توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمم

  مصر اليوم -

أمم

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

يبحث البعض في هذا التيه عن «نظام عالمي جديد». ويخشى البعض الآخر قيامه اليمين المتطرف. وننسى جميعاً أن الشيوعية لا تزال تشكّل 5 في المائة من العالم، لسبب واحد وهو بسيط، وهو أن الصين لا تزال تحت سلطة الحزب الشيوعي. ليس شيوعية ماو، ولا ماركس، ولا طبعاً لينين، ومضت، ربما إلى غير عودة، أيام «الصين الشعبية» و«الصين الاشتراكية». والصين اليوم أكبر دولة رأسمالية في العالم بعد الهند، وأقوى اقتصاد حر بعد الولايات المتحدة. وفي هذا الضياع العالمي لا يأتي أحد على ذكر الشيوعية، بل نشهد عودة القوميات، خصوصاً في روسيا، التي انهارت فيها وفي العالم، يوم كان فلاديمير بوتين في الأربعين من العمر، ولم يكن قد عرف أي نظام آخر في حياته. ولا يتردد اليوم في نعت أوكرانيا بالنازية، بسبب نزعتها الاستقلالية، ويعتبر ذلك سبباً للحرب عليها، لكن العنصر القومي في الحرب، سيشتعل وكأن كلا البلدين لم يعيش في ظل الشيوعية سبعة عقود.

إضافة إلى الصين، لا تزال أربع دول ترفع العلم الشيوعي: فيتنام، ولاوس، وكوبا، وكوريا الشمالية. جميعها لا يمارس شيئاً من شيوعية الأمس. اسم هوشي منه في عاصمة فيتنام لم يعد سوى ذكرى. وكوبا تنزلق من إرث كاسترو، يوماً بعد آخر نحو العودة إلى جارتها الأميركية التي كادت تجرّها إلى حرب نووية. ولاوس ترحب بأي سائح يتذكر أنها في الوجود. وأما كوريا الشمالية، فإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

مَن هو في الثلاثين اليوم، أي ولد يوم وصول بوتين إلى الكرملين، يدرس تاريخ الشيوعية كمن يدرس تاريخ الإمبراطورية الرومانية، أو ما قبلها. عندما تزول الإمبراطوريات، تفقد عواصمها القوة السابقة. انهار الاتحاد السوفياتي فانهارت الشيوعية وتفرقت من حول موسكو العواصم التي كانت في مدارها مجرد أجرام صغيرة.

زالت أمام أعيننا، وليس في التاريخ السحيق، إمبراطوريات الغرب، ولم يعد أحد يتذكر أنها كانت أكبر من دولة في حجمها الحالي: بريطانيا، وفرنسا، ومن ثم السوفيات، قبل أن ينتهي القرن الماضي. وفي المقابل تحولت المستعمرات السابقة إلى امبراطوريات جديدة: الهند والصين، أضخم تجمعين بشريين في التاريخ. وفيما تغرق أميركا وروسيا في حروبهما، تنعم الصين «بالسلام الآمن» في انتظار حربها مع تايوان، والعياذ بالله.

هذا هو «النظام العالمي»، دول تقوم على ضعف أخرى. ضعيف يقوى ومستقوٍ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمم أمم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon