توقيت القاهرة المحلي 12:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشرشل والعقيد

  مصر اليوم -

تشرشل والعقيد

بقلم - سمير عطا الله

كان العقيد معمر القذافي يخطط صادقاً لإنقاذ العالم من المأزق الوجودي الذي هو فيه، منذ أن انقسم إلى عالمين، رأسمالي واشتراكي. وقد وضع صيغة «النظرية العالمية الثالثة» في «الكتاب الأخضر» الذي انصرف الكثيرون، الشّراح والمفسرون حول العالم، إلى توضيح بنوده. وقد توقفنا عند بعضها طويلاً، خصوصاً في تفسير الغموض البشري، ومنه أن الرجل رجل، والمرأة أنثى. ورأى صاحب الكتاب أنه لا يجوز للمرأة نفس حقوق الرجل لأنها تحيض، بينما الرجل معفي من ذلك.

الذين تندّروا بهذه الفكرة، والمحبّر بينهم، مدينون للعقيد الراحل بالاعتذار. ففي كتاب عن اللطائف واللمحات التي عرف بها ونستون تشرشل، أشهر سياسي بريطاني، أنه كان ضد إعطاء المرأة حق الاقتراع، لأن الطبيعة حرمتها من ذلك: «إن منحها هذا الحق مناقض لقانون الطبيعة وتقاليد الدول المتحضرة. وإذا ما أعطينا المرأة حق التصويت يجب أن نتوقع أن يأتي يوم نعطيها حق التمثيل في (البرلمان)».

كرر تشرشل القول إنه ليس من العقل، أو الحكمة، أن تصبح المرأة عضواً في «مجلس العموم».

ذات يوم كان تشرشل في احتفال رسمي عندما سارع أحد مساعديه نحوه قائلاً في هلع إن بعض الناشطات أوثقن أنفسهنَّ إلى حدائد البرلمان، معلنات أنهنَّ سوف يبقين هناك إلى أن ينلنَ «حق التصويت». كان ردّه الساخر سريعاً: الآن على الرجل أن يوثق نفسه إلى بوابة مستشفى سانت طوماس (للولادة) ويعلن أنه لن يتزحزح إلى أن يُرزق ولداً.

بعد نحو 50 عاماً أصبحت امرأة رئيسة للوزراء مكان تشرشل. ومثله أصبحت مارغريت ثاتشر السياسية الأكثر شهرة. ومن ثم أصبح أمراً عادياً أن ترى امرأة في رئاسة مجلس العموم، أو في 10 داوننغ ستريت، حيث تكاثرت أعداد النساء ولكن من دون أن تكون بينهن مارغريت ثاتشر أخرى. ولا كان بين «الذكور» تشرشل آخر. وما بين تشرشل وعصر ثاتشر ظهر في الغرب جنس ثالث لا تنطبق عليه حكمة «الكتاب الأخضر» بأن الرجل ذكر والمرأة أنثى. لقد اختلطت الأمور في ما هو مناقض للطبيعة، وفي ما هو منسجم مع أحكامها.

للمناسبة فقط، بعض المقتطفات من «الكتاب الأخضر»:

«لا حرية لشعب يأكل من وراء البحر»، و«الطفل تربية أمه»، و«الرياضة نشاط عام ينبغي أن يمارس لا أن نتفرج عليه»، و«أن الجهل سوف ينتهي عندما يقدم كل شيء على حقيقته». إلى آخره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشرشل والعقيد تشرشل والعقيد



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon