توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: هدية موقف سيارات

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان هدية موقف سيارات

بقلم : سمير عطا الله

  خرجنا من عصر الراديو وأخذنا نتعرّف إلى المقرئين في مصر وخارجها. ولأنني في لبنان أمضي وقتاً غير قصير في السيارة، خصوصاً رحلات الجبل، فقد ملأت سيارتي بالأشرطة القرآنية ولا شيء غيرها.

لم يخطر لي مرة أن عمّال المرأب (موقف السيارات) ينقّبون في السيارة بعد ذهاب صاحبها إلى موعده. وذات يوم عدت فوجدت على مقعدي ثلاثة أشرطة للشيخ محمد صدّيق المنشاوي. ذهبت إلى المسؤول عن الموقف أسأله عن صاحب البادرة، فقال: أنا! وأضاف مبتسماً: بعد المنشاوي لن تعذّب نفسك في الاختيار.

قبل مدة، كتبت في هذه الزاوية عن الذين لهم أفضال عليّ، وعددت بينهم الشيخ المنشاوي. وكتب قارئ كريم يستوضح متعجباً: ما شأن الشيخ في الأمر؟ لعلّني أجبته الآن. إن الذين لهم أفضال علينا ليس بالضرورة أن نعرفهم مباشرة فقط. أما أنا، فمنذ أن تعرّفت إلى المنشاوي صرت أشعر بارتقاء روحيّ وسكينة نفسية عارمة؛ ذلك لأنه يعطي التلاوة من روحه، ويقرأ الآيات وكأنه يوصل رسالتها. وفي بعض التسجيلات تسمع من حوله الناس يكبّرون وقد ملأتهم الغبطة العليا.

تخفف التلاوة من وقع الأحزان على الناس. وفي مصابهم يجدون في الذكر الحكيم عزاءهم. وقال البعض إن صوت المنشاوي «يعانق السماء» لشدة ما يوحي بالإيمان. وفي «أيامنا» كان جميع المقرئين الكبار من مصر، لأسباب كثيرة، أهمها وجود الأزهر. ومعظمهم كانوا ينشأون في بيوت متديّنة، أو لآباء مقرئين مثل شعيشع أو المنشاوي. غير أن الحال تغيّر مع بروز مقرئين من سائر أنحاء العالم العربي، في المغرب والسعودية والكويت وفلسطين.

أحد الأسباب الأخرى في «أيامنا» أن الإذاعات العربية كانت ضعيفة وأكثرها محلي، في حين كانت إذاعة القاهرة تصل إلى كل بيت، هي و«صوت العرب». وفيما كان مقرئو «القاهرة» ينادون على الألفة والوحدة، كان «صوت العرب» ينادي على الفرقة والخراب، ويزرع بذور الشقاق القائم حتى اليوم.

ذهب مقرئون مثل «صديقي» أبو العينين والمنشاوي إلى العالم العربي تلتف من حولهم الناس بالآلاف وتصل أصواتهم إلى الملايين. ونقلوا إلى الكويت وليبيا والمغرب وغيرها، صوت مصر المرتل والمبتهل والتقي. وعندما جاء مبعوث من الرئيس جمال عبد الناصر يدعوه إلى «تلاوة يشرّفها الرئيس بحضوره»، قال: لقد أوفد الرئيس إليّ أسوأ من عنده لأنه يعرف أن جميع الأمم تتشرف بسماع القرآن.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية  
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان هدية موقف سيارات وجوه من رمضان هدية موقف سيارات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon