توقيت القاهرة المحلي 15:15:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاث سوريات من مصر: على جواد إلى القدس ( 4)

  مصر اليوم -

ثلاث سوريات من مصر على جواد إلى القدس  4

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

كانت أسمهان، في ما كانت من شخصيتها المذهلة، فارسة من طراز أول. وكانت ترافق زوجها حسن في رحلات الصيد الصعبة على ظهر جوادها. وسوف تراها على جوادها مرة أخرى عندما تهرب ليلاً من فندق «أمية» في دمشق إلى القدس يرافقها الأمير فاعور الفاعور، كما روى الصحافي فوميل لبيب، يبدو عن عيني أسمهان «كانتا كل شيء» كما وصفهما التابعي. كتب سبيرز «كانت وستبقى دائماً، إحدى أجمل النساء اللواتي رأيتهن في حياتي. كانت عيناها هائلتين، خضراوين مثل لون البحر الذي عليك أن تمخره في طريقك إلى الجنّة. وكانت كريمة تنفق المال مثل المطر».

ذات مرة ذهبت إلى زيارة المفوض الفرنسي الجنرال كاترو في مقره ترتدي ثوباً وحجاباً على الطريقة المصرية. وأعطت كل جندي أدّى لها التحية مائة ليرة وكانت تعادل ثروة. كانت باذخة في كل شيء. عاشت سريعة وماتت سريعاً. كان أحد العرافين قد تنبأ لها بالموت غرقاً. وذلك اليوم كانت ذاهبة مع صديقتها ماري قلادة إلى رأس البر، رمى السائق نفسه من السيارة وتركها تندفع إلى المياه. قال فيما بعد إنه لم يستطع التحكم في المقود. وقيل إنه أحكم إغلاق الباب بعد خروجه لكي لا تستطيع أسمهان النجاة. ولم تعد الروايات تتوقف.

خلال 37 عاماً تحولت الأميرة القادمة من جبل الدروز أسطورة في الغناء والتمثيل والسياسة. شغلت مصر وشغلت العالم العربي، وشغلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا. عاشت كمغنية وتصرفت كأميرة... جنت الكثير من المال وصرفت أكثر منه بكثير. ضبطت خادمتها تجرّب أحد فساتينها فأعطتها إياه.

على صعيد الغناء، غنت أجمل الأغاني وهددت عرش أم كلثوم، وسحرت الشامية الصغيرة مصر، ولا تزال أغانيها من أروع وأجمل ما طرب له العرب. والذين كتبوا ولحّنوا لها، كتبوا ولحنوا لأم كلثوم: أحمد رامي ورياض السنباطي ومحمد القصبجي.

من أكثر المناطق العربية محافظةً، طلع اثنان من أشهر أصوات الشرق: فريد الأطرش، الذي لم يتخذ لنفسه اسماً فنياً، وشقيقته أمل، التي صارت «أسمهان»، الاسم الفارسي. وكان العراف الذي تنبأ لأسمهان بالغرق، تنبأ لفريد بمرض طويل، فظل يعاني من مرض القلب حتى وفاته. كما تنبأ لفؤاد بأنه لن يتزوج، ومات عازباً أوائل التسعين من العمر.

ثم أسمهان التي في خوف الله، والتي قيل إن أحداً سواها لم يعطِ مثلها معاني الابتهال عندما أنشدت: عليك صلاة الله وسلامه/ شفاعة يا جد الحسنين/ ده محملك رجعت أيامه/ هنية واتمليت للعين/ كرامة لله يا قاصد مكة ونيتك بالكعبة تطوف/ تبوسلي فيها تراب السكة أمانة من مؤمن ملهوف.

إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث سوريات من مصر على جواد إلى القدس  4 ثلاث سوريات من مصر على جواد إلى القدس  4



GMT 20:59 2023 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليتك بقيت صامتا لكن أفضل !!

GMT 04:28 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الخطر والألق

GMT 04:25 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

غزة وسيناريو الخروج من بيروت

GMT 04:23 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خنادق الخوف العالية

GMT 04:17 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أميركا... الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon