأصبحت القناة التي كانت رمز الروابط، رمز العداء. وأغلقها حطام السفن العالقة التي أخذت على حين غرة وهي مبحرة في رحلاتها التجارية العادية. وساعد العدوان في تفجير حرب الاستقلال في الجزائر وعدن. ولم تعد العلاقة العربية – الفرنسية إلى سويتها إلا بعد موقف ديغول على أثر نكسة 1967، ومن قبلها موقفه من استقلال الجزائر.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سواعد مصر سواعد مصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon