توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من عالم مأزوم... إلى عالم مهزوم

  مصر اليوم -

من عالم مأزوم إلى عالم مهزوم

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

في ساحة «يونيون سكوير»، نيويورك، جريدة ضوئية عملاقة، تنقل إلى المشاهد كل ثانية، عدد المواليد الجدد في العالم. يتزايد الرقم في سرعة إلكترونية جنونية، بحيث يصبح من العبث متابعته. وبعد برهة لا يعود له أي معنى. إنه مجرد رقم يصعب اللحاق به. أو فهم معناه. فهذه الأرواح الجديدة القادمة إلى زحمة الحياة والموت في القارات، شريط سريع لا يمكن معرفة معانيه أيضاً، كنت أقرأ الرقم وأنا داخل إلى مكتبة «بارنز أند نوبل». ثم أقرأه مرة أخرى عند خروجي منها. الفارق الوحيد في العدد.

أسوأ ما يحدث للبشرية تحوّل الإنسان من نفس إلى عدد. من فرد يحيا، إلى جماعات تفنى. من حزن حميم خاص، إلى حزن عام، حقيقي، لكنه بلا اسم، أو روح، أو سرادق عزاء. منذ اللحظة الأولى لفتح باب الجحيم في غزة، صرت أتذكر كل يوم، العداد البشري العبثي في نيويورك: ارتفاع عدد الضحايا إلى 3 آلاف. ثم إلى 6 آلاف. ثم إلى 20 ألفاً. المفقودون ضعف ذلك. المشردون 150 ألفاً. ونتنياهو يعقد اجتماع حكومة الحرب. أي أن العداد سوف يتضاعف في اليوم التالي.

وفي النهاية ماذا؟ في النهاية، سوف تعطى مجموع الأرقام. وسوف تشير إليها في الخطب العصماء، والمقالات الحادة، والتصريحات الفارغة، التي لم تعد قابلة حتى للاجترار.

منذ حرب الأردن، ثم لبنان، ثم الجزائر، ثم العراق وسوريا، أي الحروب الأهلية وحدها، سقط مئات الآلاف من «الضحايا». لكن العدد كان مزوراً والأرقام مدبّرة مثل أرقام الاستفتاءات والانتخابات، على أنواعها. يتخذ العبث أشكالاً ومعاني مريعة عندما يكون الرقم مرفقاً بالصورة وشرحها: مدينة تساق إلى الرماد كل يوم، ونحن نعتز بمظاهرات لندن ولافتات باريس.

ثمة شعب بأكمله اصبح رقماً يعدل كل يوم. مثل معذبي غزة، مثل العداد الضوئي في «يونيون سكوير». وقد ألغاه أصحابه، في أي حال، ووضعوا مكانه خريطة لارتفاع التلوث.

وكلاهما من عمل الرجل. مرة يزيد عدد الملوثين ومرة نسبة التلوث. وفي كل الحالات يرتفع عدد الضحايا. أرسل الدكتور وليد الخالدي من عالمه في «هارفارد» إلى أصدقائه لائحة بالخسائر والمصائب التي لحقت بغزة. بعد يومين من وصولها إليهم، كانت كل أرقامها قد تغيرت وتضاعفت. وخصوصاً شيئاً واحداً: فجور زمرة «نتنياهو» في القتل والخراب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من عالم مأزوم إلى عالم مهزوم من عالم مأزوم إلى عالم مهزوم



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon