توقيت القاهرة المحلي 03:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«هلا نوفمبر»

  مصر اليوم -

«هلا نوفمبر»

بقلم - سمير عطا الله

منذ أسبوع والكويت غارقة في حديث المطر. مرّت بالدولة موجة أمطار لا مثيل لها، وظلت تهطل إلى أن تحولت الأرض إلى بحيرات، وبلغ السيل الزبى. والزبى عند العرب المرتفع الذي لا تصله المياه. وإذ غمرت المياه الطرقات والمنازل والأبنية، أعلنت حكومة الشيخ جابر المبارك حالة الطوارئ، واستنفرت جميع القوى، وأغلقت المعاهد والمدارس وسائر المؤسسات الرسمية، وسهر الوزراء في مكاتبهم يلاحقون عمليات الإنقاذ والإسعاف وطالبي الإيواء الذين دمرت السيول منازلهم. وأغلقت الموانئ البحرية كما يحدث في أعاصير فلوريدا، كما أغلق المطار في وجه الرحلات المغادرة والقادمة.
وعندما هدأت العاصفة الكبرى كانت قد تركت خلفها 100 ملم من الأمطار، أي نحو سدس ما يسقط في لبنان خلال عام! ومن ثم بدأت المضاعفات. وأولها أنها وحّدت الكويت. وللمرة الأولى امتدح المعارضون التقليديون معالجة الحكومة لسيل من الصعوبات والمفاجآت. وحدث ما لم يحدث في أي دولة عربية أخرى، عندما استقال وزير الأشغال محملاً نفسه ووزارته مسؤولية الهفوات، بدل أن يحملها وزير التجارة أو التربية أو الشؤون الاجتماعية.
وفي حيويتها المعتادة وتنافسيتها بدأت صحف الكويت بتغطية مساحات السيول بمساحات من الحبر. وبحث المتفائلون عن فوائد الأمطار وطرحوا الأسئلة على الخبراء: أولاً، خفض التلوث. ثانياً، الصحة والعافية. ثالثاً، أو أولاً مرة أخرى، لا غبار هذا الصيف فالسيول تماسك الرمال.
ولم يتأخر المتشائمون في الظهور: الأضرار التي لحقت بالطرق. التكاليف. إصلاحات البيوت. وإلى آخره. لكنهم كالعادة، الأقلية. وقد اعتادت الكويت على أن ترحب بضيوفها في شهر 2 تحت عنوان «هلا فبراير»، وسوف تضيف إليه هذا العام «هلا نوفمبر».
فإذا كان فبراير (شباط) شهر الاستقلال، فإن هذا الآن هو شهر «المعدن الثمين» كما يسميه الكاتب أحمد الصراف. فقد أظهر الكويتيون كما فعلوا في الأزمات الطبيعية الكبرى، كيف يتعاونون ويصبحون عائلة واحدة، هم الذين يستطيعون الجدل في الصحف والديوانيات ومجلس الأمة الذي يرأسه رجل دولة يمثل بالدرجة الأولى عروبة الكويت وعراقة هذه العروبة، التي لم تؤثر بها مرارة الاحتلال ووضاعة الغزو الذي دمّر الثقة بالرابطة العربية في كل مكان إلا هنا، حيث عاش الكويتيون عذاباً لم يتوفق في وصفه أحد مثل العراقي كنعان مكية.
يظن الناس أن الاحتلال خبر في صحيفة، أو مشهد في نشرة إخبارية. لكنه أقسى امتحان ممكن في حياة وتاريخ الشعوب.
رعت الكويت هذا العام مؤتمراً لإعادة إعمار العراق. وقد مضت عليّ 6 سنوات غائباً عنها. وصلت بعد انقشاع العاصفة في جو صاف وصاح. ومنذ 1963 إلى اليوم، هذه أكثر مرة أرى الكويت في مثل هذا العمار. نضوة حصان وخرزة زرقاء في هذا العالم العاصف.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هلا نوفمبر» «هلا نوفمبر»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج

GMT 06:26 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صبحي يطمئن على الأولمبي والفريق يختتم معسكره

GMT 09:26 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة المصرية تُقدم تسهيلات وخدمات لكبار السن

GMT 06:08 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن نصف البالغين لا يغسلون أسنانهم مساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon